كم من الجرائم ارتكبت فى هذا المكان!! وكم من العمليات التى جرت مصر إلى التخلف والديكتاتورية شهدت بها جنبات هذا «الوثن» الجاثم علي صدر النيل. الحزب الوطنى.. إنه رمز الفساد والإفساد لما يزيد على ثلاثين عاما.أحرقوه .. أو احترق.. والمحصلة أن الشعب المصرى تخلص من رمز الديكتاتورية.. أو ما يصفه يحيى أبو الحسن عضو الهيئة العليا لحزب الوسط بخطايا ثلاثين عاما.. فى هذا الحوار يتحدث أبو الحسن عن مشهد إحراق مقر الوطنى وأشياء أخرى: كان مشهد إحراق الحزب الوطنى، علامة فاصلة فى أحداث ثورة يناير، كيف تقرأ هذا المشهد؟ - إحراق الحزب الوطنى كان عبارة عن رسالة من الشعب لنظام مبارك لتغيير النظام، وذلك كان نتيجة زيادة احتقان الشعب، خاصة بعد تزييف انتخابات مجلس الشعب لدورة 0102 من قبل أحمد عز أمين تنظيم المنحل ، وتعودنا على قيام الوطنى بتزييف الانتخابات لكن فى هذه المرة كان.. تزييفا فجا لم يقدر الشعب على احتماله. من وراء إحراق «الوطنى»؟ - الثوار هم الذين احرقوا مقر الحزب الوطنى، وكان ذلك التصرف عفويا ولم يكن مخططا، لكن حرق ملفات أمن الدولة كان مخططا لمحو ملفات فساد نظام مبارك. ما هو دور المنحل فى إفساد الحياة السياسية؟ - استولى الحزب الوطنى على الحياة السياسية طوال الثلاثين عاما الماضية، وتدخل فى جميع الأحزاب الأخرى لإفسادها، وزرع الفتنة بداخلها، وكان صفوت الشريف الأمين العام رئيسا للجنة شئون الأحزاب، فلك أن تتخيل أن الحزب الحاكم أصبح خصما وحكما ولاعبا وحيدا فى نفس الوقت، وكان أيضا يزرع أشخاصا من اتباعه داخل المعارضة. هل تتحمل أحزاب المعارضة جزءا من مسئولية فساد الحياة السياسية؟ - نعم أحزاب المعارضة مسئولة عن إفساد الحياة السياسية بمشاركة الوطنى وجميع الأحزاب التى انشئت قبل الثورة كانت عبارة عن أحزاب إما كرتونية، وإما مشاركة فى إفساد العمل السياسى بطريقة «هات وخد». ما رأيك في حل الحزب الوطنى؟ - الحزب الوطنى خرج خروجين الأول بحكم قضائى قضى بحله، والآخر بحكم الشعب الذى قرر الإطاحة بمبارك ونظامه، الذين هم فى الأصل من قيادات الوطنى، وفى انتخابات مجلس الشعب نجح عدد قليل من أعضاء الوطنى المنحل، وهم أقل بكثير ممن نجحوا فى محافظة واحدة، فى انتخابات مجلس الشعب لعام0102 ، وعاد الحزب الوطنى فى صور عديدة لعدد من الأحزاب التى انشئت بعد الثورة. ما رأيك فى قانون إفساد الحياة السياسية وتطبيقه على رجال الحزب الوطنى؟ - هذا القانون قانون عبثى، وليس له أى معنى ، والجماهير تغاضت عنه ونفذت الردع بنفسها. أسطورة الفلول.. هل هى حقيقة أم أنها بدعة إعلامية؟ - نعم حقيقة.. وهناك فلول من رجال الأعمال ،وبعض المنتفعين من النظام السابق بطريقة أو بأخرى. هل الحزب الوطنى ما زال مثار قلق بين القوي السياسية ام انه ذهب بلا رجعة؟ - الحزب الوطنى ذهب بلا عودة ، لكن أود أن أفصل بين الحزب الوطنى وفلول النظام ،وليس شرطا أن يكونوا من أعضاء الوطنى ،فمنهم رجال أعمال، ومنتفعون من الحياة السياسية والاجتماعية للنظام السابق وهم ما زالوا يدافعون عنه ، ويقدمون كل ما يملكونه من الغالي والنفيس للدفاع عن النظام ، أو إعادة تكوينه ولا أتوقع أن يعود الحزب الوطنى من تحت الرماد ليمارس دورا سياسيا لأن الشعب وقتها سوف يجهز عليه مرة ثانية.