اتهم مربو المواشي الحكومة بتفضيل المستثمر الأجنبي على نظيره المصرى، محذرين من تراجع الثروة الحيوانية المصرية إذا استمر تعامل الحكومة مع المستثمر المحلي بنفس الإهمال. وقال المربون إن الاعتماد بشكل كبير على اللحوم المستوردة في تلبية احتياج السوق المصرية من شأنه تدمير الثروة المصرية بسبب رخص أسعارها الذي يدفع المربون إلى الإحجام عن تربية المواشي، كما أنها تتسبب في دخول أمراض وبائية تصيب الثروة الحيوانية المصرية مثل الحمى القلاعية. وانتقد المربون اعتماد الحكومة على اللحوم المستوردة, لأنها ستشهد ارتفاعا كبيرا خلال الفترة المقبلة مع تزايد الطلب الأوروبي عليها، وهو ما سيخلق أزمة فى الأمن الغذائي. وعن ارتفاع أسعار "الخراف" قبل عيد الأضحى هذا العام قال المربون: إن عمليات التهريب المستمرة ل"خراف البرقي" إلى ليبيا من خلال مافيا تقوم بشراء الخراف من المربين بمرسى مطروح بأسعار أعلى من السوق تسبب في تراجع أعداد الخراف المطروحة، فارتفع سعر الكيلو قائم حتى الآن حوالي 6 جنيهات في بعض المناطق. كما انتقد المربون عدم توافر جميع التحصينات المطلوبة لإكمال دورة التحصين لدى وزارة الزراعة وهو ما يضطرهم لاستيرادها بأسعار عالية. يقول محمد محسن محجوب، صاحب مزارع جاموس بالإسماعيلية، إن أكثر العقبات التي تواجه مربي المواشي توفير الأعلاف، حيث تتعرض الاعلاف الى السرقة أثناء نقلها، بسبب تردى الأوضاع الأمنية، كما أن أسعار الذرة الصفراء ارتفعت من 1800جنيه للأردب إلى 2500 جنيه، بعد موجة الجفاف التي ضربت أمريكا وروسيا. وأضاف إن سوق المواشي في مصر غير منظم وبالتالي عند شراء كميات من الجاموس يتم حجرها لمدة 21 يوما، للتأكد من خلوها من الأمراض، مطالبا بضرورة تقديم الدعم للمزارع الكبيرة والمتوسطة، والتي تمثل 2% من إجمالي الثروة الحيوانية في مصر، حتى تزيد استثماراتها وبالتالي تزيد نسبة مساهمتها في السوق المحلية. وأشار إلى أن الثروة الحيوانية فى مصر 8 ملايين رأس ماشية من جاموس وبقر وجمال، موضحا أن اغنام المزارع النظامية لا تمثل فيها سوى 150 ألف رأس ماشية، والباقي لدى صغار المزارعين. وعن مشكلة ارتفاع أسعار اللحوم أكد محجوب أن توريد اللحوم من المزارع هذا العام لم يرتفع عن العام الماضي، حيث بلغ سعر كيلو الجاموس القائم 22 جنيها، وأن السبب الحقيقي هو الاعتماد على الحيوانات التي يربيها صغار الفلاحين، والتي يتم تناقلها ما بين أكثر من تاجر كل منهم يبحث عن مكسب على حساب المستهلك النهائي. وطالب الحكومة ممثلة في وزارة الزراعة بالتركيز على تحسين السلالة المصرية من الجاموس، حتى يزداد الانتاج مع ضرورة مراعاة التلقيحات السيادية ضد الأمراض الوبائية، خاصة أن تأخر برامج التلقيحات تسبب فى فقدان 25% من رءوس الماشية فى مرض الحمى القلاعية مطلع هذا العام.