أشار الفنان «محمد نجاتي» ل«فيتو» أن مسلسل «زي الورد» لا يقلد الدراما التركية سوى في عدد الحلقات، كما أن هذه المسلسلات الطويلة متعارف عليها عالميا في الدول الأوربية، وأخذتها تركيا بعد ذلك ثم انتقلت إلى مصر أخيرا. وأضاف «نجاتي» إلى أنه لا يوجد هناك نوع من الدراما يتحمل هذا العدد الكثير من الحلقات التي تعتمد على التشويق، فالفارق في هذا الموضوع هو السيناريو الذي يجعل عنصر التشويق متوافرا؛ لجذب المشاهد على مدى حلقات المسلسل (120). وقال «نجاتي»: "إن تجسيد شخصية ضابط الشرطة في العديد من أعماله ليس عيبا، فكل دور أقوم به مختلف عن الآخر تماما، فضباط الشرطة ليست شخصا واحدا، لكنهم أشخاص كثيرون في الصفات والمناصب، فيوجد ضابط مخدرات ومكافحة الإرهاب وأمن دولة وغيرها". وأشار «نجاتي» عن اتجاه النجوم للدراما والتلفزيون مرة أخرى؛ حيث ابتعدوا عن السينما والمسرح بسبب الوضع الاقتصادي للبلد. وأضاف: "إن شهر رمضان حل علينا ضيفا في الصيف، وبالتالي فإن الموسم الصيفي، لا يجوز عرض أفلام فيه؛ لأنه من المستحيل عرض فيلم لمدة شهر أو أقل، وسوف يظل هذا الوضع لمدة ثلاث سنوات قادمة؛ لأن رمضان سيكون في أشد أوقات الصيف". وعن «البطولة المطلقة» قال «نجاتي»: "إن مصطلح البطولة المطلقة من ضمن المصطلحات الصحفية التي تم تداولها، فلا يوجد بطولة مطلقة، وإنما عمل جيد تكون لك بصمة فيه، وتكون بطلا بالرغم من أنه بطولة جماعية، فأنا لا أسعى للبطولة المطلقة بقدر سعيي لورق السيناريو الجيد، فليس المهم أن تكون البطل الأوحد، لكن الأهم: هل هذا العمل سوف يضيف جديدا لك أم لا؟! فممكن أن أقدم بطولة مطلقة ثم بعدها انضم للبطولة الجماعية، فالورق هو الحكم على هذا الأمر". وعن اللجنة التأسيسية، قال «نجاتي»: "أنا كنت من أنصار فكرة أن الدستور أولا ثم مجلس الشعب، وقلت: لا للانتخابات قبل الدستور، وإنما معظم الشعب وافق على هذا المجلس، فعليه أن يتحمل نتيجة اختياره وما نحن فيه الآن من اختلافات حول كتابة الدستور". وعن تكفير الجماعات الإسلامية ل«نجيب محفوظ» أكد نجاتي أنه لا يستطيع أحد في الوجود أن يكفر إنسانا يقول "ربنا الله"، والدين الإسلامي هو الذي يقول ذلك، وهذا يدل على أنهم لا يفكرون إلا فيما يتفق مع أهوائهم. وتابع «نجاتي» كلامه قائلًا: بالرغم من هذا، إلا أنه لا يوجد أي عداء بين الفن والجماعات الإسلامية، وليس له أي أساس من الصحة، لكن في واقع الأمر يوجد مشاكل بين التيارات الدينية وبعض المشاهد التي يروا من وجهة نظرهم أنه ليس لها أساس في السياق الدرامي وحرام، وإنما توجد لإثارة الغرائز بمعني (أنهم أفراد تختلف معتقداتهم الفنية مع المعتقدات الدينية). وعلى الرغم من هذا فكلها حوادث فردية وأكبر دليل على ذلك هو عدم وجود عائد، إنهم لم يقولوا صراحة أن الفن حرام أو يمنعوا الفن بالرغم من أنهم أصبحوا أغلبية، وهذا ذكاء منهم لقيمة وأهمية الفن ولأن الفن في هذا الوقت سلاح كالأسلحة النارية بل أشد تأثيرا، فيمكن استخدامه في إصلاح سلوكيات الشعب أو يعمل على محو الثقافة وتشويش العقول. فالمفروض أن الفن يتطور ويتقدم ويتحدث وأكبر دليل على هذا إيران فعلى الرغم من أن الفن فيها له طابع خاص، إلا أنه بسبب جودة الموضوع والصور والتقنيات الحديثة، يأخذ جوائز عالمية في مهرجانات عالمية، فليس معنى أن التيار الإسلامي هو المستحوذ على الساحة، فإنه سوف يمنع السينما نتيجة لوجود بعض المشاهد التي لا يوافق عليها. وعن مصطلح السينما النظيفة والغير نظيفة، قال «نجاتي»: "لا يوجد هذا المصطلح في السينما لكنه اختراع صحفي في البداية، ثم توارثته الأجيال، ونقوم باستغلال هذه الجملة ونفرق بين الفن النظيف والغير نظيف". وفي الأصل لو كان هذا المصطلح حقيقيًّا لكان كل الفن غير نظيف؛ لأنه يعتمد على القبلات والمشاهد الساخنة مثل أفلام «عمر الشريف» و«عبد الحليم حافظ» و«رشدي أباظة»، إذن نحن نحكم على السينما المصرية كلها أنها غير نظيفة، لكني أعتقد أن النظافة وعدمها يتم الحكم عليه عن طريقة أهمية الموضوع وجديته. فالفيلم التافه والذي لا يوجد له موضوع يهدف إليه هو الغير نظيف في رأيي والعكس صحيح. - هل أنت من أنصار تكوين جبهة للدفاع عن حرية الإبداع بعد الهجوم على الفن والفنانين؟؟ أكد «نجاتي» أنه لا داعي لتكوين هذه الجبهة، وهذا لأن أهميتها هي أن تدافع عن حرية الإبداع، والحرية بالفعل موجودة، ولكن الاختلاف في مفهوم الحرية أن تكون في أي اتجاه من خلال عدم المساس بمشاعر الآخرين، فليس معنى الحرية أن تقدم مشاهد ساخنة غير مبررة، لكن الحرية أن تقدم فنًّا يرتقي بقيم المجتمع ولا يهملها. فالإسلاميون ليسوا فقط هم الذين يمتلكون فضائل في عدم وجود مشاهد تخدش الحياء، لكن المسيحيون أيضا بعضهم مستاء من هذه المشاهد الغير مبررة، فالإسلام ليس وحده هو الذي يقمع الإبداع، لكن الأديان كلها تتحدث عن الحفاظ على أخلاقنا وضرورة مراعاة الحد الأدنى لمشاعر الآخرين في عدم وجود هذه المشاهد، والتقليل منها قدر الإمكان، وهذا حياء ليس أكثر وحفاظ على الشكل الاجتماعي. ووصف «نجاتي» الإعلام الحالي بأنه يثير الشعب؛ لكونه يفتقد إلى الموضوعية والحيادية، فأصبح يستغل الأحداث السياسية ويعطيها طابع الإثارة والتشويق لزيادة نسبة المشاهدة وتحقيق إعلانات كثيرة، فهو يلعب على وتر إثارة الشعب، فكل قناة تدافع عن سياستها. فللأسف الإعلام في مصر أصبح إعلاما موجها، لا يوجد فيه موضوعية في الحديث. ولهذا فإن المجال الوحيد الذي استفاد من الثورة هو الإعلام، فلا يوجد به أية أزمات مالية بالعكس يعيش أزهي عصوره.