تاريخ الرقص في مصر.. استخدمه المصريون القدماء لتسلية الأموات.. «الغوازي» أشهر معالمه.. «الأفراح الشعبية» حلقة الوصل بين الماضي والحاضر.. و«الأراجيد والهولا» التراث الراقص لأهل النوبة

تتباين الآراء دائمًا في مجتمعاتنا العربية حول مدى ارتباط الرقص بتاريخ البلاد، خاصة مصر، حيث تمتلك مصر باعا طويلا في تاريخ الرقص، منذ قدماء المصريين وحتى عصرنا الحديث.
مصر القديمة
عرفت مصر القديمة الرقص منذ عصور ما قبل التاريخ، وتدل الشواهد الأثرية على ارتباط الرقص بالعقائد الدينية السائدة آنذاك، وتطور الرقص ووصل ذروة تطوره في الدولة الحديثة، خاصة في الأسرتين 18 و19، ووصلت الموسيقى آنذاك إلى مستوى من الرقي والسمو، وهو ما جعل الرقص يرقى إلى ذاك المستوى نظرًا لارتباطهما الوثيق، ومن ثم فقد أصبح له قواعده ومناهجة الحاكمة في أشكاله وأنواعه.
الرقص الجنائزي
وصور المصريون القدماء مناظر الرقص على مقابرهم، واتخذ الرقص في مصر القديمة أشكالًا متنوعة على رأسها الرقص الجنائزي الذي تقوم به الراقصات أمام مائدة القرابين، أو في الطريق إلى المقبرة، لتسلية روح المتوفي، وهناك أيضًا الرقص الإيقاعي أو الجمباز، ومناظر السيرك التي تم تمثيلها بوضوح في مقابر "بني حسن" في عصري الانتقال الأول والدولة الوسطى.
الأفراح الشعبية
والمتأمل لحاضر الثقافة المصرية يلاحظ انحيازًا واضحًا لدى المصريين للتعبير عن أنفسهم من الأداء الحركي المصاحب بالطبع للموسيقى ذات الطابع الإيقاعي النشط، ولايمكن إغفال الفنون الحركية كعنصر من عناصر الثقافة الشعبية المصرية، فالرقص يمثل حالة من حالات التواصل، وهو يظهر في الأفراح الشعبية.
وفي الوقت الحالي تظهر مجموعات الشباب في رقص جماعي وفردي وكذلك العروسان، ويعبر الرقص عن البهجة والسعادة، ويظهر ذلك في بعض السيدات من كبار السن خاصة الجدات، اللاتي يرقصن فرحًا بزواج أحفادهن، وكذلك الرقص البلدي أو رقص الفلاحين، وهو رقص تؤديه النساء في الأفراح.
أما في الصعيد فهناك الفنون الحركية، في مباريات التحطيب والرقص بالعصا كتعبير عن الفتوة والمهارة، وذلك وفق التقاليد المتوارثة.
«رقص الغوازي»
ومن أحد معالم الرقص في مصر «رقص الغوازي» اللاتي كن يمثلن معلمًا للأفراح في القاهرة والدلتا والصعيد، وتشير بعض الدراسات إلى أن الغوازي كن ينتشرن أساسًا من جنوب مصر، وكانت تكثر تجمعاتهن في إسنا والأقصر وقنا وجرجا وإدفو، وكن يرقصن بمصاحبة المزمار والرباب، أما في الشمال فكانت تجمعاتهنفي قرية سنباط، وكن يرقصن بمصاحبة آلات الإيقاع، أما غوازي بلقاس فكن يرقصن بمصاحبة الآلات النحاسية التي تشبه فرقة حسب الله المعروفة بالقاهرة.
أفراح النوبة
وتلقى احتفالات الزواج في النوبة اهتمامًا متزايدًا في الثقافة النوبية، وتمثل فرصة للقاء وتكريسًا للعادات والتقاليد النوبية، والأفراح هناك عامرة بالرقص الذي يتخذ أشكالًا وأنواعًا تتباين بين الرقص الجماعي الذي يشارك فيه كل الحاضرين نساءً ورجالًا، فعند الفادجا نجد ما يعرف بدور الأراجيد، وعند الكنوز نجد رقصة الهولا التي تتميز باستخدام الكف، كما يتميز العبابدة بما يعرف بالتربلة.
السامر
أما المجتمعات البدوية المصرية فتتميز باحتفالات السامر، التي تقام للترحيب بالضيوف واحتفالات الأعراس، ويشكل الرقص عنصرًا أساسيًا من مكوناتها، وهو ما يتجلى في "سامر الدحية" والسحجة والواحات البحرية، وتتميز منطقة قناة السويس بالرقص كعنصر مهم في سامر الضمة واحتفالات السمسمية، سواء في السويس أو الإسماعيلية أو بورسعيد.