أخرجت التكذيب علي شكل تقرير إخبارى«لكل مقام مقال ولكل رئيس حديث..ولا يجب أن تموت الحرة ولتأكل بما تريد»..كلمات مما لاشك فيه أن الدكتور والباحث والمحلل والناشط السياسي حسن نافعة رددها بينه وبين نفسه «الأمارة بالسوء» وهو يكتب مقالته اليومية بالزميلة المصري اليوم التي يرأس تحريرها تنفيذيا الزميل محمد سمير والتي نشرت له الجمعة الماضي الموافق 6 يوليو الجاري والتي جاءت تحت عنوان "خطة إفشال الرئيس" ، فالرجل المعروف عنه -ولنكن أكثر تحديدا ونقول كان معروفا عنه- عداؤه لجماعة الإخوان المسلمين خرج علينا في مقالته تلك ليؤكد ان «دوام الحال من المحال» حيث كتب قائلا : يسهل على كل متابع لما يجرى على ساحة السياسة في مصر، خاصة عبر وسائل الإعلام، اكتشاف آثار «خطة إفشال الرئيس»، وهى آثار واضحة يمكن رؤيتها بالعين المجردة ولا تحتاج إلى أي دليل أو برهان إضافي، وأظن أننا لسنا في حاجة إلى بذل الجهد الجهيد للتعرف على طبيعة ونوعية الأطراف التي لا تريد للرئيس المنتخب أن ينجح، فهى واضحة تماماً ولا تحاول حتى مجرد إخفاء نواياها أو التظاهر بغير ما تضمر. الدافع الوطني لم يكن الأمر الوحيد الذي دفع ب«نافعة» لكشف تفاصيل خطة إفشال مرسي ولكن الرجل لم يدع الفرصة تمر دون أن يضرب «عصفورين بحجر» العصفور الاول متمثل في الحصول علي الرضا من الرئيس الإخواني أما الثاني فتصفية الحساب مع المجلس العسكري الذي اتهمه في المقال ذاته بإدارة «خطة الافشال تلك» حيث قال: المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتشكيله الحالي، الذى يبدو واضحاً مدى حرصه على البقاء فى السلطة ومعارضته لأن يمسك بزمامها شخص من خارج القوات المسلحة، حتى لو كان وصوله للسلطة قد جاء عبر انتخابات حرة نزيهة، وهو ما يفسر لماذا حاول المجلس فى البداية مساعدة الفريق شفيق للوصول إلى المقعد الرئاسى، ولماذا عندما أحس بالعجز، تحسب لاحتمال فوز مرشح جماعة الإخوان بانقلاب «دستورى» خطط له وأداره بالتعاون مع بعض كبار القضاة. ومن الطبيعى، فى سياق كهذا، أن تكون للمجلس العسكرى، بتشكيله الراهن، مصلحة واضحة فى إثبات فشل الرئيس، وأن يصبح من ثم أحد أطراف مخطط إفشاله. لم تنته وصلة "نافعة" المثيرة عند هذا الحد فقد ابي أن ينهي مقالته تلك دون ان يضع قناع الحكمة ويوجه نصائح للرئيس تنجيه من المكيدة المدبرة له فقد قال في نهاية المقال ذاته: لمواجهة "خطة إفشال الرئيس"، على الرئيس أن يتحلى بالحكمة والحنكة والسرعة فى اتخاذ القرار، وعلى حلفاء الرئيس الأيديولوجيين أن يدركوا أن نجاحه فى هذه المرحلة يتوقف على حجم المسافة التى تفصله عنهم، وعلى الجبهة الوطنية، "المشكلة للدفاع عن الثورة وليس بالضرورة عن الرئيس"، أن تتحلى بقدر أكبر من المرونة والصبر وعدم التعجل وفهم طبيعة الضغوط الداخلية والخارجية التى يمكن أن يتعرض لها رئيس مصر المنتخب فى الظروف الراهنة.