طالب العديد من مربي ومنتجي المواشي الحكومة بتقديم الدعم لهم أسوة بالمستثمر الأجنبي,الذي يحصل على الأراضي بتسهيلات تصل الى 50 عاما في السداد بالاضافة لتقديم دعم الأعلاف وتوفير مناخ إستثماري جيد وإتباع برامج التحصينات العالمية لتجنب الاصابة بالأوبئة والأمراض التي تهدد الثروة الحيوانية كالحمى القلاعية وطاعون المجترات الصغيرة والامراض المتوطنة. كما طالبوا بضرورة تأمين الطرق بصورة أكبر, حتى يستطيع الانتاج المحلي سد إحتياجات المصريين من اللحوم. وأرجع مربو ومنتجو المواشي خلال الاجتماع الذي عقد اليوم بمناسبة قرب حلول عيد الأضحى المبارك لبحث فجوة بين الاستهلاك والانتاج في مجال اللحوم إرتفاع أسعار اللحوم الى إعتماد سوق المواشي على حيوانات الفلاحين والذين يتم تناقلها ما بين أكثر من تاجر كل منهم يبحث عن مكسب موضحين أن توريد اللحوم من المزراع هذا العام لم يرتفع عن العام الماضي حيث بلغ سعر كيلو الجاموس 22 جنيها. من جانبه قال محمد محسن محجوب صاحب إحدى مزارع تربية المواشي إن المصريين يستهلكون 850 ألف طن لحم سنويا, منه 250 ألف طن لحوم مستوردة مجمدة بالاضافة الى 50 الف طن أخرى يتم الحصول عليها من 200 ألف رأس مستوردة حية فيما يتم الاعتماد على باقي الكميات المستهلكة من الانتاج المحلي, والذي يغطي 65% من الاستهلاك يتم تقسيمهم على 70% من اللحوم البقري والجاموسي, و15% من لحوم الجمال والاغنام و15% من اللحوم البتلو, ويتم ذبح أغلبهم خارج السلخانات. وأضاف محجوب إن متوسط إستهلاك الفرد بمصر يصل ما بين 9 الى 10 كيلوجرمات وهو رقم متدني جدا مقارنة بباقي الدول مثل الارجنبيتن والتي يصل إستهلاك الفرد فيها الى 63 كيلوجراما وأمريكا 68 كيلوجراما. ونوه الى أنه يوجد بمصر 8 ملايين رأس ماشية من جاموس وبقر وجمال وأغنام المزارع النظامية لاتمثل فيها سوى 150 ألف رأس ماشية, ولاتمثل سوى 2 % من الثروة الحيوانية بينما توزع الباقي على المزارعين بنظام التربية العشوائية. وأوضح محجوب أن أكبر مشكلة تواجه المربين هى الاعلاف والتي ترتفع مع إرتفاع الأسعار عالميا, نتيجة إستيرداد كميات كبيرة من الذرة الصفراء والتي إرتفعت أسعارها الى 1500 جنيه هذا العام, بالاضافة الى أسواق الماشية العشوائية والتي تعتمد على الحيوانات الموجودة لدى الفلاحين. ولفت الى أن المربين النظاميين لايمكنهم الاعتماد على وزارة الزراعة لعدم توافر التحصينات واللقاحات المناسبة طوال العام أو الكميات المطلوبة وهو ما يجعل المربين يستوردون إحتياجاتهم من اللقاحات. وطالب محجوب الحكومة بتوفير الدعم الى مربي المواشي, وعدم الاعتماد على اللحوم المستوردة, من خلال توفير التحصينات بصفة دورية, وضبط الاسواق العشوائية, وتوفير بعض الدعم للأعلاف, خاصة أن تعامل مربي المواشي يعتمد على السيولة النقدية, في كل مراحل العمل.. موضحا أن اللحوم المستوردة ستشهد إرتفاعا كبيرا, خلال الفترة المقبلة مع زيادة الطلب الأوروبي عليها, وهو ما سيؤدي لوجود أزمة في تحقيق الأمن الغذائي المصري. وفي نفس السياق قال المهندس أحمد الريس, إنه يوجد في مصر 2ر3 مليون جاموسة, 90 % منها لدى الفلاحين, الذين لايتابعون التحصينات واللقاحات البيطرية المطلوبة, وهو ما أثر سلبا على إنتاجية رؤوس الماشية ومنتجاتها, مقارنة بباقي الدول. وأوضح أن إيطاليا التي تعتبر أكبر دولة منتجة للجبنة الموتزريلا , الا أنه لايوجد بها سوى 700 ألف "جاموسة", وهى من نفس سلالة الجاموس المصري, لكنها تم تحسين سلالتها, وتنتج ألبان 4 أضعاف الانتاج المصري, لافتا الى تأخر نتائج مشروع مركز بحوث سخا, والذي كان يهدف الى تحسين سلالات الابقار والجاوس المصرية وتحديد أفضل إستخدام لأصناف السلالة من خلال إختيار الأجود منها في إنتاج اللحوم والألبان. وأضاف الريس, أن تكلفة انتاج الكيلوجرام من لحم الجاموس لدى الفلاح 22 جنيها,الا انه مع الانتقال من المزارع الى التاجر الصغير ثم التاجر الكبير, فان سعر الكيلوجرام يصل الى 55 جنيها في المناطق الشعبية و100 جنيه في المناطق الراقية. وشدد على ضرورة تحسين السلالات المصرية حتى يزداد الانتاج المصري من الجاموس من خلال استيراد تلقيح صناعي إيطالي, ومراعاة التقيحات السيادية ضد الأمراض, خاصة وأن برامج التلقيحات المتأخرة تسببت في فقد 25 % من رؤس الماشية في مرض الحمى القلاعية والذي لم يستمر أكثر من 4 أشهر إبتداء من يناير وحتى مايو من العام الجاري. وأكد الريس ضرورة النظر الى تربية الماشي على انها "استثمار له مخاطره, ويحتاج الى تطوير, وتدريب الاطباء, بالاضافة الى اتباع الانظمة العلمية والتي تم تطبيقها عالميا, موضحا أن بعض المزارع المصرية حاليا تقوم باستيراد لقاحات التخصيب المصرية, من أجل تحسين إنتاجية الجاموس, فالجاموس المصري يأكل 30% من وزنه يوميا, من برسيم ومياه وأعلاف, وينتج 600 جرام من اللحوم يوميا, مقارنة بالايطالي والذي ينتج 8ر1 كيلوجرام , كما أن مصر تنتج 700 ألف عجل سنويا, على الرغم من أن المعدلات الطبيعية هى أن تلد الجاموس مرة كل عام. وأشار الى أنه في حالة إتباع المستثمرين للطرق العلمية ستنخفض أسعار اللحوم بصورة أكبر كثيرا مما عليه الآن, لأنه سيتم تطبيق المعايير الدولية, والتي تعتبر أن تأخر التلقيح للجاموسة يحقق خسارة( 5 يورو) يوميا, لافتا الى أن الدول الغربية تقوم بتربية الماشية فى قطيع, يتم زراعة شريحة الكترونية بداخله لمتابعة حركته بالقمر الصناعي, وحجم الاغذية التي يتناولها وكمية اللحوم التي يكونها. ونوه الى أن إرتفاع أسعار لحوم البقر, مقارنة بالجاموس يأتي بسبب إقبال المصريين عليه, لأنه أقل في الدسم, على الرغم من أن تربية الجاموس هى الأكثر جدوى, لأن الدورة العمرية للبقر تتراوح ما بين 5 الى 6 مقارنة بالجاموس والذي تتفاوت ما بين 12 الى 15 عاما, كما أن الجاموس يتحمل الأوبئة والأمراض بصورة أكبر, ويتحمل درجات الحرارة العالية ويتناول كل شىء, مقارنة بالأبقار والتي تحتاج الى رعاية خاصة, حيث لايتحمل الأوبئة والأمراض.