وقع الإسرائيليون هذه الأيام في حالة انشقاق كبير بين مؤيد ومعارض لإقامة دولة فلسطين بعد توجه "عباس" للجمعية العمومية للأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطين. حيث أعرب الرئيس الإسرائيلي "شيمون بيريز" لصحيفة "معاريف" عن رغبته في أن تكون إسرائيل دولة يهودية وليست ثنائية القومية، وأشار إلى توقف مفاوضات السلام منذ أكثر من عامين، واستمرار احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، ما يدفع الفلسطينيين على تقبل العيش ضمن دولة يهودية يشكلون فيها مع الوقت غالبية ديموغرافية، وقد صرح خلال لقاءاته الأخيرة في روما وباريس ولندن عن عدم التنازل عن القدس كعاصمة لإسرائيل، أو الانسحاب من الضفة الغربية، أو الاعتراف بحدود 67. كما صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" لصحيفة "إسرائيل اليوم" برفضه الرجوع إلى حدود 67، وجاء على لسانه لصحيفة "هاآرتس" أنه لا يوجد خلاف حقيقي بين الجمهور الإسرائيلي الداعم لوجود دولة فلسطين والرافض لها، فالثوابت لدى الجانبين واحدة، فكل دولة تمتلك حق الدفاع وتسليح نفسها، والحق في السيطرة على حدودها وتوقيع اتفاقيات عسكرية، لذا نجد أن الأغلبية الواسعة للإسرائيليين تريد فرض قيود على السلطة الفلسطينية. وعلى النقيض يعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق "إيهود أولمرت" اليوم عن رغبته في الاعتراف بدولة فلسطين، داعيًا جميع القيادات الإسرائيلية إلى ضرورة الرجوع إلى حدود 67، وإعلان الحكومة الإسرائيلية فشلها في منع الأغلبية الضخمة التي ستصوت اليوم لصالح فلسطين. وعلى الجانب الآخر أصرت الأحزاب الإسرائيلية ومنهم "الليكود" و"كاديما" و"إسرائيل بيتنا" على ضرورة المحافظة على القدس كعاصمة لإسرائيل؛ لأنها جوهر الثقافة اليهودية.