بتصميمات هندسية فريدة اعتبرها البعض أحلاما غير قابلة للتحقيق، نجحت المهندسة العراقية "زها حديد" في تغير تاريخ الهندسة المعمارية، حتى اختيرت وبفضل إنجازاتها في مجال يصعب حتى على الرجال اقتحامه كرابع أقوى امرأة في العالم ضمن التصنيف الذي أجرته مجلة التايمز الأمريكية عام 2010 . ولدت "زها" عام 1950 في بغداد، وهي ابنة الوزير محمد حديد وزير المالية الأسبق، الذي كان له بفضل فكره المتفتح تأثير كبير في تشكيل شخصيتها، واتمت "زها" تعليمها الثانوي في بغداد ثم التحقت بعدها بالجامعة الأمريكية في بيروت، لتحصل على الليسانس في الرياضيات وتسافر بعدها إلى لندن لتبدأ رحلتها مع الهندسة المعمارية، والتي كانت بدايتها بقيامها بالتدريس في العديد من جامعات أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية لتنطلق بعد ذلك في سماء الإبداع بالعديد من الأعمال الهندسية التي لاقت نجاحا باهرا على مستوى العالم . ونظرا للأسلوب المعماري المميز الذي اتبعته "زها" في أعمالها، والذي يعتمد على الخروج عن كل ما هو تقليدي ومعروف لاقت "زها" في بدايتها معارضة قوية من المنتمين للطرق التقليدية، خاصة ممن هم أكبر منها سنا لكنها على الرغم من ذلك استمرت في مسيرتها بفضل النجاح الذي حظيت بها مشروعاتها العملاقة في مختلف أنحاء العالم ومن أبرزها : متحف إم إم إم كورونيس : يعد متحف "كورونيس" من أحدث أعمال المهندسة "زها حديد"، إذ تم افتتاحه في يوليو الماضي، ويقع المتحف علي قمة جبل كرونبلاتز جنوب ولاية تيرول الإيطالية، وهو أحد أجمل منتجعات التزلج في جبال الألب . مركز حيدر علييف في باكو : هو مدينة ثقافية ولكنه أقرب أن يكون تحفة فنية تقع في مدينة باكو عاصمة أذربيجان، وأقيمت لكي تكون واجهة حضارية للمدينة وحظيت "زها" بفضل تصميمه على جائزة متحف لندن للتصميم عام 2014، لتصبح بذلك أول امرأة تنال تلك الجائزة في العالم.
مركز الفنون الحديثة بروما : يقع المتحف في مقاطعة فلامينيا على الحافة الشمالية لمتحف روما التاريخي، وهو أول متحف للفن الإيطالي المعاصر، ومن الجدير بالذكر أن "زها" كانت نالت الجائزة الأولى في المسابقة الدولية التي أقيمت عام 1999 لاختيار تصميم للمركز متغلبة بذلك على الكثير من كبار المصممين . منصة التزحلق في أنسبروك : تعتبر المنصة أحد مراحل تجديد حلبة الأولمبياد بالنمسا، وتم افتتاحها عام 2001، وهي من الأماكن المميزة في مدينة أنسبروك، والتي يفضلها المتزحلقين على الجليد . وأما عن الجوائز التي نالتها المبدعة العربية، فقد حصلت على جائزة "بريتزكر" عام 2004 لتصبح بذلك أول امرأة تحصل عليها بالإضافة لجائزة الدولة النمساوية للسياحة ولكن من اللافت للنظر أن المهندسة العربية العالمية لم تحظى بالتكريم الذي تستحقه في الدول العربية على الرغم مما حظيت به من مكانة عالمية بين أساطير فنون العمارة.
