حتى الله (الذى خلق الخلق والكون وما فيه)، أساء الحثالة إليه، فأنتجت أفلاما وخطت كتبا ودشنت مواقع إلكترونية تسبه وتنسب له، تعالى وجل شأنه، ما للبشر من نواقص وشهوات، كما تعرضت له غير "نكتة"، ليذكر لفظ الجلالة فى مواضع ومناسبات لا تليق! ومن منا لم يسمع "نكتة "، لا أقول يحفظها، تنال من دين الله أو من شيخ أو قسيس افتراء وبهتانا وزورا.. مرة تسخر من مسلم وأخرى تلعن قبطيا ويرددها الأغبياء والموتورون ظنا منهم أنهم بهذا ينصرون الدين؟! ألم تسمع، يوما، أحدهم يقول :"مرة واحد مسيحى...فيرد آخر:" مرة واحد مسلم...؟ فتتعالى ضحكات الجهل والتدين الزائف معلنة النصر المبين للساخرين على أعداء الدين. وهكذا كان الحال مع كثير من الأنبياء والرسل الكرام والصالحين وأصحاب رسول الله وآل بيته الأطهار، وهناك العشرات وربما المئات من "النكت" البذيئة والماجنة التى تعرضت لسير هؤلاء المكرمين الأتقياء لا لشيء سوى إثارة الفتن وزرع الضغائن فى قلوب أتباع كل دين تجاه المؤمنين بدين آخر، أملا فى إزكاء رذائل التهور والجهل وتغييب العقل فتجرى الدماء بحورا وأنهارا لا لأحد عليها من سلطان. إذن تسألنى: هل هذه دعوة لعدم الغضب من باسم يوسف الذى يتجرأ على علماء الدين فيسخر منهم ويُضحك عليهم خلق الله؟! وأزيدك قبل أن أجيب بأن المولى تقدست أسماؤه لم يمسخ صانع نكتة عن نبى ولا ولى.. لم يأمر الأرض بابتلاع مخرج فيلم أساء للمصطفى.. لم يصعق مؤلف كتاب كفر طعن فى القرآن الكريم.. فلكل أجل عند الله كتاب، وفى الآخرة الحساب فيه توزن الأعمال " فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ نَارٌ حَامِيَةٌ". أما عن بن يوسف فالرجل لم يتعرض للدين فى شيء ولم يسخر من أحد بصفته عالم دين جليل، إنما هو رجل يَسخر من هؤلاء الذين يَسخرون من الدين ويُسخرونه لخدمة أوليائهم من جماعة الإخوان وغيرهم.. فبئس ما يفعلون!