حالة من الجدل أثيرت فور الإعلان عن تدشين حملة «لا للأحزاب الدينية»، واستهدافها بشكل مباشر لحزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية، تلك الحملة التي تزامنت مع الإعلان عن إجراء الانتخابات البرلمانية المزمع عقدها قبيل نهاية العام. شعبان عبد العليم، عضو المجلس الرئاسى لحزب النور السلفي، من جانبه أكد أن الحملة تدخل ضمن «الكيد السياسي».. وتساعد على التشرذم والطائفية.. ولا تحترم القانون والدستور المصري.. ولن يدخل النور في صراع وهمي. عضو المجلس الرئاسى لحزب النور السلفي، في حواره مع «فيتو» أكد أيضا أن «النور» سيلجأ للقضاء في حالة استمرار عملية «التشهير» التي يتعرض لها، وعن المواقف الأخرى المقرر أن يتخذها الحزب لمواجهة تلك الحملات، وأمور أخرى كان الحوار التالى: بداية.. ما تعليقك على حملة لا للأحزاب الدينية التي تهدف لحل الأحزاب ذات الصبغة الإسلامية؟ نتفق مع الحملة في أنها تقول «لا للأحزاب الدينية» ونحن نقول: «لا لقيام أي حزب على أساس ديني»، والمشكلة هنا في فهم الآخرين للحزب الديني، وحزب النور في الأساس حزب سياسي موجود وله قواعده الشعبية، ونحن نحترم الدستور الذي ينص على عدم وجود قيام وتأسيس أحزاب على أساس ديني، لكن المشكلة أنهم يعتبروننا حزبا دينيا ب»العافية»، وعلى الحملة بدلًا من أن تضيع وقتها أن تلجأ للقانون والقضاء ليتم حسم موقف حزب النور هل هو على أساس دينى أم حزب سياسي؟! برأيك لماذا تهاجم الحملة حزب النور بشكل مباشر؟ هذا يدخل ضمن الكيد السياسي، وتعد أعمالا خارج القانون تماما، ويجب على الدولة أن تلاحظ مثل هذه المخالفات فكل شيء بالدستور والقانون وليس بالحشود، فنحن نحترم الدستور والقانون ومن يشك أن حزب النور ليس حزبا سياسيا ويعتبره حزبا دينيا عليه أن يلجأ للقضاء ليقول كلمته أو ينتظر حتى يصدر البرلمان المقبل قانونا يعدل قانون الأحزاب ويحدد توصيف الحزب الدينى ومن ينطبق عليه تلك المواصفات التي يقرها القانون يتم حله. وأريد الإشارة هنا إلى أننا لسنا ضد الحملة، لكننا ضد توجيه اتهامات لحزب النور بشكل مباشر وغير صحيح فهم لا يملكون الحق بأن يقولوا إن حزب النور حزب دينى بل القضاء المصرى من هو له الحق، وهذا كله مجرد كيد سياسي بسبب الانتخابات البرلمانية القادمة فقط لا غير. إن لم يكن حزب النور قائما على أساس دينى فما هو؟ «النور» حزب سياسي له خلفية إسلامية، تظهر في برامجه السياسية المقدمة، بدءا من برنامجه الاقتصادى والسياسي والإصلاحى لكنه ليس حزبًا دينيًا، والمواطنون لا يفهمون معنى الحزب الديني ودور الإعلام والسياسيين أن يوضحوا ماهية الحزب الدينى ويمكن تعريفه بأنه حزب دينى يخدم طائفة بعينها دون طوائف المجتمع، ويستند في كل شيء إلى طائفته ويولى الوظائف إلى طائفته فقط ويمنح المناصب لمن يدينون بنفس دينه، وما يحدث الآن ما هو إلا محاولة لإشغال الحزب عن تحقيق أهدافه الحقيقية والمنشودة. هل ترى أن الحملة من الممكن أن تنجح في اقتطاع جزء من نصيب حزب النور في الانتخابات البرلمانية المقبلة؟ لا أعتقد أن يكون لها تأثير حقيقى وفعال، خاصة أن الشعب المصرى بات واعيًا ومدركا لكل الألاعيب السياسية وما وراءها ومن يقف خلفها ويدعمها ماليًا وإعلاميًا، إلا أن تلك الحملات التي تنطلق بقصد التشويه تأتى بنتائج عكسية خاصة عند المواطنين الكارهين لسياسة الإقصاء ومحاولة التخلص من المنافسين بطرق ملتوية بعيدًا عن المنافسة الحرة النزيهة، لأنها تهدف إلى مزيد من خطط الانقسام داخل البلد الواحد، الخلاصة حزب النور يستفاد من حملات التشويه ولا تنتقص منه. هناك أقاويل تتردد بأن الأيام المقبلة ستشهد تدشين حملة مقابلة تطالب بحل الأحزاب المدنية؟ هذا الكلام غير صحيح بالمرة ولم تخرج من قيادات حزب النور مثل هذه التلميحات، لأننا لا نؤمن أبدا بثقافة (الحشود والحشود المضادة) أو (الحملات والحملات المضادة)، نحن نؤمن أن مصر تحتاج إلى تكاتف الجميع من إجل إعلاء مصلحة الوطن وتحقيق اصطفاف وطني، ولا نسعى لخلق مزيد من الانقسامات داخل الحياة السياسية في البلاد، وهنا علينا أن نحذر أن من يسعى إلى تشويه الحزب أو الهجوم عليه وإلقاء الاتهامات الجزافية عليه دون بينه سنتقدم ببلاغات للنيابة العامة لمحاسبته على تلك المخالفات. حديثك هذا.. هل يعنى أننا من الممكن أن نشهد خطوات تصعيدية قانونية تجاه القائمين على حملة «لا للأحزاب الدينية» ؟ قلتها من قبل.. ولمزيد من التأكيد أقولها ثانية نحن نؤمن بدولة القانون والدستور ومن يراهن على أن حزب النور قائم على أساس دينى عليه أن يتوجه للقضاء وكذلك من ناحيتنا سنلجا للقضاء فورا، وهناك حركات وكيانات قائمة على العنصرية وتهدف للتفرقة ويجب مجابتهتا قانونيًا حتى يتم «كسر سم «تلك الحركات التي لا نعرف لها مصدر تمويل. كيف ترى حالة الزخم السياسي والإعلامي التي صاحبت الحملة؟ الزخم السياسي راجع للفقر في الأحزاب المنافسة في الانتخابات البرلمانية وعدم تواجدها داخل ماراثون المنافسة ومحاولاتها ستبوء بالفشل، أما الزخم الإعلامي يعود لرجال الأعمال ممن لديهم أجندات خارجية بعينها، وبعض الإعلاميين المأجورين المتنازلين عن المهنية والحرفية، وتناسوا أهم مبادئ العمل الإعلامي الذي يؤكد ضرورة نشر الحقيقة فقط وألا يعمل على ترويج الشائعات والأكاذيب. هل من الممكن أن يدعو حزب النور لحوار مجتمعى لوقف الهجوم عليه والتفاهم مع بقية القوى السياسية؟ لا يدعو حزب النور لأى حوار مجتمعي، إنما يدعو فقط لتطبيق الدستور والقانون وسوف نلجأ للقضاء إذا تعرضنا لأى ضرر، ولن نقع في شرك التراشق الإعلامي والاتهامات الجزافية، علينا أن ندرك أنه لا يوجد ما تسمى بالأحزاب الدينية في المجتمع المصري.