كان لي صديق فيلسوف.. بأحوال الوطن شغوف.. دائما ما ألجأ إليه في كل الأحوال والظروف.. كان لي معه لقاء أسبوعي.. أسمع منه النوادر بقلب لوزعي.. لا أشعر معه بعطش ولا جوع.. فله رد على كل موضوع.. سألته يوما عن: الدكتور «هشام قنديل».. قلت له ما رأيك يا فيلسوف عندما يقول «هشام قنديل» أنه دعا النائب العام على فنجان قهوة إلا أن النائب العام عنده بن في بيته؟! .. فتبسم الفيلسوف وقال: "أي بنيتي إن هذا الشخص لا يمكن أن يكون رئيس وزراء وعلى أقصى تقدير يمكن اعتباره «قهوجي»!! .. قلت: "وماذا يا فيلسوف لو سمعنا المتحدث باسم الرئاسة يقول: إن مجلس القضاء الأعلى تقدم بالتماس للرئيس للإبقاء على النائب العام في منصبه ثم يكذب المجلس هذا الكلام؟!.". قال: "ساعتها يا صغيرتي لا تقولي أن المتحدث الرسمي كذاب بل قولي عيان"!. قلت: "وماذا يا فيلسوف عندما يصاب الثوار في الميدان ويسقطون الواحد تلو الآخر من هجمات جماعة الإخوان؟!.. قال: "ساعتها يا بنيتي لا تسألي عن أبطال موقعة الجمل!!.. قلت: «يا فيلسوف أنت تجيب باقتضاب وأنا أريد تفسير!!.". قال: "يا بنيتي أنتي تكثرين الأسئلة وأنا لي عندك مسألة!!.". قلت: أخيرا لك عندي مسألة.. اسأل يا فيلسوف!!.". قال: "أريد أن أخلد للنوم فأنا مرهق من تلك الظروف وما يحدث في مصر من ظروف!!.". قلت: "أرجوك لا تتركني يا فيلسوف فأنا لن أطيل عليك.. قل لي يا فيلسوف.. ماذا لو قال المستشار «طارق البشري»: "إن الثورة أسقطت «مبارك» ولم تنشئ نظاما؟!.. قال: "ساعتها يا صغيرتي لا تقولي أن الرجل كان من المتورطين في موقعة الإعلان الدستوري ويكفى أن ترددي: "كفاية.. حرام"!!.. ضاحكة قلت له: "وماذا يا فيلسوف عندما أسمع الدكتور «محمد البرادعي» يقول: إن تهديد النائب العام يعني أننا ننحدر لدولة الميليشيات؟!.". قال: ساعتها لا تنفعلي معه كثيرا يا صديقتي قبل أن تسألي سيادته: "أنت مسافر إمتى ؟". قلت: "لكن ماذا يا أستاذ لو قام القضاة بصنع درع بشري من أجسادهم لحماية النائب العام كما رأينا على الشاشات الفضائية؟!.". قال: "ساعتها يا بنيتي لا بد أن تعرفي أننا فعلا قمنا بثورة لخلع ديكتاتور ليحكمنا ديكتاتور!!.". قلت: "وماذا يا فيلسوف عندما تلقي الشرطة القبض على شاب قبطي وتتهمه بالتخطيط لقتل مرسي وتحريض الناس على التظاهر والانقلاب على الدولة؟!.". قال: "ساعتها يا بنيتي لا بد أن تعرفي أن الشرطة في خدمة البطاطا!!". ضحكت مع الفيلسوف وسألته: "وماذا يا سيدي عندما يبحث 4 وزراء إجراءات رفع سعر الكهرباء والناس لا تجد قوت يومها؟!.". قال: "ساعتها لا تترددي يا بنيتي واهتفي مع مرسي: "ثوار أحرار وأخدنا الخيار!!.". قلت: "وماذا يا فيلسوف عندما تعلن محافظة الأقصر أنها غير قادرة على دفع رواتب العمالة المؤقتة؟!.". قال: "إذن لا بد أن تتذكري ما قاله المرشد المبارك «إنتاج القمح زاد 6 أضعاف على أيام مرسي»!!.".. قلت: "سامحني يا فيلسوف فهذا سؤال مهم: ما رأيك عندما يقتحم مجهولون منزل المستشارة «تهاني الجبالي» ومن قبل يعتدون على المستشار «حسين بركات» قاضي اليمين في قضية حل مجلس الشعب؟!.". قال: "ساعتها لا بد أن نطالب بالقبض على نخنوخ!!.". ضاحكة قلت: "وماذا يا فيلسوف لو....". وهنا قاطعني وقال: "أي بنيتي أنتي أسئلتك تطول.. وأنا الليلة مشغول!!.. وهنا تركته كي ينام..انتظارا للثلاثاء القادم لتفسير أحلى الكلام!!".