سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مؤامرة "ساركوزي حمد" أسقطت القذافي.. العقيد رفض بيع الغاز ل"فرنسا وقطر" في 2009.. فتم الإطاحة به في 2011 .. مدير المخابرات الفرنسية: فرنسا وبريطانيا جهزتا للضربة الجوية على ليبيا قبل الثورة بعام
كشف التقرير الذي بثه التليفزيون الفرنسي مؤخرًا، والذي ضم شريطًا موثقًا بمعلومات تذاع لأول مرة، أن فرنسا وقطر أعدتا لإسقاط معمر القذافي قبل سنوات، للاستيلاء على حقول الغاز الضخمة في ليبيا. وقال الوسيط بين شركة "توتال" النفطية الفرنسية والدولة الليبية في عهد معمر القذافي: "إن قطر حثّت فرنسا على شنّ حرب على ليبيا للاستيلاء على حقول الغاز وتقاسمها"، في حين أعلنت القوات الجوية الفرنسية والبريطانية عن تنفيذ "تمارين عسكرية مشتركة" تصفه بقصف بلد وهمي يحكمه ديكتاتور. وبالفعل كافأ المجلس الانتقالي الليبي الفرنسيين بتوقيع عقد لإنتاج النفط بعد 15 يومًا فقط على تنفيذ الهجوم العسكري، ومن هنا يصعب القول أن إسقاط نظام القذافي كان من أجل تحرير الشعب الليبي من الطاغية، ولكنه جاء في إطار تأمين مصالح نفطية فرنسية قطرية. وعرضت محطة "كانال بلوس" الفرنسية تحقيقا عن كواليس الحرب الليبية في مارس عام 2011 بعنوان: "الغاز والنفط.. الحروب السرية"، حوى معلومات دقيقة حول حرب التحرير الليبية، ومقابلات مع شخصيات عملت في الظل، وتحدثت لأول مرة عن التجربة الليبية وأسرارها. وتضمن التحقيق مقارنة بين الحرب على العراق عام 2003 والحرب على ليبيا العام 2011، وأوجه التشابه بينهما، وخصص جزءًا منه للكشف عن عملية التحضير لانقلاب رئاسي في غينيا، برعاية دول أجنبية لمصالح نفطية، راويًا كيف نشأت فكرة إسقاط نظام القذافي بين فرنسا وقطر منذ عام 2009 للاستيلاء على حقل غاز طبيعي ضخم لتبقى أوروبا دافئة، وتكون فرنسا على رأس لائحة المنتجين النفطيين في أوروبا لمدة 30 عامًا. التحقيق يسرد تاريخ الزيارة الرسمية الشهيرة للقذافي إلى فرنسا في عهد الرئيس نيكولا ساركوزي 2007، وكانت نتيجة الزيارة صفقات بيع طائرات حربية فرنسية بملايين اليورو، وصادفت الزيارة اكتشاف شركة "توتال" النفطية الفرنسية حقل غاز طبيعي ضخمًا في ليبيا، وكان الحقل يسمى " NC7 "ويقع غرب ليبيا، ويمكنه أن يكفي حاجة أوروبا من الغاز لمدة 30 سنة. وبعد مفاوضات بين الجانبين الفرنسي والليبي قام بها رجل الأعمال من أصل لبناني زياد تقي الدين، تم بيع المجموعة الوطنية الليبية للنفط وكامل الحقوق الخاصة بالحقل الضخم إلى "توتال" بقيمة 140 مليون يورو بين نهاية عام 2008 وبداية عام 2009، وذكر تقي الدين في التحقيق أن شرط الليبيين الوحيد كان ألا يدخل أي طرف ثالث مع الشركة الفرنسية في تلك الحقوق. والمفاجأة أنه في عام 2009 علمت قطر بالاتفاق الفرنسي الليبي، وأرادت أن تضمن حصة لها في الغاز الليبي، فاشترت من الفرنسيين جزءًا من " NC7 "، لكن ما فعلته قطر أثار غضب الليبيين الذين طالبوا فورًا بإبعاد قطر عن الصفقة، لكن قطر رفضت إبعادها عن حقل الغاز الضخم. وقال تقي الدين: إن قطر عرفت أنها لن تتمكن من التفاوض مع ليبيا، وهنا جاءت فكرة شن حرب عليها بدعوى إسقاط الديكتاتور معمر القذافي، مضيفًا أن أمير قطر تناسى أنه هو نفسه ديكتاتور على رأس نظام ديكتاتوري، لكن ساركوزي كان معجبًا به! وأضاف تقي الدين: "إن قطر هي التي حثّت فرنسا على فكرة إسقاط نظام القذافي من خلال الحرب، وفي عام 2010 بلغت المفاوضات بين الليبيين والفرنسيين حول الحقل المذكور نقطة الصفر، فتجمّدت، وهنا بدأت فرنسا جديًّا بالتفكير في إسقاط القذافي". وفي أكتوبر من العام نفسه انتقل نوري مسماري الذي يعتبر الذراع اليمنى للقذاف، بشكل مفاجئ إلى فرنسا التي حصلت منه على معلومات قيمة حول القذافي ونظامه، حسب ما ذكر مدير الاستخبارات الفرنسية السابق. بعد حادثة المسماري جاءت الخطوة الثانية بعد شهر، لتعلن القوات الجوية الفرنسية على موقعها الإلكتروني الرسمي عن إطلاق عملية عسكرية مشتركة مع القوات البريطانية اسمها "رياح الجنوب 2011". وقال المدير السابق لوحدة مكافحة التجسس الفرنسية أن الفرنسيين والبريطانيين شنوا هجومهم على ليبيا بعد ساعات قليلة من إعلان قرار الأممالمتحدة، ومن المعروف أنه لا أحد يقدم على هذا الأمر بطريقة تلقائية أو ارتجالية؛ لأن عملية كهذه تحتاج الى أشهر من التحضير، في حين جاء قرار الحرب في ثلاثة أشهر، مما يؤكد أن التحضير للعملية العسكرية على ليبيا تم بطريقة سرية قبل أشهر من شنها، وجاء الربيع العربي ذريعة لتنفيذها وإقناع الرأي العام العالمي بها.