سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«صلح مكة».. وساطة سعودية تجمع بين برهامي والمقدم..ومصادر تكشف تفاصيل اتفاق «الأربع ساعات».. برهامي يتراجع عن قرار إبعاد رئيس الدعوة.. ويؤكد له خلال اللقاء: «لا حديث في السياسة.. ومرحبا بك في المساجد»
"ما جمعته الدعوة.. فرقته السياسة".. الوصف الأدق الذي كان يتم استخدامه حتى أيام قليلة مضت لوصف الأزمة التي نشبت بين إسماعيل المقدم، رئيس الدعوة السلفية، ونائبه الدكتور ياسر برهامي، والتي ترتب عليها إعلان "المقدم" خروجه من "البيت السلفي"، طالما ظل نائبه يتحكم في الأمور، ويدير الدعوة بما يتوافق مع مطامعه السياسية. أشهر طويلة انقضت بعد "خروج المقدم"، المهتم بالشأن السلفي يدرك جيدا أن الدعوة كانت خسارتها كبيرة على خلفية هذا الخروج، فالرجل يتمتع بشعبية جارفة داخل الأوساط السلفية، بجانب أن جزءا كبيرا في الاختلاف الذي اندلع بينه و"برهامي" أثبت الأيام الماضية أن رأيه كان الأقرب للصواب، وأن السياسة أضرت بالدعوة، على عكس ما كان يبشر به "برهامي" أنصاره. المثير في الأمر هنا، أن انتصار "وجهة نظر المقدم" وتحققها على أرض الواقع، وخسارة "برهامي" ومن قبله الدعوة السلفية على المستوى السياسي، ساهم بقدر كبير في تراجع الأخير عن موقفه من رئيس الدعوة، وقبوله وساطة سعودية للصلح مع "المقدم" والموافقة بالشروط التي وضعها الأخيرة مقابل العودة ل"البيت السلفي". قيادي بالدعوة السلفية، كشف تفاصيل اللقاء الذي جمع "المقدم" و"برهامي"، حيث أوضح أنه تم على الأراضي السعودية، وبوساطة سعودية، أثناء أداء الاثنين مناسك العمرة، منذ شهرين بحضور عدد من المقربين من الشيخين الذين فضلا العمل على تذويب الأزمة العالقة بين "المقدم" و"برهامي" منذ ثورة 30 يونيو والتي فرضت واقعًا سلبياعلى الدعوة السلفية وذراعها السياسية حزب النور. القيادي ذاته أكد أن إسماعيل المقدم، بدأ حديثه إلى "برهامي" بلغة عتاب، وواجهه بعدد من الوقائع والأحداث التي أساءت إليه على رأسها خلط الدعوة بالسياسة ومحاولة منعه من تقديم الدروس الدينية، وكذلك إصدار توجيهات لأبناء الدعوة بمقاطعة دروسه. خلال الجلسة ذاتها، ووفقا للمصدر ذاته، فإن "المقدم" أصر على تكذيب ادعاءات نادر بكار، مساعد رئيس الحزب لشئون الإعلام، المتعلقة بقيام الأخير بالتأكيد على أن "المقدم" موافق على الأحداث على أعقبت ثورة 30 يونيو، وهو الأمر الذي نفاه رئيس الدعوة السلفية جملة وتفصيلا. وألمح المصدر إلى أن "المقدم" أعرب عن رفضه الجلوس أو التعامل مع "بكار" مرة أخرى لعدم اعتذار الأخير له، قائلًا: "أخشى الله أن أسأل عن موقف شابني فيه الرياء أمام الله فأنا أقول كلمة حق دون مواربة وأهتدي بالشرع في شتى أموري ومواقفي وأخاف الله أن أسأل عن قطرة دماء سيلت وعن موقف صمت في غير موضعه". وأضاف المصدر أن برهامي وعد "المقدم" عدم إقحام اسمه في العمل السياسي مرة أخرى، والاكتفاء باستمراره في دوره الدعوي بعيدًا عن لغط السياسة والأمور التي تشوبها، وألا يتم تذليل عقبات حزب النور من خلال الدعوة السلفية وهو ما أكد عليه "المقدم" رافضا أي صورة من صور الخلط ما بين الدعوة والحزب. كما شدد "المقدم"، حسبما أكده القيادي السلفي، على ضرورة أن يقوم الحزب بدوره في السياسة في منحى عن العمل الدعوي، حتى لا تقع الأخطاء التي وقعت بها جماعة الإخوان، المصنفة إرهابية، وحتى لا يتم توجيه الاتهام إلى الدعوة السلفية والحزب باستغلال الدين لخدمة أهداف سياسية. وأكد المصدر أنه عقب سجال طويل لجلسة امتدت لأربع ساعات، اقتنع "المقدم" بضرورة عودته مرة خرى إلى العمل الدعوى وبدء سلسلة من الدروس الدينية والخطب، مع تعهد "برهامي" باستبعاده من الحسابات السياسية، وأن يعود إلى سابق عهده دون تضييق أو محاولة لمنع طلابه من حضور الخطب. وأشار المصدر إلى أن التحرك الأخير من جانب "المقدم" و"برهامي" لا يتعدى كونه محاولة جديدة من جانبهما للسيطرة على قواعدها الشعبية التي تخلت عنها في أعقاب ثورة 30 يونيو، موضحًا أن عددا من مشايخ الدعوة يستعدون للعودة للعمل الدعوي سبيلا لعودة القواعد الشعبية وعلى رأسهم الشيخ ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، والشيخ جلال مرة، نائب رئيس الحزب والذي بدأ في إلقاء سلسلة محاضرات تحت عنوان: "(أين القلوب) بمجمع عباد الرحمن قرية زاوية رزين بمركز منوف، وإسماعيل المقدم، والشيخ أحمد فريد. " نقلا عن العدد الورقي.."