رحلت، أمس، عن عالمنا المهندسة عراقية الأصل زها حديد، أهم المعماريات على مستوى العالم، والملقبة بملكة المنحنيات، عن عمر 65 عامًا. تركت "زها" خلفها المئات من التصاميم السابقة لعصرها حول العالم، وبعضها في مدن عربية مثل دبي وأبوظبي، حيث يمكنك رؤية أعمالها من حول العالم من مانهاتن لميامي ومن المغرب وصولًا إلى موسكو. عرفت بأسلوب تصميمها الحاد والمعاصر والمتموج، ومن أبرز المعالم التي صممتها كان مركز لندن للرياضات المائية والذي خصص للألعاب الأوليمبية التي أقيمت عام 2012، ومتحف "ماكسي" في روما، وهذا المركز الثقافي في أذربيجان، ومركز سينسيناتي للفن المعاصر وهو التصميم الذي أطلق مسيرتها المهنية، وهو أول متحف في أمريكا صُمّم على يدي مصممة معمارية. ولدت "حديد" في بغداد، وعلمت منذ صغرها أن قدرها يحمل لها فرصًا عظيمة. كانت تقول: "لطالما أردت أن أصبح مهندسة، منذ كنت في السابعة أو الثامنة أو التاسعة لا أذكر بالضبط الآن.. أعتقد بأنني رأيت معرضًا في بغداد أثار اهتمامي". كبرت "حديد" في العراق، ودرست الرياضيات في بيروت وغادرت البلاد في السبعينيات إلى لندن لتحقق حلمها، تخرجت من الجمعية المعمارية في لندن وأسست شركتها الخاصة عام 1979، وانطلقت لتأخذ حدود الهندسة إلى أقصاها في كافة أنحاء العالم. ولم تكتفِ حديد بالتصاميم المعمارية فحسب، بل صممت أيضًا الأثاث وحتى الأحذية، وصفها منتقدوها بأنها "الليدي جاجا بعالم الهندسة"، وحازت على العديد من الجوائز لأعمالها، ومن أبرز إنجازاتها كانت جائزة "بريتزكر" التي تعتبر أرفع الجوائز بعالم الهندسة، لتصبح أول امرأة تحظى بهذا الشرف. "حديد" كانت ترى نفسها خارجة عن محيطها بكونها امرأة غير بريطانية، لكنها كانت تقول إن هذه النقطة أتت بصالحها في بعض الأحيان، لتكسر المألوف في قطاع يحكمه الرجال. حازت "زها" على وسام التقدير من الإمبراطورية البريطانية، ولقبتها مجلة "تايم" بأبرز الأشخاص المؤثرين، ورحلت بعمر الخامسة والستين، لكن إرثها لا يزال حاضرًا في ناطحات السحاب حول العالم.