فضية علاء الدين أبو القاسم فى أولمبياد لندن حفظت ماء وجه البعثة المصرية وبرغم اتفاق الجميع على أنها جاءت بالصدفة إلا أن مسئولى البعثة المصرية أو بالأحرى اللجنة الاوليمبية خرجوا ليتحدثوا عن الإنجاز والجهد الذي بذلوه من أجل إخراج بطل أوليمبي وتناسوا أنه لولا الجهد الذي بذله اللاعب ما كان قد تحقق أى شىء . ومما لا شك فيه أن إنجاز تلك الميدالية لا يتماشى مع عراقة هذه اللعبة فى مصر فبنظرة سريعة إلى اتحاد اللعبة وهو اتحاد السلاح نجد أن الاتحاد مسجل به 187 لاعبا على المستوى المحلي و186 بالمستوى الدولي ويرأسه أحمد إسماعيل. وإذا تحدثت عن رياضة السلاح لابد أن تذكر نادي السلاح المصري الذي يقع في ميدان العتبة وهو أقدم نادي رياضي في مصر والمنطقة العربية حيث تأسس عام 1891 وثالث الأندية العالمية فيما يتعلق برياضة الشيش والمبارزة. المفاجأة أن النادي تمارس فيه الرياضة نهارا يتحول إلى "غرزة " ليلا وبعد أن كان النادي يحظى بالرعاية الملكية في حقبة طويلة من تاريخ مصر وصل به الأمر أن أصبح مأوى للبلطجية. وتأسس نادي السلاح الملكى فى بداية الأمر على يد مجموعة من الأمراء والنبلاء والوجهاء الأجانب وعلى رأسهم الجنرال ماكسويل ومدرب السلاح العالمى كونستانتسى وشيكوريل أحد أبرز رجال الأعمال فى مصر فى ذلك الوقت. وفي عام 1931 تمتع نادي السلاح بالرعاية الملكية حيث أطلق عليه الملك فاروق لقب نادى السلاح الملكى المصرى واجتذب النادى إلى عضويته العديد من أفراد الأسرة الملكية وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية استعان النادى بديبارون أحد أبطال فرنسا لتدريب اللاعبين المصريين وبفضله حققوا أفضل النتائج. وجاءت ثورة 23 يوليو 1952 وأغلقت النادى لأنه يعتبر أحد أندية النبلاء والأمراء ثم أعيد افتتاحه واستمر نشاطه حيث توالى الخبراء الأجانب من المدربين الفرنسيين والروس والمجريين والألمان على تدريب الفريق المصرى. ومنذ تأسيس النادى تولى الأمير محمد على توفيق عام 1899 رئاسته ثم الخديو عباس حلمى الثانى 1902 ثم الأمير محمد كمال حسين ويليه الأمير يوسف كمال وفى عام 1929 تولى رئاسته الأمير إسماعيل داود وكان الأمير فاروق رئيسا فخريا له. وقبل الحرب العالمية الثانية وأثنائها ترأسه الجنرال ماكسويل وتولى بعده أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكى وهو أحد أبرز لاعبى الشيش ثم محمد طاهر باشا عام 1949 وعندما أعيد افتتاحه بعد أن أغلقته الثورة ترأسه عبداللطيف بغدادى وتوالى على رئاسته من بعده كثير من الشخصيات إلى أن تولت رئاسته سعاد محمد رشاد وتعد أول امرأة مصرية تتولى رئاسة ناد رياضى فى مصر لخمس دورات متتالية من 1986 حتى 2006 وتولى رئاسته بعد ذلك الكابتن محمد عبدالمجيد طاحون وجميعهم من أبناء النادى وأبطال الرياضة المتميزين. وكان لمصر شرف السبق فى تمثيل الدول العربية على الصعيد العالمى فى هذه الرياضة وحققت مراكز متقدمة إلى أن أصيبت مصر بزلزال عنيف بفقدانها لفريقها القومى فى أغسطس عام 1958 أثناء رحلة الفريق إلى فيلادلفيا بالولايات المتحدةالأمريكية عن طريق لندن. فبعد دقائق من مغادرتهم مطار لندن انفجرت الطائرة التى كانت تقلهم فى الجو وسقطت فى مياه المحيط الاطلسى وفقدت مصر فى الحادث المروع أقوى فريق سلاح وكان من بين أبطاله عثمان عبدالحفيظ وأحمد صبرى وحسن رشاد وغيرهم وكان يرافقهم المدرب المجرى تيللى. مؤسسو النادي كانوا يعتقدون أن وجود مقره في داخل حديقة الأزبكية بالعتبة سيكون إضافة للأعضاء وأسرهم ولم يتوقعوا فى حينه ابدا أن تصبح الحديقة والنادي مرتعا للبلطجية ولا أن يصبح النادي الذي أنجب عشرات الأبطال الدوليين مجرد ذكرى لم يبق فيها سوى الاسم والصيت ومبنى يشهد على تقلبات الزمن. محمد طاحون رئيس مجلس الإدارة السابق يفسر تغير الاحوال بأن النادي تراجع بسبب الأزمة المالية الكبيرة التي يعاني منها النادي مشيرا إلى أن النادي يسير الآن بالدعم المقدم فقط من المجلس القومي للرياضة. طاحون أضاف أن النادي أصبح مرتعا للباعة الجائلين والبلطجية مشيرا إلى أن مقر النادي وخلف المبنى أصبح مكانا لإقامتهم مشددا على أن أحدا من النادي لا يجرؤ على منعهم من ذلك وأن النادي غير قادر على تعيين أي حراسة على المقر بسبب هؤلاء البلطجية والباعة. وأشار إلى أن منعهم من المبيت في النادي سيؤدي لسرقة محتوياته موضحا أن مقر النادي موجود في منطقة مزدحمة ويتواجد الباعة والبلطجية بجواره طوال الوقت وهو ما يعطيهم الفرصة لسرقة النادي والتعرض للأعضاء. وقال طاحون، "عدد العضوية قليل للغاية فالجميع لا يريدون تجديد عضوياتهم أو الاشتراك في النادي بسبب الغياب الأمني والأن أصبح هناك نحو 140عضوية فقط مبررا الغياب الأمني بتبعية نادي السلاح لثلاثة أقسام هي الموسكي وعابدين والأزبكية لافتا إلى أن النادي ضاع بين تلك الأقسام ولم يعد يهتم به أحد نهائيا.