اكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية , إن انتقادات المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئى للاتفاق النووي بين السداسية الدولية وطهران , لن تعترض طريق إيران فى التصديق والموافقه على الاتفاق برمته مشيرةً إلى أن أفكار خامنئى بشأن الاتفاقية ظهرت واضحة فى مقال كتبه حسين شريعتمداري، وهو رئيس لتحرير صحيفة كيهان الإيرانية المحافظة والمقرب من خامنئى والذى غالبا ما تعكس الصحيفة وجهة نظره. . وأضافت الصحيفة الأمريكية انه منذ تم الإعلان عن الاتفاق الدولى فى 14 يوليو الماضى، كان هناك الكثير من التكهنات حول وجهة نظر المرشد الأعلى للثورة الإيرانية فى الاتفاق، لافتة إلى أن خامنئى والذى كثيرا ما دعم وأشاد بالفريق التفاوضى الإيرانى لم يؤيد صراحة او يرفض الاتفاق. وقال شريعتمداري إن هناك بنود من الاتفاق النووى الإيرانى تنتهك مبادىء وأسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأن المرشد الأعلى للثورة على دراية بأن الاتفاق يمكن ان تكون له عواقب وخيمة. ووفقا للافتتاحية التى كتبها شريعتمداري يمكن القول بكل ثقة ان خامنئى ليس راضيا بأى حال من الأحوال عن نص الاتفاق. واستشهد شريعتمداري بخطبة ألقاها خامنئى فى يلويو تعهد فيها بأن إيران لن تغير من سياستها او دعمها لأصدقائها فى المنطقة، سواء تمت الموافقة على الاتفاق النووى أم لا. وخلص شريعتمداري فى المقال الافتتاحى الذى كتبه إلى ان آيه اللة على خامنئى حذر من أنه حتى فى حال الموافقة على الاتفاق من قبل المسؤولين فإنه لن يسمح بتنفيذه. وقالت الصحيفة إنه بناء على تفسير رئيس تحرير صحيفة كيهان لتوجهات خامنئى، فإنه دعا إلى الرفض التام للاتفاق. وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن خامنئى قال فى خطبة ألقاها يوم الإثنين، أن الوةلايات المتحدة تنوى استخدام الاتفاق النووى من أجل كسب نفوذ فى إيران، مضيفا :" إننا سوف نغلق بشكل حاسم هذا الطريق". وقال خامنئى :" نحن لن نسمح بالنفوذ الاقتصادى او السياسى أو حتى الثقافى الأمريكى" ، وإن إيران سوف تدعم المقاومة فى المنطقة، بما فى ذلك المقاومة الفلسطينية واى شخص يقاوم إسرائيل ، ومستقبل الاتفاق النووى مشكوك فيه، مضيفا :" من غير الواضح ما إذا كان الاتفاق سيوافق عليه هنا وكذلك من غير الواضح ما إذا كان سيوافق عليه هناك". وقالت وول ستريت جورنال إنه من الممكن ألا يرفض المرشد الأعلى للثورة الإيرانية الاتفاق فى النهاية، مضيفة انه هناك إشارات متضارية تخرج من طهران حيث قال نائب وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجى وهو أحد المفاوضين الذين اشتركوا فى صياغة الاتفاق لخدمة الإذاعة الوطنية إن خامنئى كان يبلغ بكل خطوة من المحادثات وانه التقى بشكل منفرد مع أعضاء فريق إيران التفاوضى. ووفقا لعراقجى فإن خامنئى بعث مرتين توجيهات للمفاوضين، إلا ان تصريحات عراقجى أرزيلت من موقع الإذاعة الوطنية الإيرانية بعد وقت قصير من نشرها. وقالت "وول ستريت جورنال" إن بعض قيادات الحرس الثورى الإيرانى كانوا من بين منتقدى الاتفاق منذ البداية، خاصة ان الاتفاق يسمح للمفتشين الدوليين بالوصول إلى المواقع العسكرية الإيرانية ولكن العديدين منهم منذ الإعلان عن الاتفاق قاموا بتأييده ، وإنه حتى الآن فإن مكتب خامنئى لم يعليق على ما كتبه رئيس تحرير صحيسفة كيهان فى افتتاحية مقاله يوم السبت، لافتة إلى ان أحد نواب قائد الحرس الثورى الإيرانى وجه سؤالا إلى شريعتمداري يتساءل فيه عن السبب وراء إشارته إلى ان المرشد الأعلى للثورة يشاركه أفكاره. وأكدت وول ستريت جورنال إن آية الله على خامنئى هو صاحب الكلمة الأخيرة، وانه يحاول أن يوحى انه يعلو فوق الخلافات حول الاتفاق. وأضافت الصحيفة الأمريكية أن خامنئى يريد أن يبقى على دعمه للمتشددين والمعتدلين داخل المؤسسة الحاكمة فى إيران، كما انه على دراية بالأمال واسعة النطاق بين الشعب الإيرانى بشأن الاتفاق والذى من شأنه رفع العقوبات الدولية التى تقيد الاقتصاد الإيرانى وإنهازة أزمة العلاقات بين بلاده والغرب ، وهذا هو السبب الذى دفعه للسماح بالمضى قدما فى المفاوضات معبرا فى الوقت ذاته عن مخاوفه سواء بشكل مباشر او عن طريق آخرين. وقالت "وول ستريت جورنال" إنه من غير مالعقول ان يكون المفاوضين الإيرانيين قد وقعوا على بنود الاتفاق النووى بدون موافقة المرشد الأعلى للثورة. وأشارت الصحيفة إلى انه فى الوقت ذاته فإن خامنئى طمأن المتشددين فى إيران بالتأكيد على انه سواء مع الصفقة او بدونها فإن العداء الإيرانى للولايات المتحدة لن يتغتير كما ان دعمها فى المنطقة والموجه فى المقام الأول للرئيس السورى بشار الأسد وحزب الله فى لبنان والحوثيين فى اليمن مستمر. وقالت "وول ستريت جورنال" إن خامنئى أرضى بعض الصاخبين على الاتفاق بالقوا إنه يجب ان يتم مراجعة الاتفاق من قبل المؤسسات الإيرانية ذات الصلة دون ان يحدد ما إذا كان تصديق البرلمان مطلوبا. وأضافت "وول ستريت جورنال" إنه من المحتمل أن السبب فى تعمد المرشد الأعلى للثورة الإعلان عن اعتراضاته على الصفقة، هو ان بعض أعضاء الكونجرس الأمريكى عبروا عن اعتراضاتهم أيضا، مضيفة انه إذا كان يمكن لبعض النواب الأمريكيين طلب إدخال تعديلات على الاتفاق النووى فإنه يمكن لإيران ان تفعل المثل وفقا للافتتاحية التى نشرتها صحيفة كيهان. وقالت "وول ستريت جورنال" إنه من غير المرجح ان ترفض إيران الاتفاق النووى، لأن تبعات رفض الاتفاق لكلا الجانبين ستكون خطيرة، مضيفة ان المقال الذى نشهر فى صحيفة كيهان جعل جزءا من النقاش العام يدور حول فكرة ان المرشد الأعهلى يدرك ان الاتفاق يهدد المبادىء الأساسية لإيران. وأضافت الصحيفة الأمريكية أنه بعد نشر صحيفة كيهان، لمقالتها قام 201 نائب فى مجلس النوب الإيرانى، بتوقيع خطاب طالبوا فيه الحكومة بتقديم الاتفاق إلى البرلمان للحصول على موافقته، لافتة إلى انه فى هذا المناخ فإن هذا قد يشجع الآخرين على الحديث.