«مصر واجهت حروبًا وفقدت آلاف الشهداء من أجل القضية الفلسطينية.. في كل مناسبة سياسية تطرح مصر قضيتها مع الاحتلال الإسرائيلي وحقها في الاستقلال.. لم تتخل مصر عن قضية الشعب الفلسطيني وفتحت ذراعيها لشعبها وقدمت لها كل أنواع العون والمساعدة وأيضًا لم ينس الرئيس الراحل محمد أنور السادات بعد انتصار أكتوبر وبدء المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي أن تكون قضية فلسطين مع العدو الإسرائيلي على مائدة المفاوضات في فندق مينا هاوس وحدد لها مقعدًا ولكن الرئيس الراحل للمنظمة الفلسطينية ياسر عرفات رفض الحضور وظل العلم الفلسطيني على مائدة المفاوضات دون أبو عمار.. دور مصر الريادي والوطني تجاه القضية الفلسطينية واضح ومعلوم ولا ينكره إلا حاقد أو جاهل وكم من دماء مصرية سالت من أجل تلك القضية وقضايا أخرى للوطن العربي وكان المنتظر من حماس تقدير الدور المصري وتضحيات المصريين ورد الجميل ولكن الشواهد والقرائن عكس ذلك وبخاصة خلال ثورة يناير وما صاحبها من تدخلات غير مقبولة ومرفوضة في الشأن المصري لا داعي لسردها ويعلمها القاصي والداني وبخاصة من حركة الجماعة الإسلامية حماس التي أظهرت ما بداخلها في غزة وشاهدها الجميع ولذلك كانت الدهشة من تصريحات موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة بفتح صفحة جديدة مع زيارة وفد الحركة إلى القاهرة وتعهده بالحرص على أمن مصر وعدم التدخل في شئونها الداخلية والالتزام الكامل بحفظ الحدود.. لقد أكد أبو مرزوق أن أمن مصر هو أمن لفلسطين وأن غزة المتضرر الأكبر من فقدان الأمن في سيناء وتبرأ من الاغتيالات السياسية وأدان عملية اغتيال المستشار هشام بركات النائب العام.. حقيقي أنا مندهش من زيارة وفدها وتصريحات أبو مرزوق الناعمة.. مصر المحروسة تمد يدها للجميع طالما أن أياديهم غير ملوثة بدماء المصريين وأبعد من ذلك لديها الشجاعة في رفع شعار المصالحة ولكن مع من؟ مع كل من لم تلوث أياديه بالدماء فهل تقبل مصر رئيسًا وحكومة وشعبًا المصالحة مع حماس؟ أزعم أن أغلبية الشعب المصري يرفض مد أياديه لحماس بعد كل ما سمعه وشاهده ولمسه منذ ثورة يناير وحتى الآن لأن الحقائق واضحة والشعب وحده هو الذي يقرر المصالحة مع حماس أو يرفض مد يده إليها لأن ذلك يعيد الجراح لأسر الشهداء الأبرار فما هو رأي القيادة السياسية؟