يدفس راسه فى حضن أمه....ويسألها ..ليه..ليه ؟ أنا معملتش حاجة..ده أنا بحبهم لما يسمع العيال فى الحارة بيغنوا " بكره العيد ونعيّد وندبحك يا شيخ سيّد " ويرجع يفرح ويتطمّن لما يسمعهم بيقولوا" منده بكره...بقرشين...عند الحاج سيد ..بقرشين" ويشاوروا على العجل اللى ساحبينه ورابطينه بحبل....ويضحك لما يعرف إن مش هو المقصود بالسيد بركة الكفر كله. وشه بيضحك كل أوقات السنة وخطوته عريضة. تلاقيه وأنت راجع البلد بعد غياب بيرحب بك ويطمنك على الحاجة أمك....وتطلع من الجامع لما تخلص الصلاة. تلاقيه بيقرّب لك فردة الجزمة اللى زحفت بعيد عن الباب. عند السجل المدنى وأنت رايح تسجل مولودك..تلاقيه واقف بيقولك...سمّيه " بدر" ويقنعك أن اسم بدر لايق عليه وعليك.... " بدر محمود "علشان تبقوا بدرين فى البيت. فى يوم سألته" أنت سعيد يا شيخ سيد ؟ فلطشنى إجابة برجلت كل سنين تعليمى...قال لى: أنا مابطلبش الكتير ولا عندى الكتير علشان أديه لحد..واللى بيجينى من الناس فى عينى كتير قوى....وفى عيونهم ...قليل ..والوزنه دى....ماتخليش لك عدوين أبدا.. كل ليلة لما يعدى قدام مصطبة شيخ الغفر...يسمع نفس الكلام." أنت يابو رجل مفلطحة زى خف الجمل. وكل شق ف كعوبك بيشيل طين من أرض لأرض. يعمل له ييجى قيراط...حتضيع زمام البلد يا شيخ قرد"..........ويزق عليه شيخ الجامع علشان يسمعه حكاية الإمام الشافعى..لما كان بينفض نعله من غيط لغيط. وكان بيرد عليهم وهو بيبٌص لأول السما.....لولا الناس الطيبين اللى زى مكانش فيه مشّاية بين ألغيطان. ولا جرف لترعة ولا نواية طرحت ...بلح ..أحنا ملح الأرض وقواديس السواقى.......احنا الدراويش اللى بيتسنّد عليهم الزمن ...يا شيخ القرود