كشف تحقيق تليفزيوني فرنسي منذ أيام فضيحة جديدة للتآمر علي الدم العربي يمكن أن نطلق عليها توتال جيت ؛ لأن بطلة الفضيحة هي شركة توتال النفطية الفرنسية التي مهدت الطريق أمام عدوان قوات التحالف ضد ليبيا وكانت سببا في مقتل الآلاف من الأبرياء بهدف استنزاف ثرواتهم البترولية ، والغريب أن التقرير أشار بأصابع الاتهام لدولة قطر باعتبارها شريكا في الجريمة مع فرنسا والعهدة علي التقرير !. القصة كما رُويت في تحقيق صحفي استقصائي عرضته محطة "كانال بلوس" الفرنسية ، تحت عنوان "الغازوالنفط - الحروب السريّة"وثقه الصحفي ومعدّ التحقيق باتريك شارل ميسانس، الذي جمع معلومات دقيقة وأجري مقابلات مع شخصيات عملت في الظل وتحدّثت للمرة الأولي عن نشأت فكرة إسقاط نظام القذافي بين فرنسا وقطر منذ عام 2009، بهدف الاستيلاء علي حقل غاز طبيعي ضخم من شأنه أن يُبقي أوروبا دافئة وفرنسا علي رأس لائحة المنتجين النفطيين في اوروبا لمدة 30 عاماً. تحدث للبرنامج الوسيط بين شركة "توتال" والحكومة الليبية في عهد معمر القذافي قائلا :إن "قطر حثّت فرنسا علي شنّ حرب علي ليبيا من أجل الاستيلاء علي حقول الغاز وتقاسمها"، و قبل أشهر قليلة من إعلان بدء الهجوم علي ليبيا ، أعلنت القوات الجوية الفرنسية والبريطانية عن تنفيذ "تدريبات عسكرية مشتركة تحاكي قصف بلد وهمي يحكمه ديكتاتور" ، أطلق عليها " عاصفة الجنوب "، واعترف عميل استخباري فرنسي بأنه أرسل الي ليبيا مع آخرين قبل بدء العملية العسكرية بهدف "تحضير الأرضية " وأنه نفّذ أعمالاً تمهد للحرب، منها تدمير معدات عسكرية في بنغازي ، نتج عنه تدخل جيش القذافي و اشعال فتيل الفتنة الأهلية التي كانت ذريعة لتدخل الأممالمتحدة لإنقاذ أهل بنغازي المهدّدين بالفناء وتحرير الشعب الليبي من الطاغية ، ولم تمر ساعات علي موافقة الأممالمتحدة علي التدخل الدولي حتي كان الطيران الفرنسي البريطاني يشن غاراته علي ليبيا ومحددا أهدافه التي تدرب عليها قبل ثلاثة أشهر. وبعد انطلاق الحرب ب15 يوماً، وقّع المجلس الانتقالي الليبي اتفاقاً سرياً مع السلطات الفرنسية تُمنح بموجبه 35٪ من انتاجها النفطي لفرنسا. ويوضح التحقيق أن توتال التي اكتشفت حقل "NC7" للغاز غرب ليبيا اشترته بقيمة 140 مليون يورو ، وعلمت قطر بالاتفاق وأرادت أن تضمن حصة لها في الحقل، فاشترت من الفرنسيين جزءاً منه ،لكن ما فعلته قطر أثار غضب الليبيين، الذين طالبوا فوراً بإبعاد الامارة الخليجية عن الصفقة. لكن قطر "لم تهضم" أمر استبعادها ففكروا في شنّ حرب باسم إسقاط الديكتاتور معمر القذافي!! وهو ما تم لهم ، و في الوقت الذي كان يحصي الليبيون قتلاهم اشترت قطر حصة في أسهم توتال وصلت الي 3٪. الكارثة عندنا أن مومار نجوير نائب رئيس شركة توتال بأفريقيا والشرق الأوسط قال للصحفيين المصريين منذ أيام أن شركته تدرس حاليا إمكانية دخولها كمستورد للغاز الطبيعي بهدف توفيره للسوق المصري. كيف يحدث هذا ومصر تصدر الغاز لإسرائيل والأردن وبعض الدول الأوروبية ؟ هل هي صفقة للسكوت علي استيلاء قبرص وإسرائيل علي الغاز المصري في البحر المتوسط ؟ هل نقبل نحن المصريين إشعال مواقدنا من الدم الليبي ؟!!.