يواجه تيار الإصلاحيين في إيران والرئيس حسن روحاني في مساره ومخططه نحو الاستحواذ الكامل على السلطة وإقصاء تيار المحافظين الذي حكم لأكثر من ثلاثة عقود منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في إيران 1979، ترصد "فيتو" 5 تحديات أمام حسن روحاني تشكل خطرا على مسيرته السياسية. خليفة المرشد وتأتي في مقدمة المخاطر التي تواجه الرئيس الياراني حسن روحاني في إيران اختيار خليفة المرشد الأعلى على خامنئي، في مساعي الإصلاحيين للسيطرة على المنصب الأهم في دولة ولي الفقيه نظرا لصلاحيات المرشد في الدستور الإيراني، فالزعيم الأعلى هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، ويعين قيادات السلطة القضائية، ويتم اختيار الوزراء الرئيسيين بموافقته، وله القول الفصل في السياسة الخارجية والبرنامج النووي الإيراني، ويتمتع الرئيس بصلاحيات محدودة مقارنة به. بينما دعا خامنئي لاختيار خليفة ثوري "متشدد"، يسعى حسن روحاني وحليفه الأبرز الرئيس الإيراني الأسبق على أكبر هاشمي رفسنجاني، إلى نزع منصب المرشد الأعلى من أنياب المحافظين. تيار المحافظين يعد تيار المحافظين أو المتشددين في إيران من أهم التحديات التي تواجه طموح الإصلاحيين وحسن روحاني، فالتيار يسعى إلى البقاء في السلطة، فروحاني يخوض معركة شاقة مع المحافظين الذين يشعرون أن نجاح روحاني في إتمام صفقة النووي، ومن ثم رفع العقوبات، والتصالح مع الغرب إنما يعني أن تياره قد انتصر، ولذلك بدءوا عملية تشكيك في مجمل سياساته الاقتصادية والثقافية، مع قدر كبير من التصيُّد لأخطائه، حتى لو تمثلت في حفلة أقامتها زوجته (في ذكرى فاطمة الزهراء) وُصفت بأنها كثيرة البذخ، فضلا عن إنتاج فيلم وثائقي يفضح ما يرونه تناقضا في سلوكه وسيرته الذاتية. كما يسعى المحافظون المسيطرون على غالبية البرلمان الإيراني في إصدار القوانين واتخاذ إجراءات تضيق على حرية الشباب الإيراني الطامح إلى التغير والذي أعطى أصواته للتيار الإصلاحي، ما يؤدي إلى إسقاط شعبية روحاني مع عدم تحقيقه الحرية والانفتاح للشباب الإيراني. الحرس الثوري ومن الصعب تجاهل دور الحرس الثوري الإيراني في إعادة تشكيل البيت الإيراني من الداخل، مع نجاح حسن روحاني وتيار الإصلاحيين في الوصول إلى الاتفاق النووي مع الغرب. روحاني يسعى إلى تحجيم دور الحرس الثوري والذي يهم المؤسسات العسكرية والأمنية والاقتصادية والسياسية، فضلا عن نفوذه الواسع وهيمنته على مؤسسات اقتصادية وإعلامية وسياسية وثقافية منتشرة في عموم إيران، حيث تدر الأنشطة التجارية وحدها التي تتبعه دخلا يتراوح بين10 و12 مليار دولار سنويا. تحالف تيار المحافظين والحرس الثوري، ليس يهدد مسيرة ومخطط حسن روحاني في السلطة، ولكن أيضا يهدد تيار الإصلاحيين في ظل الدعم الكبير من قبل تيار الشباب الإيراني لطامح إلى التواصل مع الغرب والخروج من عباءة المتشددين. الاقتصاد يراهن روحاني على الإصلاح الاقتصادي والانفتاح، وهو ما أعطاه ثقلا قويا في الشارع الإيراني يضمن استمرار الإصلاحيين في السلطة لسنوات طويلة وإزاحة المحافظين، ولكن هذا التوجه قد يواجه بتحديات من قبل المحافظين وأصحاب المصالح في ظل هيمنة الحرس الثوري على الاقتصاد وسيطرة المحافظين على الغالبية العظمى من الاقتصاد الإيراني. يأمل روحاني ارتفاع أسعار النفط، وتدفق الاستثمارات الأجنبية إلى بلاده وخاصة الإيطالية والفرنسية والصينية، ما يساهم في تحقيق معدلات نمو أعلى ويؤدي إلى انخفاض معدلات البطالة. فقد تضرر الاقتصاد الإيراني بشدة بسبب العقوبات المفروضة عليه وبسبب السياسة الاقتصادية المعمول بها في البلاد؛ حيث تراجعت صادراتها من النفط بنسبة 40% وتقيد الإيرانيون في الخارج من تحويل الأموال إلى الداخل بسبب الحظر المصرفي ووصل معدل التضخم إلى 25% والبطالة إلى 20%، كما فقد الريال الإيراني نصف قيمته مقابل الدولار حيث ارتفع سعر الصرف من متوسط 13.7 ألف ريال مقابل الدولار خلال الفترة من 2011- 2013 إلى 28 ألف ريال للدولار الواحد في 7 مايو 2015 أي بنسبة انخفاض بلغت 104.4%. 5- شعوب غير فارسية وهناك أزمة كبيرة تتسبب فيها من وقت لآخر الأجهزة الأمنية في إيران فيما يتعلق بالشعوب غير فارسية في مقدمتها البلوش في الشرق، والأكراد في الغرب، والأذر في الشمال، والأهواز في الجنوب، وهو ما يقلل ويهدد مسيرة وخطاب حسن روحاني الإصلاحي. ومن وقت لآخر تخرج هذه الشعوب في مظاهرات ضد السلطة الحاكمة نتيجة لأخطاء وقمع من قبل الحرس الثوري الإيراني والباسيج، وهو ما يشكل أزمة لروحاني إذا لم يجدد الثقة مع هذه الشعوب.