في الوقت الذي تنافست فيه القنوات الفضائية على جذب الجمهور والمعلنين، ظهرت عام 2003 إذاعة كانت حديث الجميع؛ لاختلافها، هي "نجوم FM"، التي اعتبرت أول إذاعة خاصة في مصر، تقدم أغاني شبابية وبرامج خفيفة، ما جذب عددا كبيرا من الشباب إليها. لكن لأن الحفاظ على النجاح صعب، بدأت الإذاعة تفقد جزءا كبيرا من جماهيريتها وشعبيتها، عاما تلو الآخر، لصالح إذاعات أحدث منها. وكان البيان الذي أصدرته الإذاعة صباح الثلاثاء الماضي، الذي وصفه الكثيرون بالفضيحة، التي فتحت على "نجوم FM" أبواب الهجوم والانتقاد، حتى من جمهورها الذي ارتبط ببرامجها في وقت من الأوقات. الإذاعة، التي طلبت من جمهورها منذ يومين، التصويت لها؛ للفوز بجائزة أفضل محطة إذاعية في مصر، فاجأت الجميع ببيان طالبت فيه الجمهور بمقاطعة مسابقة "دير جيست"، والامتناع عن المشاركة فيها، مبررة ذلك بعدم أهمية المسابقة، وهو البيان الذي أثار سخرية مستمعيها أنفسهم، فكيف تحوّلت مسابقة من أهم مسابقات الوطن العربي منذ يومين، إلى مسابقة ليست ذات قيمة، في أقل من 48 ساعة؟! وبالبحث عن سر البيان الغريب، اكتشفنا من خلال مصادرنا الخاصة داخل الإذاعة، أن الإدارة قررت الانسحاب بعد الإعلان عن النتائج الأولية للمسابقة، ومعرفة نتائج تصويت المستمعين، التي جاءت أغلبها في غير صالحها، وذهبت لصالح إذاعات أخرى حديثة، حققت منذ ظهورها نجاحا كبيرا، يبدو أنه أصاب الإذاعة القديمة بالغيرة، والخوف من الخسارة أمامها. نجوم FM، بدلا من مواجهة نفسها، قررت الاستسلام، ولم تبحث عن أسباب انصراف المستمعين عنها، رغم أن زيارة سريعة لصفحتها الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، تكشف الأسباب، ومن أهمها: عدم التطوير، والاكتفاء بتقديم البرامج نفسها التي بدأت بها، بنفس الأفكار دون أي تجديد للمحتوى. وكان من أهم أسباب غضب الجمهور منها أيضا: الاستغناء عن نجوم الراديو الذين كانوا سببا في نجاحها وشهرتها، بطريقة غريبة، ويكفي قراءة التعليقات التي كتبها عدد من متابعي الصفحة، فور طلب الإذاعة من الجمهور التصويت لها للفوز في مسابقة "دير جيست"، لنتعرف على المشكلة الكبيرة التي تعاني منها مع الجمهور؛ حيث كتب بعضهم: "مش هنصوّت إلا لما ترجّعوا أحمد يونس"، و"مفيش تصويت بعد ظلم صاحب القهوة". جماهيرية نجوم FM التي بدأت في التناقص، ليست المشكلة الوحيدة التي تواجه أوّل إذاعة خاصة في مصر، فهناك مشاكل مالية كبيرة تطاردها، خصوصا بعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها في شهر رمضان الماضي، إثر إنتاج عدد كبير من البرامج والأعمال التي لم تجذب لا المستمعين ولا المعلنين، في ضربة كانت قاصمة لها، إضافة لمعاناتها بعد قرار بثّ برامجها عبر قناة تليفزيونية عبر النايل سات، لم تحظ بإقبال كبير. تناقص الشعبية والمشاكل المالية وفشل بث برامجها عبر نايل سات، كانت أبرز مشاكل نجوم FM، لكن الغريب أنها أكّدت في بيانها، أنها حصلت على معظم جوائز المسابقة العام الماضي، لكن بقليل من البحث، ستكتشف أنها لم تحصل على أي جائزة. وكان ل"الراديو 9090" نصيب الأسد من الجوائز؛ حيث فاز ب4 منها، بفضل جمهوره الذي صوّت له من كل مكان، في مقدمتها جائزة أفضل إذاعة لعام 2014، وأفضل مذيعة راديو لمريم أمين، وأفضل مذيع راديو لفادي إبراهيم، وجائزة أفضل برنامج إذاعي لبرنامجه "الصبح بالليل". وبمطالعة موقع دير جيست، تم التأكد من أن آخر نتيجة تصويت قبل انسحابها كانت لصالح الراديو 9090 ب9000 صوت في مقابل 4000 لها، كما أن نجوم fm تمتلك ألبومات لنجوم مثل حماقي وشيرين، فهل انسحابها سيشمل أيضًا فئات أفضل مطرب وأفضل مطربة، أم أنها انسحبت فقط أمام الراديو 9090، وهل يحق لأحد بمجرد أن يشعر بخسارته الوشيكة أن يشوه الجائزة والآخرين؟! جدير بالذكر، أن الراديو 9090 انطلق في 19 يونيو 2013، واستطاع الاستحواذ على مساحة كبيرة بين إذاعات الراديو، وأصبح له جمهور كبير، ينتظر برامجه، ويتابع مذيعيه ويتفاعل معهم، خلال عام ونصف تقريبا. يذكر أن «دير جيست» حفل سنوي تقيمه مجلة دير جيست، لتكريم أفضل الأعمال في المجالين الفني والإعلامي، وتحظى باهتمام مصري وعربي كبير؛ لنزاهتها، ومكانتها الرفيعة، وجمعها أهم الفنانين والإعلاميين، وتغطيتها من قبل عدد كبير من القنوات والمحطات الفضائية.