تعددت الفنون واحتفظ كل منها بطابع خاص, واستمر الفن النوبي في الحفاظ على هويته الخاصة بالرغم من عمليات التهجير والتغير الجغرافية التى حدثت لأهل النوبة، وظهر على الساحة الفنية المصرية كبار استطاعوا أن يحافظوا على الفن النوبي أمثال "أحمد منيب و محمد منير" وغيرهم كثيرون ممن نشروا الثقافة النوبية من خلال اغنياتهم التى لاقت نجاحا جماهيريا منقطع النظير. ونظرا لما تتمتع به النوبة من تاريخ حضاري طويل، فإن تراثها الشعبي يتسم بالعراقة والثراء، والتنوع، كما أن له خصوصيته التي تميزه عن غيره في بقية أرجاء الوادي. ومن الطبيعي أن تتباين أشكال التراث الشعبي النوبي وتعبيراته، فمنها المباني، والأثاث، والفنون، والحلي، والعادات والأعراف الاجتماعية وغير ذلك. لعل من أهم ما يميز الرقص الشعبي النوبي أنه رقص جماعي يشترك فيه الرجال والنساء من كل الأعمار، وارتبط عدد من هذه الرقصات بمواسم الزراعة والحصاد ، ومن أشهر الرقصات النوبية (الأراجيد ). فأبناء النوبة لا يحتاجون الي وليمة او مناسبة فرح ليغنوا و يرقصوا تعبيراً عن فرحهم او تنفيساً لأحزانهم . فالحياة اليومية عندهم تتجدد بافساح مجال وقت للغناء وعندما يتغنون فهم يرقصون بأرواحهم كأضعف الايمان فغناء النوبه هو الاحماء والتسخين في رياضة كرة القدم . وحين يغني النوباوي فهو عندئذ في ساعة تمارين الاحماء والتسخين استعداداً للرقص يبقي فقط ان تتوفر له عناصر الرقص الفعلي . وسنقف قليلا عند أحد الفنانين النوبيين والذي يعتبر رائد الفن النوبي ولكن لم يأخذ حقه من الشهره أو التكريم وهو الفنان النوبي علي كوبان عميد الموسيقى النوبية الذى اثرى حركة الفن النوبية. فقد عرف على مستوى العالم الغربى وكان يحصد الجوائز بعبقريتة المعهودة فقد قام بتسجيل العديد من الحوارت عن النوبة للاعلام الغربى وخاصة القنوات العاشقة للتراث الانسانى وقد غنى فى دار الاوبرا الفرنسية بمصاحبة الاوركسترا الفرنسى ولم يسبق لاى فنان عربى التعامل معة بهذا الشكل قبل(كوبانا) بل حضر وفد من التليفزيون الفرنسى لعمل فيلم تسجيلى لعلى كوبان مدتة 40 دقيقة بمسقط راسة وقام التليفزيون البريطانى بعمل مناظرة بينة وبين جيمس بروان وقال المذيع فى نهاية المناظرة ""ان على كوبان لا يقل اهميه عن جيمس بروان"". وقد حضر المناظرة اكثر من ثلاثة الاف متخصص من المهتمين بالموسيقى والتراث الانسانى وفى عام 1989 عرض علية الاتحاد الدولى للمهرجانات المشاركة مهرجان برلين الدولى. وحصل على المركز الاول بين 9 دول تم التصفية بينهم وفى نفس العام حصل على عضوية اتحاد الموسيقين الدوليين ببرلين وفى العام التالى شارك فى مهرجان السياسة فى المانياالشرقية عام 1990وذلك ضمن 80 دولة .هذا هو العملاق الذى تجاهلته اجهزة الاعلام المصرية والاوساط النوبية. إن التراث النوبي الفني موجود في كيان كل المصريين، ويتم استدعاؤه بقوة في أوقات كثيرة، منها في فترات الثورة المصرية، في ميدان التحرير قبل تنحي الرئيس السابق مبارك كان الشباب المصريون يغنون أغنيات نوبية لمحمد منير وأغنيات أخرى له مثل (حدوتة مصرية)، لأن الثورة لم يكن لديها ما تستقوي به سوى هذا التراث وغيره من التراث الموسيقي". ويعد الفنان محمد منير من أشهر فناني النوبة الذي نجح في عولمة هذا الفن وتطويره، ونشره من خلال أغنيات شهيرة مستوحاة من البيئة النوبية الصميمة، وقد سبقه من قبل الفنان النوبي أحمد منيب الذي يعد الأب الروحي للفنان محمد منير. ويعد الفن النوبي، والموسيقى النوبية بالتحديد، من الفنون التي استطاعت أن تخلق لنفسها دربا خاصا ومميزا في الثقافة الفنية المصرية دون أن تذوب فيها. حتى يكاد الفن النوبي يكون فنا مصريا مستقلا، فهو مصري بالاسم، لكنه أفريقي الطابع وهو ما يعطي للثقافة المصرية طابعا آخر، إضافة إلى باقي الفنون المتوارثة عبر الأجيال.