آراء عديدة منها «المرأة الأجنبية قصيرة اللسان، والروسية تعيش تحت أي ظروف، والألمانية تبحث عن التألق» حازت على قدر من الاهتمام الإعلامي، وسُلط الضوء على أبرز جوانبها المجتمعية، في محاولة للوقوف على الأسباب والمبررات؛ التي أوجدتها على ساحة مجتمعاتنا العربية، وخلقت منها حلقة مثيرة من حلقات مسلسل علاقة العرب بالغرب. وقد تباينت حولها الآراء، فهناك من وجدها ضرورة اجتماعية ولا مانع من وجودها مادامت في إطار الشرع والقانون، وهناك من اعتبرها شبحًا، لابد من التصدى له، بل محاربته بكل الوسائل الممكنة؛ نظرًا لكونه من أدوات الغزو الثقافى؛ والذي يرجو تدمير الهوية العربية. تناولت هذه الظاهرة عددًا من الأمور الملموسة عربيًا؛ والتي أدت بدورها إلى تكوين ملامح هذه الظاهرة، التي برزت على السطح أمام أعين الجميع سوار أفراد وجماهير عادية، أو باحثين، ومفكريين؛ تأملوا في خلفيتها، وأرادوا الغوص في بحورها؛ لإدراك كل تفاصيلها، ومحاولة إيجاد حلول، ومقترحات؛ لتفادى آثارها السلبية واستثمار جوانبها الإيجابية ورؤيتها بشكل ناضج ذي بعد نافع وحيوى. فإذا أتت إلينا الرغبة في التفتيش في كواليس زواج العرب من أجنبيات، ستضح لنا المزيد من الدوافع الاجتماعية والقانونية والسياسية والنفسية؛ التي تكمن وراء هذا النوع المثير للجدل من الزيجات. وبمحاولة استعراض كل وجهات النظر الجماهيرية والمتخصصة حول تلك الظاهرة الحيوية، لتعرف على أسرار هذه الزيجات حديثة الجذور. "أزمات اقتصادية" يقول محمد أشرف: "أنا أؤيد بشدة الزواج من أجنبيات، وذلك هروبًا من عدة مشاكل، وأزمات اقتصادية، تسيطر على مجتمعنا، فالمرأة الأجنبية تتكفل بكل النفقات ولن تطلب شيئًا أكبر من طاقتى المادية كما يحدث في مجتمعنا المصرى". ويتفق معه في الرأى زيد البصرى-عراقى، قائلا: "ارتفاع المهور، في أوطاننا العربية، وارتباط الزواج بعدد من التقاليد المادية؛ التي عفى عليها الزمن، كلها مبررات كفيلة بمسارعة عدد من الشباب العربى، إلى الزواج والارتباط الدائم، بأجنبيات من بلدان غربية متعددة". ويقول محمود صابر "أوطاننا العربية،تعانى من ارتفاع معدلات البطالة،والعنوسة، ووصولها لأعلى المعدلات مقارنة، بمعدلاتها في العالم الغربى، ومن يعانون من العنوسة"من الجنسيين"، ووجود طابور كبير من العاطلين، جميعها مبررات كفيلة باتجاه الشباب العربى إلى الزواج من أجنبيات". "عادات وتقاليد" بلهجة حادة، يقول بدر أبو المجد "العادات والتقاليد ليست قانونًا إلهيًا، أنزله الله علينا؛ لنكون له طائعين، ومنفذين لهذه الأحكام المجتمعية، الظالمة في أحيان كثيرة، وإنما هذه الأحكام هي معتقدات بشرية، نحن من صنعناها، ويمكننا التغاضى عنها، بل التغلب عليها، إذا كانت تمنع ما أحله الله عز وجل". ويذكر محمود عبد الجليل: "أنا أرى أن الزواج هو علاقة عزيزة ومقدسة بين شخصين، وليست بين دولتين"، ويستطرد قائلًا: "فلابد من تغيير التقاليد العربية الصارمة؛ التي تحول دون ذلك، مادام في إطار ما هو مقبول، ومشرع". "المرأة الأجنبية.. قصيرة اللسان"!! أوضح نادر الشريف أن المرأة الأجنبية تهتم بمظهرها الخارجى، وخاصة بعد الزواج، وإنجاب الأولاد؛ فهى تحرص دومًا عقب الولادة، على ممارسة التمارين الرياضية؛ للحفاظ على رشاقتها، ولا تهمل مطلقًا في جمالها، وهذا عكس ما نجده مع المرأة العربية في أغلب الأحوال. الروسية.. تعيش تحت أي ظروف بينما يرى محمد محمود-متزوج بروسية، أنه عندما تزوج من امرأة، روسية الجنسية، وجد أن أهم ما يميز الروسيات، عن غيرهن، من الجنسيات الأخرى، هو أن المرأة الروسية بسيطة، ولا تحب التكلف من أي نوع، كما أنها تعيش تحت أي ظروف، وترغب بشكل جاد، في تكوين أسرة. ويلتقط طرف الحديث مروان أبو العز-متزوج بروسية، قائلًا: المرأة الروسية، ليس لديها مشكلة في العقيدة، وأكثر شىء يهمها في حياتها الزوجية، هو تربية أطفالها، وضمان الاستقرار، ويكمل حديثه قائلًا، فالروسيات يختلفن عن باقي الجنسيات الأجنبية كثيرًا. الألمانية.. تبحث دومًا عن التألق! يتحدث هانى باقى-متزوج بألمانية قائلًا: "تزوجت من ألمانية منذ 30 عامًا، ولدى منها أولاد، وأولادى تزوجوا على الطريقة الأوروبية، ولم أعرف عنهم شيئًا، منذ فترة طويلة من الزمن، وأنا على يقين أنهم لا يمكنهم التعرف على ملامح وجهي، ويقول هاني كل ما يشغل المرأة الألمانية بصفة عامة، هو التألق المستمر، والبحث عما هو جديد، ومستحدث، دون النظر إلى أسرتها، وأولادها". "الجنسية والاستقرار" بصوت يملأه الحزن، يقول مراد عبد الكريم "من أهم الأسباب، التي تدفع الشباب العربى، للزواج من غير العرب، هو الرغبة في الحصول، على الجنسية؛ من أجل البقاء خارج بلاده، وتحقيق أمنية الاستقرار هناك". ويذكر منير محمود: "معظم حكوماتنا العربية، تتعامل مع أصحاب البلد الأصليين، بأسلوب متدنى، ومتعالٍ، ولكنها تتعامل مع حملة الجنسيات الغربيه، باحترام، وآدميه كاملة؛ لذلك يسعى شبابنا العربى إلى الزواج، من أجنبيات؛ ليعاملوا وقتها كمواطنين درجة أولى، وليس درجة ثانية". "زواج على ورق"!! يوضح حسن عبد الشافي ويعمل بمجال السياحة بقوله: "أصحاب الحناطير، والمراكب، في المدن السياحية المختلفة، يتزوجون من أجنبيات، ولكن على الورق ولمدة يوم واحد، وبانتهاء اليوم؛ ينتهي الزواج، وهكذا". "أسرة مفككة" في حين يؤكد عماد شيحة، أنه تزوج من امرأة بولندية؛ لتحسين مستواه المادى، والحصول على جنسية أجنبية، ولكنه بعد ذلك التنازل دفع الثمن غاليا، فسافرت زوجته لوطنها، وحرمته نهائيًا، من رؤية الطفل، فعاش وحيدًا، يتجرع كأس ما قام به. وأما عبد الناصر سليم، يروى قصته، قائلا: "تزوجت من امرأة إنجليزية؛ طمعًا في الجنسية، والنهوض، بأحوالى، ولكنى ندمت أشد الندم، على ما فعلت، وأنا الآن على أتم الاستعداد، أن أكون أسرة، وأتزوج من امرأة عربية؛ لكى أبدأ حياة كريمة من جديد". وعلى الجانب الآخر، يؤكد محمود خيرى، باحث بمجال علم الاجتماع، أن الزواج من أجنبية يفتقد بدوره إلى التماسك الاجتماعي، ويحمل في طياته العديد، والعديد من الآثار السلبية، سواء الدينية، أو الاجتماعية؛ ويؤدى لخروج نشىء ضعيف من حيث الانتماء للوطن. ويؤيده في قوله مرزوق ناجى، باحث نفسى قائلًا: الدوافع النفسية، الكامنة، وراء هذه الظاهرة، كضعف الوازع الديني لدى الشباب وانسياقهم، غالبًا وراء الاغراءات المادية، والجنسية، جميعها تجعلنا نرى مثل هذه الظاهرة بشكل ذائع الصيت في مجتمعاتنا العربية.