دان المحافظون الإيرانيون، الثلاثاء، الطريق المسدود في المفاوضات النووية في فيينا، لكن تمديد المباحثات يسمح للرئيس حسن روحاني بإبقاء الأمل في التوصل إلى اتفاق تاريخي مع الغرب. وانتقدت الصحف المحافظة "الفشل" أو "الطريق المسدود" الذي وجدت إيران والدول العظمى نفسها فيه من دون الإقرار بذلك والمباحثات التي "لم تفض إلى شيء". وجددت اتهاماتها للولايات المتحدة العدو التاريخي للجمهورية الإسلامية "أول جهة مسؤولة" عن هذا الوضع. وسخرت صحيفة "جوان" القريبة من الحرس الثوري من تمديد المفاوضات الذي يمنح "الدبلوماسية النووية سبعة أشهر من التنفس الاصطناعي". وفي مجلس الشورى ناقش النواب في جلسة صاخبة تمديد المفاوضات وتعليقات روحاني الذي أكد ثقته بالتوصل إلى اتفاق شامل. وينتقد عدد من النواب بانتظام التنازلات الكبيرة التي قدمها على حد قولهم فريق المفاوضين في نوفمبر 2013 عندما توصلوا في جنيف الى اتفاق مرحلي مع مجموعة 5+1 (الصينوالولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا). والاتفاق الذي مدد مساء الاثنين في فيينا حتى صيف 2015 جمد بعض الانشطة النووية الإيرانية الحساسة مقابل رفع جزئي للعقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة على البلاد. وقال النائب المحافظ حميد رسايي متوجها إلى روحاني "لا أحد من منتقديكم الذين يحبون ويدعمون الجمهورية الإيرانية سيسر بهزيمتكم" في إشارة إلى احتمال فشل المفاوضات الصيف المقبل. وأضاف "أن انتقاداتنا تستهدف تفاؤلكم حيال الغرب". وبات الرئيس هدفا للمعارضين لاتفاق حتى وإن كان القرار الأخير لهذه المباحثات يعود للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي الذي له الكلمة الفصل بشأن التوصل إلى اتفاق شامل حول النووي. ويدعم خامنئي علنا روحاني والمفاوضات لكنه يرى في المقابل ان لا جدوى منها. وكالمحافظين يلقي دائما باللوم على الولاياتالمتحدة. وقد أكد هذا الدعم لإسكات المنتقدين. وأكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية في خطاب في طهران "أن أمريكا والدول الأوروبية الاستعمارية حاولت في المجال النووي أن تبذل كل ما بوسعها لتركيع الجمهورية الأسلامية الإيرانية لكنها لم ولن تقدر علي ذلك". وأمس دعا روحاني الإيرانيين إلى دعم مواصلة المباحثات لإعطاء دفع لاقتصاد يعاني من أزمة. وأضاف في كلمة بثها التلفزيون الرسمي أن "هذه الطريقة في المفاوضات ستؤدي إلى اتفاق نهائي. وقد تم ردم معظم الفجوات"، في إشارة إلى الخلافات التي تمنع تحويل اتفاق انتقالي إلى تسوية شاملة. وأكد أنه "لا يوجد طريق آخر غير التفاوض لكي لا نتخلى عن برنامجنا النووي ونرفع العقوبات". وقال في إشارة إلى برنامج تخصيب اليورانيوم، إحدى النقاط الشائكة في المفاوضات، "طيلة كل هذا الوقت، استمرت أجهزة الطرد المركزي في العمل وأعد الأمة الإيرانية بأنها لن تتوقف عن العمل". ورد عليه الثلاثاء النائب رسايي "حاليا لا تعمل أجهزة الطرد المركزي ولا المصانع". وترى صحيفة شرق أن تغييرا كبيرا طرأ وتمثل في "انتصار الواقعية والبرجماتية" وقالت إن إيران "ليست محور الشر كما يتصوره الأمريكيون وأمريكا ليس لها نزاع لا حل له (مع إيران) كما كان يظنه الإيرانيون". ورأى المحلل الاقتصادي سعيد ليلاز القريب من الإصلاحيين أن روحاني "يبقى تحت رحمة المنتقدين، لكنه الوحيد القادر على التوصل إلى اتفاق نووي" مع الغربيين. ويمثل مبلغ ال700 مليون دولار شهريا الذي ستتلقاه إيران حتى 30 يونيو 2015 مبيعات 300 ألف برميل نفط يوميا أي زيادة الصادرات ب30% وفقا للمحلل. وقال مصدر دبلوماسي غربي في طهران لوكالة فرانس برس إن "روحاني لا يجد نفسه في موقع أضعف أو أقوى لقد كسب وقتا". وحذر المصدر من حالة الجمود "التي لا يمكن أن تستمر إلى الأبد"، لأن الشعب الإيراني ينتظر تحسن الظروف الاقتصادية. وصرح هاشمي وهو من سكان طهران لوكالة فرانس برس "هذه المفاوضات ليست مهمة سهلة تأتي بنتائج سريعة". وأضاف "البداية مشجعة وآمل في أن نتوصل إلى اتفاق".