"يا دهب مين يشتريك" ، جملة أصبحت هى لسان حال جواهرجية حى الصاغة بالحسين خان الخليلي ، بعد أن صارت محلاتهم شبه خاوية، وبعد أن ضلت الزبائن الطريق إليها، وأخذتهم أقدامهم إلى الذهب الصيني للخلاص من أزمة الشبكة. يقول محسن زايد، صاحب أحد محلات الذهب بشارع الصاغة بحي خان الخليلي، إنه بسبب الوضع الاقتصادي السيء الذي يعاني منه المصريون فقد أوشكت محلات الذهب على الإفلاس وتغيير نشاطها أعقاب الثورة، ويضيف أن الشباب وجد ضالته في الذهب الصيني للخروج من مأزق الشبكة المرتفعة نتيجة ارتفاع أسعار الذهب. أما مجدي شديد صاحب محل مجوهرات بشارع الصاغة فيقول إن اكثر من 80 % من ورش صناعة الذهب في مصر أغلقت بعد الثورة بسبب الكساد الذي لحق بصناعة الذهب نتيجة عزوف الزبائن عن الشراء لأنه مجرد كماليات وكل ما يشغل بالهم في هذه المرحلة الصعبة هو توفير المأكل والملبس والمشرب كحاجات أساسية للفرد. ويضيف كنا نحصل على الذهب قبل الثورة من الورش ونقوم بالسداد بعد البيع وتضاءلت روؤس أموالنا بسبب دفعنا مئات الآلاف كمرتبات للعاملين والموظفين والذي نقوم بتسريحهم بسبب عجزنا عن توفير مرتباتهم . وبحسرة شديدة قال ياسين عليش صاحب محل مجوهرات بالخليلي : " حالنا اصبح يصعب على الكافر " وحكومة الإخوان قامت بخداعنا ولم تتحسن الأحوال الاقتصادية ووضعنا أصبح من سيء إلى أسوأ، فنحن نكاد نوفر القيمة الإيجارية المرتفعة للمحلات، وننفق من رؤس أموالنا بسبب عزوف الزبائن على شراء الذهب، فالمواطنون غير قادرين علي شراء متطلباتهم الاساسية من المأكل والمشرب فكيف سيقومون بشراء كماليات، وضعنا مرهون بالوضع الاقتصادي ، وعلى الحكومة تعويض الخسائر المالية الكبيرة التي لحقت بنا. ويقول جرجس فوزي صاحب أحد محلات المجوهرات إنه أصبح يفكر جديا في بيع محله الذي طالما تمسك به، فقد ورثه عن جدود الجدود، إلا أن انتظار الفرج طال دون فائدة وحالتهم المادية أصبحت في تدهور ، فهم يصرفون مرتبات العمال والموظفين وايجار المحلات من رؤس أموالهم التي اختلت وباتت تنذر بالافلاس.