يعقد البرلمان الكندي جلسة طارئة في عطلة نهاية الأسبوع الحالي، بعد إقدام 11 شخصًا على الانتحار في مقاطعة أونتاريو الأسبوع الماضي، من بينهم تسعة مراهقين، وجميعهم من سكان البلاد الأصليين. وقالت وسائل إعلام كندية، إن جلسة البرلمان الطارئة جاءت تلبية لدعوات أطلقها زعماء وقادة الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، بعد تزايد حالات الإقدام على الانتحار في البلاد بشكل غير مسبوق، خلال الفترة الماضية التي شهدت أكثر من 100 محاولة منذ سبتمبر الماضي. وكانت السلطات الكندية قد أعلنت حالة الطوارئ في مقاطعة أونتاريو، بعد إقدام 11 شخصًا على الانتحار في منطقة «أتاوابيسكات»، وتم إنقاذهم ونقلهم إلى المستشفى. ووصف رئيس الوزراء الكندي «جاستن ترودو» حوادث الانتحار في «أتاوابيسكات» بالأمر المفجع، مؤكدًا أن الحكومة ستعمل على تحسين الظروف المعيشية لجميع الشعوب الأصلية. وقال «ترودو» إنه من غير المقبول تمامًا أن يصل الشباب إلى نقطة اليأس التي تدفعه إلى الإقدام على الانتحار، في دولة غنية مثل كندا ويجب أن يتم دراسة أسباب هذه الأزمة ووضع حد لها بشكل سريع وعاجل. وأعلن وزير الصحة الاتحادي «جين فيلبوت»، عن أن الوزارة دفعت بعدد من الأطباء والعاملين في مجال الصحة العقلية إلى مقاطعة أونتاريو، مشيرا إلى أن الحكومة تستثمر أكثر من 300 مليون دولار سنويًا في قطاعات الصحة النفسية لمجتمعات السكان الأصليين. وقال النائب البرلماني «تشارلي أنجوس»، أن إقدام 11 شخصًا على الانتحار في يوم واحد شكل صدمة كبيرة للكنديين وللعالم الذي يعرف الرفاهية الاجتماعية التي يتمتع بها مواطنونا، لذلك لابد من مناقشة الأزمة بشكل جاد وعلمي للتوصل للأسباب الحقيقية التي تدفع شبابنا على الانتحار. وأضافت النائبة البرلمانية «أنا بيتي» أن بعض تجمعات الشعوب الأصلية في كندا تعاني من تدني الأحوال المعيشية وضعف الخدمات الصحية والتعليمية، مقارنة بالمناطق الكندية، وهو ما يثير غضب السكان ويدفع الشباب إلى اليأس والإحباط. وتابعت: «نحن بحاجة إلى تجاوز هذه الأزمات والبدء في العمل بشكل جدي على تطوير تجمعات الشعوب الأصلية، وتزويدها بالمرافق والخدمات ومساواتها بالمناطق الأخرى».