سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كارثة.. اختفاء ألبان الأطفال من الصيدليات خلال شهرين.. صراع الشركات حول «تورتة الدعم» يهدد بمجاعة الرضع.. والشهور القادمة تشهد ارتفاعًا جنونيًا في أسعار الألبان الصناعية مع موسم الجفاف في أوربا
في مصر يموت الفقراء جوعا في الشوارع؛ بحثا عن لقمة عيش تسد رمقهم.. ويموت الأطفال في حضانات المستشفيات؛ بسبب الإهمال والفساد.. لكن الجديد هذه المرة، أن أطفال مصر مهددون بمجاعة؛ بسبب صراع أباطرة استيراد الألبان على تورتة الدعم. ويدور في الوقت الحالي، صراع بين الشركات المستوردة للألبان الصناعية للأطفال، حول من سيحصل على الدعم الذي توفره الدولة لمنظومة الألبان بمليارات الجنيهات، والخاسر الوحيد في الصراع هم أطفال الفقراء الذين يموتون بحثا عن عبوة لبن مدعمة، خاصة أنهم لن يستطيعوا شراء عبوات الألبان غير المدعمة من الصيدليات، التي يصل سعرها أحيانا إلى 60 و70 جنيها للعبوة الواحدة. ورغم أن نقص الألبان المدعمة أصبح أمرا معتادا منذ سنوات، إلا أنه من المتوقع خلال الشهرين القادمين، اختفاء كل الألبان الموجودة بالسوق ومخازن وزارة الصحة والشركة المصرية لتجارة الأدوية، في ظل عدم تنفيذ مناقصة توريد الألبان المدعمة إلى وزارة الصحة والشركات سنويا، التي كان مقررا لها نهاية العام الماضي. وكشف أحد أصحاب الشركات المستوردة لألبان الأطفال، عن حجم المأساة والكارثة، المقرر أن تشهدها مصر في الألبان الصناعية، التي بدأت تظهر خلال الفترة الحالية من وجود نقص شديد في ألبان الأطفال. ويشتعل الصراع بين الشركات حول مناقصة الألبان سواء الشركة الحكومية الوحيدة وهي المصرية لتجارة الأدوية، التي تضم معها 4 شركات مستوردة للألبان وبين الشركات الخاصة الراغبة في توريد الألبان لوزارة الصحة بدلا من المصرية. مسئول داخل الشركة المصرية لتجارة الأدوية، أكد ل"فيتو"، وجود حملة مأجورة ضد الشركة؛ حيث يتم الزعم بأن الألبان التي توردها سيئة ورديئة وليست ذات جودة. وأضاف: "تم شن حملة على ألبان الشركة المصرية لتوزيع الأدوية، وظهر اتجاه لدى وزارة الصحة بالرغبة في إعطاء المناقصة لإحدى الشركات الخاصة المنتجة للألبان "د"، وشركة خاصة أخرى موزعة له "ف.أ"، وعلى مدى 15 سنة ماضية توزع الشركة المصرية الألبان، ولا يوجد أي مشاكل في توفير اللبن، ويوجد ما يقرب من 10 شركات تستورد الألبان وتمثل الشركة المصرية 4 شركات في المناقصة". وأضاف أن الشركات المنتجة للألبان الموردة للشركة المصرية، توزع أدويتها في 69 دولة لا يوجد بها أي شكاوى، مشيرا إلى أن سوق الألبان بورصة يزيد وينقص أسعارها، وفي الوقت الحالي تشهد أسعار الألبان ارتفاعا شديدا؛ نظرا لموسم الجفاف في دول أوربا، وفي المعتاد يتم حجز الألبان من الدول الموردة لنا في الفترة من يوليو حتى سبتمبر دائما؛ لانخفاض سعر الألبان حينها. وأوضح أن نسبة كبيرة من أطفال مصر، أصبحت تحصل على ألبان صناعية بدلا من الرضاعة الطبيعية؛ نتيجة سوء التغذية، لافتة إلى أن الكميات التي يتم توفيرها لا تكفي 60% من الاحتياج الأصلي لتوفير احتياجات أطفال مصر. في سياق متصل، أكدت مصادر مطلعة بوزارة الصحة، أن الوزير ألغى الدعم الجزئي للألبان وقرر الاكتفاء بالدعم الكلي المتوفر في مراكز رعاية الأمومة والطفولة وليس الصيدليات؛ حيث كان قديما يوجد نوعان من الألبان، دعم كلي تباع بثلاثة جنيهات ودعم جزئي تباع بما يقرب من 18 جنيها، وتوفر كميات في الصيدليات بجانب مراكز الأمومة والطفولة، ولكن الآن تم إلغاء الدعم الجزئي وتم خفض الكميات وخفض حجم عبوة اللبن، ويبلغ عدد مراكز الأمومة والطفولة 360 فقط، بعد أن كانت توزع في كل صيدليات مصر وعددها 60 ألف صيدلية. المصادر ذاتها أكدت أنه تم خفض حجم العبوة إلى 400 جرام بدلا من 450 جراما، وهو ما يزيد الأعباء على كاهل الأسرة، المصادر أكدت أن ألبان الأطفال لا يمكن تسعيرها جبريا. "نقلا عن العدد الورقي.."