أعلنت الصين صباح اليوم، عن نيتها إطلاق دعوات لشركات الملاحة لاستخدام الممر الشمالي الغربي عبر القطب الشمالي لتقليل مدة الرحلات البحرية بين المحيطين الأطلسي والهادي. يسمى ذلك الطريق "طريق بحر الشمال" ويربط بين المحيطين الهادي والأطلسي على طول ساحل القطب الشمالي الروسي من بحر بارنتس، بمحاذاة سيبيريا، إلى الشرق الأقصى ولذلك فهو لا يصل للمحيط الأطلنطي. يقع ذلك الطريق في مياه القطب الشمالي، التي كانت تخلو من الجليد لمدة شهرين فقط كل عام، وكان يعرف باسم الممر الشمالي الشرقي قبل بداية القرن 20 وهو يقع كاملا ضمن المنطقة الاقتصادية الروسية. بدأت فكرة الربط بين المحيطين الأطلسي والهادي عام 1525 حيث وضعها فيما كان التجار والمستوطنين على ساحل البحر الأبيض أول من اكتشف أجزاء من ذلك الطريق في وقت مبكر من القرن الحادي عشر. اكتشفت دول شمال أوروبا كإنجلترا وهولندا والدنمارك الأجزاء الغربية من ذلك الطريق وقتما كانوا في حاجة إلى بديل بحري للوصول للصين والهند، وعلى الرغم من أن حملاتهم الاستكشافية فشلت في البداية الا انهم وصلوا من خلالها إلى اكتشاف سواحل وجزر جديدة. وأكدت مصادر تاريخية عديدة أن البحار البرتغالي ديفيد سالغيرو ابحر عبر المرر في الفترة بين أعوام 1660 و1662 مسافرا من اليابان للبرتغال معتمدا على حقيقة علمية أثبتت مسبقا أن عام 1660 هو أكثر عام في درجات الحرارة بتلك المنطقة خلال قرنين ليكون بذلك هو أول من تمكت من تحقيق عبورا كاملا عبر ذلك الممر. على الرغم من الفارق الكبير في معايير الأمن والسلامة بين ذلك الممر وبين قناة السويس، إلا أن الصين لم تتراجع عن دعوة سفن الشحن للمرور عبره متجاهلة ما يمكن أن تواجهه من مشكلات بسبب غياب البنى التحتية والأضرار التي قد يحدثها الجليد للسفن والطقس المتقلب. كان ذلك الطريق مغلقا منذ سنوات بسبب الجليد الذي كساه بشكل كامل ولكن في أغسطس 2013 وبفعل التغيرات المناخية، مرت أول سفينة شحن صينية عبر ذلك الطريق إلى أوروبا. يوفر ذلك الطريق الكثير من التكاليف على السفن التجارية حيث أن الرحلة بين الصين وهولندا تستغرق 33 يوما عبر الطريق الجديد وتستغرق 48 يوما عبر قناة السويس مع فارق المخاطر التي تفوق ذلك التوفير والتي ربما تواجهها السفن عند المرور من طريق القطب الشمالي. في عام 2010 كانت أربع سفن فقط تستعمل طريق بحر الشمال، وارتفع العدد إلى 71 سفينة عام 2013، ليعود ويتراجع قليلًا العام الماضي إلى 53، ولا يزال هذا الطريق غير منظم للمرور حتى الوقت الحالي إلا أن علماء من الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم يتوقعون أن ذوبان الجليد سوف يفتح الكثير من الفرص للشحن بحلول منتصف القرن. أصدرت إدارة سلامة الملاحة الصينية في وقت سابق من الشهر الحالي دليلا يقع في 356 صفحة باللغة الصينية، يحتوي على تعليمات مفصلة للإبحار من الساحل الشمالي لأمريكا الشمالية إلى المحيط الهادئ الشمالي، وقال "ليو بينجفي"، الناطق باسم وزارة الملاحة البحرية الصينية قوله: "عندما تعتاد السفن على استخدام هذا الطريق، سيغير ذلك وجه الملاحة التجارية العالمية مما سيكون له اثر كبير على التجارة العالمية والاقتصاد العالمي وتدفق رءوس الأموال واستغلال الموارد الطبيعية". وأشارت شبكة "بي بي سي" البريطانية إلى أن استخدام الممر القطبي من شأنه توفير الوقت والمال لشركات النقل البحري الصينية، فعلى سبيل المثال تكون الرحلة البحرية من شنغهاي إلى ميناء هامبورج الألماني عبر الممر الشمالي الغربي أقصر ب2800 ميل بحري عن الطريق المار عبر قناة السويس. واعتبرت وسائل الاعلام الغربية ذلك الطريق الجديد نذير شؤم لقناة السويس التي تعتبر أحد مصادر الدخل الرئيسية لمصر بالإضافة للسياحة، موضحة أن الحكومة المصرية أنفقت العام الماضي نحو 8.5 مليارات دولار لتوسعة مجرى قناة السويس بهدف زيادة القدرة الاستيعابية للقناة وخفض مدة الانتظار الناجمة عن اكتظاظ الممر الملاحي للقناة.