ثورة تكنولوجية، عجز إدارات المؤسسات ماليا، تدخلات رسمية حكومية في المؤسسات الصحفية، هروب القارئ إلى فضاء الإنترنت والفضائيات.. كلها أزمات باتت تطل برأسها على الصحافة الورقية في مصر بل وفى أغلب دول العالم، أزمات تضع الصحافة الورقية في أزمة، أيضا تضعها في فترة زمنية مؤقتة ربما تندثر وتنتهى بعد انقضاء تلك الفترة، العوامل المذكورة ربما تؤدى لتقليص العمالة وأيضا تؤدى لتقليص المطبوعات والمؤسسات الصحفية. الأزمة بدأت تشغل بال العاملين بالمهنة المهتمين بالصحافة وراح كل منهم لطرح أفكاره ومقترحاته، إما لمد الفترة المؤقتة والتي غالبا ما تنتهى بعدها الصحافة الورقية أو لطرح أفكار جديدة تساعد على وجود الصحافة الورقية أو تساهم في تطوير المهنة بعد اندثارها، وفى هذا الصدد كان لمجموعة من طلاب كلية الإعلام بجامعة القاهرة في مرحلة تمهيدى الماجيستير قبل 3 أعوام العديد من الأفكار التي من شأنها المساهمة في الحفاظ على الصحافة الورقية أو تطوير المهنة. مجموعة الطلاب تكونت من نحو 10 طلاب بينهم أحمد قطب، مى سعيد، مهيرة عماد، منى عمر، أحمد المهدي، وأيمن حسين، وغيرهم آخرون، بدءوا في طرح أفكار كثيرة قدرت بنحو 22 فكرة. من جانبه، يؤكد أحمد قطب، أن أهم تلك الأفكار هي تغيير علاقة الصحف الورقية بالجمهور، من خلال الاهتمام بالقواعد اللغوية والمهنية والإدراك التام لما يريد القارئ قراءته أو معرفته وتشكيل علاقات جيدة بين الصحيفة والجمهور، مشيرا إلى أنهم وضعوا تلك الفكرة لأنهم يرون أن أهم عامل في المهنة هو القارئ وعلى جميع المؤسسات والمطبوعات الاهتمام به لأبعد حد حتى ينالون إعجابه ما يؤدى بشكل طبيعى للحفاظ على مكانتهم بين المطبوعات في السوق المهنى والصحفي. وأوضح أن عنصر الإخراج يعد مهمًا جدًا للمحافظة على مكانة الصحيفة الورقية والتميز على النسخة الإلكترونية، فلابد من الاهتمام به وتطوير الشكل الإخراجى للمطبوعة وتدريب المخرجين والصحفيين على نظم الإخراج الجديدة ومواكبة التطور الدائم لها، مشيرا إلى أن الشكل الخارجى له دور كبير في شراء المطبوعة أو متابعتها بشكل جيد لأن القارئ يبحث في البداية إلى ما يريحه نفسيا وبصريا وذهنيا، مطالبا بضرورة عدم الفصل بين المخرج والمنفذ الصحفى لأن التصميم في النهاية هو عملية اختيار للوسائط والوسائل والعناصر وابتكار الأساليب لإنتاج ما ينبغى أن يكون كافيًا لإشباع حاجة محددة للقارئ. وأشار إلى ضرورة التكامل بين المطبوعة والموقع الإلكتروني، فمن الممكن أن تكتفى الصحيفة بوضع العناوين المهمة من خلال الموقع الإلكترونى لديها، وطلب الرجوع إلى النسخة المطبوعة لبقية الخبر أو المقال، ومن ثم سيزيد احتياج القارئ إلى المطبوعة، كما يجب تنمية أصول الجريدة عن طريق شراء أجهزة تساعد على تطوير العمل الصحفى وأيضا الاهتمام بالجانب الإنسانى للموضوعات، وببريد القراء مع تخصيص عدد من الصفحات له ليس فقط نصف صفحة وإضافة البريد الإلكترونى للموضوع بالجريدة للتواصل مع الصحفى لتحقيق التفاعلية. بدوره، أكد أيمن حسين أحد المساهمين في المقترحات المقدمة من جامعة القاهرة وكلية الإعلام أن تدريب الصحفيين على أهمية السرعة لمواكبة الصحافة الإلكترونية أصبح ضرورة ملحة وهامة وأيضا لابد من إجراء اختبارات ودورات للصحفيين للتعامل مع أجهزة الكمبيوتر وتوجيه الصحفيين لمحاولة معرفة رغبات الجمهور لأن الصحفى يعلم تماما أن الجمهور هو الأهم في المنظومة ورغباته ربما تكون المحرك الأساسى لصعود أو هبوط الجريدة والمطبوعة الورقية، موضحا أن هناك صحفا عالمية تخصص عاملين وصحفيين فقط لاستطلاع رغبات الجمهور والعمل على تغطيتها وتلبيتها. أكد أن تعامل الجريدة مع الصحفى على أنه مبدع وليس موظفًا أو حكرًا عليها يزيد من جودة أفكاره ويساعد بشكل أكبر على خلق أفكارة مبتكرة وخارج الصندوق تساعد على تطوير أداء مطبوعته وموضوعاته ومن ثم تصل للقارئ بشكل أسرع وأوسع، مطالبا بضرورة تعديل قوانين الصحافة الخاصة بحرية إصدار الصحف والسماح بالتنوع، ونحتاج إلى إعلام حر وواعٍ يخاطب العقل ليكون أداة تساعد في صناعة القرار السياسي، ويعبر عن المجتمع من خلال أولوياته. وأشار إلى أنه لابد من وجود توجه حقيقى من قبل الحكومة لمساندة الصحافة المطبوعة وعمل استطلاعات يومية للرأى في كل باب من أبواب الصحيفة المطبوعة حول المواضيع الأكثر جذبًا وإثارة للجدل وعمل استفتاءات شهرية حول أبرز الشخصيات في الشهر وذلك يساعد أيضا على توسع الانتشار للصحيفة الورقية والمطبوعة في أسرع وقت، وأيضا يجب الاهتمام بالصحافة الخدمية والإعلان عن محتوى الجريدة مسبقًا على الموقع الإلكترونى.