شكك نقيب الصحفيين الأسبق مكرم محمد أحمد في مقاله بصحيفة "الأهرام" في فرص نجاح مبادرة المبعوث الأممي العربي في سوريا الأخضر الإبراهيمي لوقف العنف الدائر منذ أكثر من عام ونصف العام في سوريا، قائلا: يتضاءل الأمل في فرص نجاح مبادرة المبعوث الأممي العربي الأخضر الإبراهيمي التي يطالب فيها نظام الحكم في سوريا والمعارضة المسلحة بوقف القتال ولو في صورة هدنة محدودة خلال أيام عيد الأضحى، برغم المساندة القوية التي تلقاها المبادرة من جانب مصر وتركيا وإيران، مؤكدا أن هذه المبادرة تأتى رأفة بأحوال السوريين الذين أهلكتهم الحرب الأهلية، ودمرت أسواقهم التاريخية وخربت معظم مدنهم وأحالت شواهدها الأثرية والحضارية إلى أطلال وخرائب، وراح ضحيتها33 ألف قتيل معظمهم من المدنيين، سقط أغلبهم تحت القصف الجوي السوري للأحياء السكنية في مدن حمص وحماة ودير الزور وإدلب وحلب وآخرها معرة النعمان، التي تواصل قصفها علي مدى أسبوع بعد أن أصبحت في أيدي الثوار، لأنها تقع على الطريق الحيوي الذي يربط شمال سوريا بوسطها، وتتحكم في إمدادات الجيش السوري إلى مواقعه العسكرية في الشمال، مشيرا إلى أن الأخضر الإبراهيمي يأمل في أن تنجح هدنة عيد الأضحى في كسر دائرة العنف وإتاحة الفرصة لترتيبات عملية تضمن استمرار وقف إطلاق النار وإجراء انتخابات حرة تفتح أبواب التسوية السلمية للازمة، خاصة أن كلا من المعارضة والحكم يبدو عاجزا عن حسم المعركة لصالحه في الأمد المنظور في ظل القيود المفروضة على دخول الأسلحة الثقيلة للطرفين، مضيفا أنه برغم التعاطف الدولي الواسع مع مبادرة المبعوث الدولي، وإعلان كل من الحكم والمعارضة قبول المبادرة من حيث المبدأ، إلا أن تعدد أطراف الحرب وتعاظم الدور الذي يقوم به تنظيم القاعدة، وغياب الحد الأدنى من الثقة بين جميع الأطراف يجعل تطبيق المبادرة أمرا يكاد يكون متعذرا . وأشار الكاتب إلى أنه كما يتدفق على سوريا مقاتلو تنظيم القاعدة وأنصار السلفية الجهادية لمساندة الثوار، تتدفق ميليشيات الشيعة العراقية ومقاتلو حزب الله وجماعات الحرس الثوري الإيراني لمساندة حكم بشار الأسد حتى تكاد الحرب السورية تتحول إلى حرب شيعية سنية، موضحا أنه ربما يكون من المؤسف أن الذين أضرموا نيران الحرب يعجزون الآن عن حصار لهيبها الذي يمكن أن يمتد إلى مناطق قريبة وبعيدة تعاني تصاعد التوتر الطائفي.