منذ أيام قليلة.. وتحديدا بعد أقل من أربعة وعشرين ساعة علي حادث رفح الأليم، خرج علينا الكاتب الصحفي وأمين لجنة الحريات بنقابة الصحفيين الزميل محمد عبد القدوس المصنف «إخوانيا بالمجاملة»، ليفاجئ الجميع بمقالة رائعة تتناسب –وفقا لتصوراته طبعا- و الحادث الأليم عنوانها «اعتكاف المرأة» ، ظل خلالها الكاتب الإخواني يعدد محاسن اعتكاف المرأة، ويعلن موافقته علي أن تعتكف، مستخدما في حججه التي ساقها ألفاظا من طراز «وماله يا أخويا» ، وطبعا حضرتك وما إلي ذلك من إفيهات كانت حتى وقت قريب ماركة مسجلة باسم «الدكتور شديد». كتب عبد القدوس عن اعتكاف المرأة ، متجاهلا مُصاب الشارع المصري الأليم، وقلناهذا عهدنا به ، لكن ليته استمر في الحديث عن الاعتكاف وما إلي ذلك من أمور يتقنها – بعض الشيء – بل علي العكس خرج «أمين لجنة الحريات» ليزف إلينا خبرا – بالنسبة له جديدا- وبالنسبة لنا قديم جدا جدا ، فقد خرج ليؤكد للجميع أن كلمة «الحريات » التي ائتمنته عليها «عمومية الصحفيين» لا محل لها من الإعراب حال اصطدامها بسمعة وسيرة جماعته وشيوخه، وانه سيظل حامي حما «الحرية» طالما التزمت حدود الأدب عندما تتحدث عن الإخوان والرئيس وثالثهما المرشد الذي بايعه عبد القدوس. عبد القدوس خرج علينا في عدد الحرية والعدالة الصادر الخميس الماضي ليعلن «الشماتة» والهجوم في الوقت ذاته علي رئيس تحرير الزميلة الأهرام – المُبعد بأوامر شيوخ «عبد القدوس»- لأن الأخير تجاوز الخطوط الإخوانية الحمراء وقال الحقيقة، حيث حذر من «أخونة» الصحف القومية التي تتم حاليا، وقال «ثورة الشك» ويبدو أن عبد القدوس صدرت له الأوامر بتأجيل الهجوم إلي ما بعد الإطاحة ب«عبد الهادي» الذي كشف حقيقة ما يجري في كواليس الحجرات المغلقة وأمنيات وأحلام الجماعة، ورد «عبد القدوس» علي مقال «عبد الهادي» ليس أزمتنا ، فالجميع داخل الوسط الصحفي كان يعلم جيدا أن الجماعة لن تترك الأمر يمر دون أن يخرج واحد من جنودها في بلاط صاحبة الجلالة, ليرد الصاع صاعين لواحد من «سحرة فرعون» ، لكن أزمتنا في التوقيت فعبد القدوس كتب رده علي مقال «الأخونة» بعد أربعة أيام من النشر، ولم يستطع خلال مقاله الذي حمل عنوان «الأهرام وكلمة سخيفة» تفنيد آراء رئيس التحرير الأسبق، لكنه اكتفي بعبارات من نوعية « أراها كلمة بايخة وسخيفة» و«وأولئك الذين أعطوا صوتهم لعدو الثورة». ولم يتوقف «أمين الحريات » عند هذا الحد فقد خرج ليعلن أنه «أمسك الذئب من ذيله» وأن «نور الحقيقة يخرج من بين يديه وأسطر مقاله» حيث قال: رئيس التحرير له عذره ، فهو يخشي أن تطيح به حركة التغييرات الصحفية ولذلك بادر بالهجوم علي النظام الجديد الذي جاءت به الثورة ورأيناه يردد بعض كلام الفلول مثل تعبير «غزوة الصناديق». ولأن الذكري تنفع المؤمنين – وليس الإخوان المسلمين فقط – فنحن هنا نقول ل«عبد القدوس» إن صاحب مصطلح «غزوة الصناديق» هو الشيخ محمد حسين يعقوب أحد أكبر رموز الحركة السلفية وليس الحركة «الفلولية» إلا إذا كانت مكتب الإرشاد يعتبر أصدقاء الأمس «فلول اليوم»!!