أعلنت هَيئة كِبَار العُلَمَاء، متابعتها ما تدعو إليه الأقلام التي وصفتها بالشَّارِدة في بعض وسائل الإعلام من أفكارٍ ضارَّة بمكانة الأزهر وبالهويَّة الإسلاميَّة لبلادنا. وقالت في بيان لها، إن الهيئة رصدت الدَّعوة إلى إلغاء المعاهِد الدِّينية، بحجة توحيد التعليم قبل الجامعي، والاكتفاء بكلية لمن أراد أن يتخصص في الدين، وإلغاء مادة الدين في التعليم العام، والاكتفاء بتدريس مادة الأخلاق، والقول بأن المسجد الأقصى ليس في القدس الشريف، وأن هذه المدينة لا قُدسية لها وأن القول بهذه القدسية هو وهم مركب، والزعم بأنه هو في شبه جزيرة سيناء، وأن الذي أسرى به هو سيدنا موسى – عليه السلام - وليس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنكار معجزة الإسراء والمعراج - وهي أمور معلومة من الدين بالضرورة – أجمعت عليها الأمة إجماعًا تامًّا ومتواصلًا عبر التاريخ، والهجوم على التعليم الديني بالأزهر الشريف، والقول بأن مصر ستكون أفضل بدون الأزهر، والحط من قيمة خلق «الحياء» وهو شعبة من شعب الإيمان، إلى غير ذلك من الدعاوى والأباطيل غير المسبوقة في تاريخ مصر، حتى عندما كانت تحت الاحتلال. وأدان الأزهر الشريف ومؤسساته العلمية وعلى رأسها هيئة كبار العلماء، هذه الدعاوى والأباطيل، مؤكدا كذبها وضلالها، ومحذرا الناس من الالتفات لها. ودعا الأزهر وسائل الإعلام إلى اتقاء الله فيما ينشر على الناس، مُعلِنًا على الدنيا كلها أن منهجه العلمي الوسطي هو صمام الأمان لفكر هذه الأمة ولثقافة شبابها، وهو الحصن الحصين من كل فكر وخيالٍ منحرف أو متطرف، ومن كل اختراق مشبوه لحقوق الأمة ومقدساتها. وأكد الأزهر أنه سيعمل بكل حزم على وأد هذه الفتن في مهدها، والتَّصدي لمن يقف خلفها كائنا من كان، ليظل كما كان عبر تاريخه هو المرجع الأساس في الشئون الإسلامية، ولتظل عقائد الإسلام مصونة عن العبث بها، ولتظل مصر كما كانت عبر تاريخها حارسة الإيمان الديني، وكنانة الله في عالم الإسلام. واختتمت هيئة كبار العلماء بيانها بقوله "وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ".