«مع سبق الإصرار والترصد منه» أصبح الكاتب والزميل الصحفي محمد عبد القدوس ضيفا دائما -ومرحبا به طبعا- علي «الرأي وملعون أبو الرأي الأخر ، ف»عبد القدوس» يصر دائما أن يتحفنا بين الحين والآخر بمقالات من نوعية «أنا عرفت، وأبي قال، والأيام اللي جاية كويسة وحياة سيدنا النبي» وما إلي ذلك وخير دليل على ذلك مقالة أمين لجنة الحريات بنقابة الصحفيين التي نشرتها الزميلة «الحرية والعدالة « الخميس الماضي الموافق 12 يوليو الجاري التي حملت عنوان « الإسلام المدني ..يعني إيه». لن نقف عند حالة التذبذب التي جاءت عليها المقالة فما يهمنا أن «عبد القدوس» ومن قبله المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الذي يدين له الأول ب»السمع والطاعة» أعطي أوامره بإطلاق المدفعية الثقيلة علي الدعوة السلفية وشيوخها جميعا والطلقة الأولى كانت من مدفع «عبد القدوس» الذي كتب قائلا: من حق حضرتك أن تتساءل فى هذه الحالة: ماذا أعنى إذن بالإسلام المدنى؟؟ وأرد عليك: إنه الوسطية التي انتمى إلى مدرستها، ومن أبرز أعلامها الشيخ محمد عبده وإمامنا الشهيد حسن البنا، والإمام العلامة الشيخ محمد الغزالى وعمر التلمسانى المرشد الثالث للإخوان المسلمين والشيخ يوسف القرضاوى، أطال الله فى عمره، وغيرهم كثيرون. الغزل الصريح الذي قدمه «عبد القدوس» لشيوخه في الجماعة لم يكن إلا تمهيدا لهجوم علي الدعوة السلفية التي قال عنها صراحة: هناك وباسم الإسلام من أعلن رفضه لرؤية قبطى فى منصب نائب الرئيس، بحجة أنه لا ولاية لغير المسلم على المسلم، وهذا الرأى لا يؤمن بالمساواة بين الأقباط فى الحقوق والواجبات، فلا يجوز لهم شغل أى مناصب قيادية بالدولة، وهناك قيود شديدة جدا على بناء الكنائس التى يحتاجون إليها فى عبادتهم، وكل هذا باسم الإسلام.. وهو منهم بريء، وبالطبع تجد هؤلاء أصحاب نظرة سيئة جدا تجاه المرأة! والحرام تراه السائد فى تعاملاتهم معها، وذات النظرة تراها تجاه الفنون بشتى أنواعها!! ولأن الأوامر التي جاءت لأمين لجنة الحريات تستلزم عليه أن «يتقن عمله جيدا» فقد أكمل قائلا: إذا نظرت حضرتك إلى آرائهم السياسية قبل الثورة تجدهم يقولون بتحريم الخروج على الحاكم ولو كان ظالما! والأحزاب عندهم بدعة! ووضع حد أقصى للمدة التى يجوز فيها أن يحكم الرئيس تقليدا مستوردا من أوروبا وبلاد الخواجات، وكل أفكارهم السياسية انقلبت بعد الثورة ودون مراجعة فكرية صريحة وواضحة لأفكارهم المتشددة.