سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
« شائعات على هامش 25 يناير».. من مليارات «المخلوع».. إلى العلاقات الجنسية الكاملة في التحرير..«تامر غمرة» صائد «الجواسيس» والعناصر المندسة «على الهواء مباشرة»... وطلعت زكريا يتحدث عن «مخدرات الميدان»
هل كان نظام الرئيس الأسبق يحتاج كل هذا الوقت ليسقط؟.. وقبل هذا.. من البطل الحقيقى في إسقاط نظام ظل حاكما بقبضته الحديدية على مقدرات البلد.. افتح القوس ( الشعب – الجيش- أم الطرف الثالث).. وهناك تساؤل أخير من المستفيد من سقوط الأنظمة؟ العاقل فقط من يمتلك الوسائل المطلوبة للإجابة عن التساؤلات الثلاثة السابقة، فنظام «مبارك» كل الشواهد كانت تشير إلى أنه كان أمام خيارين لا ثالث لهما إلا قضاء الله وقدره، الأول أن يجري- وبأقصى سرعة ممكنة، عملية إحلال وتبديل لأركانه، والثانى أن يرحل بثورة «تقوم ما تخلى»، غير أن اختصار مشهد «خلع النظام» في تظاهرات غاضبة انطلقت من أجل ايصال رسالة لوزارة الداخلية في يوم عيدها، 25 يناير، ثم تمادى النظام في غبائه فارتفع سقف المطالب من الإصلاح إلى الرحيل، كما أن الإشارة إلى أن قوة واحدة هي من استطاعت «تثبيت أكتاف» النظام «المخلوع»، لن تكون صادقة ولن تؤتى أكلها. القراءة المتأنية لعملية «سقوط مبارك» تكشف أن لاعبا رئيسيا في الثورة كان يمتلك مقومات «إسقاط الأنظمة»، يضع بين يديه «كتالوج الثورة»، ويدير الأمور وفقا لنظريته الخاصة في الإطاحة بالحكام «الفشلة»، وإبعاد «الانظمة الغبية»، لاعبا رئيسيا استطاع «حلحلة» مفاصل النظام الحاكم، وتركه في انتظار «هزة» بسيطة جدا، تولى مهمتها الثوار في الميدان، ومن قبلهم الأجهزة والكيانات التي أعلنت مباركتها خطة «إبعاد مبارك». الشائعات.. اللاعب الذي استطاع تحريك الأمور من وراء الكواليس، مستخدما كل أدواته في الثورة، ف«مبارك» رئيس «مغضوب عليه» ورجاله من «الضالين» والأمر لا يحتاج إلا رفع درجات الغضب الشعبى ضده لتصل إلى درجة الغليان.. وقد كان. ما إن انطلقت ثورة 25 يناير 2011 حتى انطلقت معها شائعات للقضاء عليها، فها هو الفنان الكوميدى طلعت زكريا يروج شائعات حول وجود علاقات جنسية كاملة في الميدان، وقال «طلعت» نصا: «يدور في ميدان التحرير دلوقتى طبل وزمر ورقص وبنات وشباب ومخدرات وعلاقات جنسية كاملة». ساعات قليلة بعدما انتهى الفنان طلعت زكريا من محاولة تشويه ما يحدث في ميدان التحرير، وكان بعدها الشارع المصرى على موعد مع واحدة من أبرز ظواهر الثورة، والتي أطلق عليها «تامر غمرة»، وبدأت الحكاية باتصال هاتفى من مواطن لعدد من قنوات «ماسبيرو» – تليفزيون الدولة- يتحدث خلالها عن العناصر الأجنبية التي شاهدها ب«أم عينه» تتجول في أنحاء منطقته الشعبية. تامر غمرة، لم يتوقف حديثه عند حد رؤيته ل«العملاء»، لكنه امتد في غيه وأكد أنه كان واحدا من الشباب الذين ضمتهم ميادين مصر في الأيام الأولى ل«25 يناير» لكنه ترك الميدان بعدما لاحظ تزايد العملاء والمتآمرين داخله. المثير في الأمر هنا أن عددا كبيرا، سواء من مقدمى البرامج التي استضافت «تامر» على الهاتف، أو المشاهدين الذين تبنوا نظرية «مؤامرة تامر» لم يتوقفوا قليلا للبحث عن سر «ظاهرة تامر» لكنهم ارتضوا بترديد ما يقوله. أما في شوارع مصر المختلفة فقد تم الترويج لشائعات إطلاق المساجين على شوارع مصر المختلفة لخلق نوع من الفوضى في ربوع مصر، لذا تم تكوين اللجان الشعبية من المصريين للدفاع عن شوارعهم، ليتضح بعد ذلك أن ما حدث مجرد شائعات روج لها ولم يكن هناك من يهاجم المصريين داخل بيوتهم وشوارعهم بعد انسحاب الشرطة. وفى استفتاء 19 مارس 2011 انتشرت شائعة روج لها التيار الإسلامى مفادها أن نعم مع الدين للتصويت بنعم في التعديلات الدستورية، وعرفت إعلاميًا بموقعة الصناديق. واحتلت شائعة وفاة الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، إكلينيكيًا صدارة المشهد الإعلامي بمصر بعد ثورة 25 يناير 2011، ووجدت هذه الشائعة طريقها في الشارع المصرى تحديدا في أكتوبر 2011، حيث أُشيع أن عضلة قلبه توقفت لدقيقتين، وأن زوجته سوزان مبارك قامت بعمل زيارة مفاجئة لنجليها في سجن طرة بالملابس السوداء، وأن نجليها عندما رآها أجهشا بالبكاء، ثم توالت شائعات وفاة مبارك بين الحين والآخر. وكان من بين أهم هذه الشائعات شائعة خطف غير المحجبات، وسفر الرئيس الأسبق مبارك إلى ألمانيا، والحكم على حبيب العادلى، وزير الداخلية الأسبق 25 سنة. أما الشائعة التي انتشرت في فترة الثورة فكانت تقول إن ثروة مبارك تبلغ 70 مليارا في بنوك الغرب، وإن استردادها يعنى أن يأخذ كل مصرى ما يكفيه أن يجلس بلا عمل، دون أن يحتاج لشيء، وقتها تلازم معها شعار «يامبارك ياطيار.. جبت منين 70 مليار»، الذي أكد عدد من الخبراء السياسيين أنه لعب دورا كبيرا في تأجيج مشاعر الغضب في أوساط المصريين الذين سرعان ما صدقوا شائعة ال«70 مليارا» وبدءوا يعدون العدة لاستعادة تلك الأموال وتوزيعها بالتساوى على ال 90 مليون مصري، غير أن الأشهر القليلة التي تلت هذا الأمر أثبتت – بما لايدع مجالا للشك- أن مبارك ومن قبله الشعب المصرى كانا ضحية شائعة سياسية تم استخدامها بأفضل وجه وأتت بالنتائج المرغوبة منها.