حكايات غريبة ومثيرة يتناقلها أهالى المطرية، عن شارع يعرفونه باسم «شارع الخمير» وتعرفه الدولة باسم «حارة عيد» وهى حارة ضيقة متفرعة من أحد الشوارع الجانبية، مغلقة بمنزل قديم عند نهايتها يعرف بمنزل «أم سيد» ويقال إن السيدة العذراء بصحبة طفلها عندما حلت إلى هذه النقطة زارت ساكنى هذا المنزل ضمن المنازل التى دخلتها فى المنطقة أيام كانت مصر فرعونية. أما مأساة ساكنى هذه الحارة، فهى أن «العجين» لا يختمر لديهم وبحسب الرواية، فإن هذا يرجع إلى غضبة السيدة العذراء على السكان القدامى بالمكان، فحينما حلت بالمنطقة، طلبت من هؤلاء خبزا فرفضوا أن يعطوها شيئا، وأجابها أهل المكان جوابا قاسيا، فدعت عليهم، بحسب الرواية، ألا يختمر لهم عجين، وهو ما يحدث بالفعل! الأب جورج سليمان قس بكنيسة السيدة العذراء بالمطرية يرى أن هذه الرواية شعبية يتناقلها أهالى المنطقة، ولكنها تحدث بالفعل، إذ أن الأفران بهذه الحارة لا تصلح، وتتعطل دائما! إزاء هذا الأمر، كان لابد من التأكد من صدق الرواية، بزيارة شارع الخمير، والتقاء أهله.. لم يكن من الصعب العثور على الشارع، أو «حارة عيد» فهى تبعد مسافة 400 متر فقط عن موقع مزار «شجرة مريم« الموجودة فى المنطقة، ومنازلها قديمة يسكنها أناس بسطاء، حياتهم أقرب إلى الريفية. على ناصية الحارة التقينا بأشرف دسوقي، أخصائى اجتماعي، وأحد سكان الحارة، وبصحبته نادية محمد أحمد صاحبة محل بقالة، وعليا حامد بائعة فاكهة، وكلهم من أبناء المنطقة، تحدث أشرف دسوقى وأكد أن هناك يوم فى العام لا يختمر لديهم فيه العجين، ولكنه يوم واحد، وليس العام بأكمله، وتدخلت عليا حامد، وقالت إن الرواية التى وصلتنا عن الأجداد تقول، إن السيدة العذراء، جاءت لساكنى هذا المكان، وطلبت منهم رغيف خبز، فرفضوا فقالت أذهبوا لا يخمر لكم عجين، وبصفة شخصية، كنت فى السابق أبيع «الزلابية» وحدث معى أكثر من مرة أن عجين الزلابية، لم يختمر عندي. وتدخل محمد غانم «حلا ق»، وهو من أقدم سكان الحارة وقال :والدة أحد أصدقائى حدث معها ذات الأمر حيث لم يختمر العجين ففى القديم كان سكان الحارة يعتمدون على صناعة الخبز داخل البيوت، ولم يكن العجين يختمر لديهم وكذلك غنيمة لم يختمر لها العجين فى العيد! أشرف دسوقى يقول إن الروايات تؤكد أن السيدة العذراء زارت بيت «أم سيد علي» أحد بيوت الحارة، فطلبت منه أن يصحبنى إليه، وبالفعل دخلنا البيت وتقابلنا مع محروس على عبد الحليم وزوجته وعزة رجب حسنين، وابنة أخيه شيماء سيد علي، وقال محروس إنه فى يوم 8 أغسطس من عام 1986 عجنت والدته العجين ولكنه لم يختمر وأكد محروس أن الروايات تؤكد زيارة السيدة العذراء للمكان المقام عليه منزلهم وقت مجيئها إلى المطرية.