الأمن قام بتهجير بريء بني مزار حفاظا علي حياته شهدت محافظة المنيا العديد من عمليات التغريب أو التهجير وكانت تلجأ إليها اللجان العرفية بالتعاون مع الجهات الأمنية لحل النزاعات الطائفية أو قضايا الثأر ، أو العرض والشرف أو الإساءة للأديان وإشعال الفتن الطائفية . ولعل من أشهر عمليات التهجير والتغريب التى شهدتها محافظة المنيا كانت كما يقول الحاج على عبد اللطيف - والد الشاب محمد 35 سنة ، قيام الأمن بتهجيرهم من عزبة أبو العباس موطنهم الاصلى ، خوفا عليهم من غضب وفتك الاهالى ، والذي كان قد اتهم ظلما بارتكاب مذبحة بنى مزار وقتل عشرة أفراد من 3 أسر في 3 منازل متجاورة ، وبرأته المحكمة بعد عام ونصف العام من المحاكمة والمداولة ، إلا انه على الرغم من ذلك فأسرته لا تزال تعانى التغريب حيث تم نقل الأسرة «الأب والأم والأشقاء وحتى الشقيقات المتزوجات واللاتى تركهن أزواجهن بسبب اتهام شقيقهم» من قرية أبو العباس إلى عزبة بنى سعد والتى تبعد عن قريتهم أكثر من 10كيلو مترات ، وحتى بعد مرور أعوام فهم يعانون الغربة والتهجير من قريتهم حتى الآن . كما شهدت عزبة شاكر بمركز مطاى شمال مدينة المنيا ترحيل شاب عمره 32 عاما حاصل على دبلوم ويعمل بفندق سياحي طبقا لقراراللجنة العرفية بالمركز بعد أن فوجئ الأمن بتجمهر عدد كبير من اهالى القرية أمام منزل أسرة الشاب للفتك بهم بعد قيامه بنشر صور مسيئة للرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم ، على موقع شبكة التواصل الاجتماعي «الفيس بوك» للمطالبة برحيله وأسرته من القرية وإلا فسيتم حرق منزلهم ، وبالفعل حكمت اللجان العرفية بضرورة تهجير هذه الأسرة حفاظا على أرواحهم من غضب الشباب . كما شهدت قرية دفش مركز سمالوط تهجير شاب مسلم قام بقتل شاب قبطي كان يتلصص فى منتصف الليل على شقيقه أثناء وجوده بغرفة نومه مع زوجته ، حيث فوجئ الشاب ( م – ح ) 24 سنة أثناء عودته متأخرا من عمله بقيام الشاب القبطى ( ج – ا ) 22 سنة ، بالتلصص والتجسس على شقيقه أثناء تواجده وزوجته فى غرفة نومه ، مما أثار حفيظة الشاب الذى هم على الشاب القبطي وقام بضربه ضربة بعصا أودت بحياته ، وقد نشبت عقب هذه الجريمة عدة أحداث طائفية بالقرية بين الاهالى من الطرفين المسلمين والمسيحيين وانتقل الأمن للقرية وتحولت الى ثكنة عسكرية ، وانتقل اللواء مدير امن المنيا والمحافظ لعقد جلسة صلح بين الطرفين رفض خلالها الطرفان الحضور وكان اهل الشاب القبطى قد رفضوا قبول العزاء فى ابنهم ، وبعد عقد عدة جلسات صلح اتفق الحضور على الصلح والتراضي فيما بينهم ، وتعهد الطرفان بقبولهما تحديد ميعاد عرفي لاحق لهذا الميعاد بعد خروج المصابين من المستشفي واكتمال علاجهم وقبولهم حكم الجلسة العرفية ، كما قاموا بالتوقيع علي إيصالات أمانة تقدر ب 500الف جنيه ، تستخدم وتقدم للجهات الأمنية في حالة إخلال اى طرف باى بند من بنود الاتفاق الموقع عليه ، مع تهجير أسرة الشاب المتهم بالقتل عن القرية . وفى عزبة داود يوسف ، تم تهجير الكاهن اسطفانوس شحاتة- الكاهن بمطرانية سمالوط -عقب قيامه بمحاولة تحويل منزل الى كنيسة بدون ترخيص ثم ادعائه بان المنزل هو تبرع من مسلم لاقباط القرية وبعد صدور فتوى من شيخ الأزهر تحرم ذلك ادعى ان المنزل مملوك له من والده ونشبت فتنة بالقرية تم تهجيره خلالها خوفا على حياته ومازال يدعى بأنه ممنوع من دخول القرية ، وانه تلقى تهديدا بالقتل في حالة تفكيره في العودة للقرية . أما مركز أبو قرقاص والذى شهد أكثر من واقعة تهجير وهروب فقد شهدت قرية أبو قرقاص البلد ، تهجير علاء رضا رشدى ، المحامى عقب وقوع مشاجرة كبيرة امام منزله نشبت على اثرها فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين قتل خلالها شابان مسلمان وتم حرق وتدمير عدد من المنازل والمحلات المملوكة لهذا المحامى وكوفى شوب تم هدمه بالكامل انتقاما لمقتل هذين الشابين ، وقرر الأمن بعد القبض على المحامى تهجيره خوفا عليه وعلى أسرته من فتك الاهالى والثأر منه إلى محافظة أخرى فقام ببيع عدد من مشاريعه وترك المنيا ورحل . كما شهدت قرية السحالة بنفس المركز تهجير أسرة مدرس ابتدائى ترك أسرته وهرب عقب شيوع أنباء عن تشغيل منزله في الأعمال المنافية للآداب حيث كانت قد وردت معلومات للمقدم خالد شومان رئيس مباحث فرع الجنوب بقيام مدرس ابتدائي يدعى ( م – ن ) بمدرسة السحالة الابتدائية بإدارة منزله بنفس القرية التابعة لمركز أبو قرقاص كوكر للدعارة وممارسة الرذيلة فتم وضع خطة اشرف على تنفيذها المقدم نبيل الشيخ رئيس مباحث مركز شرطة أبو قرقاص لمراقبة منزل المدرس وبالفعل تبين صحة المعلومات وتمت مهاجمة المنزل بقوة من الشرطة أثناء تواجد عدد من راغبى المتعة الحرام وتم القبض على 5 منهم وتمت إحالتهم إلى نيابة أبو قرقاص، ولكن المدرس تمكن من الهرب عن طريق سطح المنزل إلى المنازل المجاورة وفر خارج القرية ، فقرر الاهالى ترحيل هذه الأسرة من القرية بالكامل حقنا للدماء وحفظا للأعراض . ويقول مجدي ملك - ابن مركز سمالوط أحد حكماء هذه اللجان العرفية- انه جلس عرفيا في أكثر من 45 جلسة صلح عرفية مختلفة الأطراف سواء بين مسيحيين ومسيحيين أو بين مسلمين ومسيحيين ، أو بين مسلمين ومسلمين ، إن اللجان العرفية لا تلجأ لعملية التهجير إلا في أضيق الحدود لأن في الهجرة عذابا وتركا للذكريات والأحباب ، ولكننا نلجأ إليها وبالإجماع فقط في حالات الحفاظ على النفس ووقف نزيف الدماء ، وأننا نعرض الأمر على أصحابه وبحضور مندوبين عن الأمن وفى معظم الجلسات يكون معنا مستشار ، ويقرر أصحاب الموضوع معنا موافقتهم على التهجير بعد شرح جميع الجوانب لهم ، فهناك تهجير مؤقت مثلا في حالة اتهام شاب من أسرة أو أحد أفراد الأسرة باتهام خطير يمس الشرف أو الأمن العام أو التجسس ،أو الإساءة للأديان ، ويخشى على الأسرة من فتك وغضب باقي الاهالى فيتم إقناعهم بالحفاظ على ممتلكاتهم ومنازلهم حتى تتضح الأمور وتعود الأسرة التى تهجر إلى مكانها ، وفى ذات الاتفاق يتم تأمين مكان جديد لهم برعاية الأمن مع عدم معرفة المكان المهجرين إليه بصفتهم ، وينزلون وكأنهم ضيوف على العمدة أو شيخ القرية .