كشفت جيمس تاون، الباحث في معهد الشرق الأوسط ومؤسسة "واشنطن أليكس فاتنكا"، المرشد الأعلى للثورة في إيران السيد على خامنئي يؤجج الصراع بين ئيس الجمهورية الإصلاحي حسن روحاني، والحرس الثوري الإيراني والذي يهمين عليه المتشددين، مما يهدد مكانة المرشد في صناعة القرار داخل الجمهورية الإسلامية. ولفت "جيمس تاون" إلى "أن الصدام بين القوى الثلاثة بات أمر محتوما، والذي أشعله الاتفاق النووي الذي توصل إليه الرئيس حسن روحاني مع مجموعة 5+1 في يوليو. ويخشى المرشد الأعلى أن يكون الاتفاق خطوة أولى في محاولة روحاني وخطته لدمج الاقتصاد الإيراني في الاقتصاد العالمي، وهو ما سيغير بالضرورة شكل القوة في إيران بطريقة لا رجعة فيها، ومن هنا فقد أعطى خامنئي الحرس الثوري الضوء الأخضر لمقاومة الاتفاق، بحسب مجلة "فورين أفيرز". وأوضح التقرير، أنه "بعد تحقق الاتفاق النووي والذي كان رغبة يريده خامنئي، بهدف رفع العقوبات عن إيران، وبعد تحقق هذا الهدف أخذ المرشد الأعلى بالعمل على وضع كوابح أمام أجندة روحاني الأخرى، فلم يخف آية الله خامنئي انزعاجه من الدفء في العلاقات مع الولاياتالمتحدة، التي نتجت عن المقايضة التي استطاع روحاني تحقيقها". وأشار كاتب التقرير إلى أن خامنئي منح حكومة روحاني صلاحيات كبيرة في إدارة الملف النووي منذ أغسطس 2013 وحتى التوقيع النهائي على الاتفاق بما يخدم أهداف برفع العقوبات الاقتصادية لإنقاذ الاقتصاد المتهاوي، فيما منح في الوقت نفسه الحرس الثوري نافذة باستتمرار إدارة السياسة الخارجية، خاصة في النزاعات المسلحة في أماكن مثل سوريا والعراق. واعترف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بأن وزارته لم تشرف إلا على الملف النووي، فلم تكن السياسة المتعلقة بسوريا "بأيدي وزارة الخارجية في طهران". وتابع: "عقب الانتهاء من توقيع الاتفاق، عاد المرشد الاعلي لمهاجمة رئيس الجمهورية الإيراني، مما ادي إلى استغلال الحرس الثوري واذرعته السياسية والإعلامية والقضائية في الهجوم على حكومة روحاني الإصلاحية". وأضاف أن خامنئي، من خلال السماح لهيئات غير منتخبة بالهجوم على الرئيس الشعبي المنتخب، فإنه وضع مركزي سلطة في مواجهة، وبهذه الطريقة رفع خامنئي (76 عاما) سقف الصراع الداخلي على السلطة، وهو ما يهدد بخسارة المرشد السيطرة على صناعة القرار السياسي في طهران.