متابعة مقال الدكتور والناشط السياسى "حسن نافعة" المنشور فى الزميلة "المصرى اليوم" صباح الأربعاء الماضى تحت عنوان "هل استُخدمت جماعة الإخوان أداةً لإجهاض الثورة المصرية؟" وضعتنا فى حيرة لا خلاص منها، فالرجل المعروف عنه عداؤه – المفهوم- لجماعة الإخوان المسلمين، خرج علينا ليضعنا فى "حيص بيص"، ولم نفهم ماذا يريد، فالبداية كانت بتشكيكه فى "نظرية المؤامرة"، وله كل الحق – وفقًا لما قدمه من مبررات- لعدم أخذه كباحث سياسى بالاستنتاجات التى تقدمها تلك النظرية، لكننا، ورغم تحذيره من تلك النظرية، وجدناه فى الفقرة الثانية من المقال ذاته، يقدم لنا ولنفسه أيضًا المبرر تلو المبرر ليأخذ بتلك النصيحة فيما يتعلق بالوضع الإخوانى. المثير فى أمر "نافعة" أنه بعد أن أعطى لنفسه الحق كاملاً مكتملاً فى الأخذ بنتائج "المؤامرة" تبنى سياسة "اللف والدوران" فى التأكيد على أن "الجماعة إياها" اتفقت مع أمريكا للجلوس على عرش مصر، حيث قال – مستخدمًا كل مصطلحات المواربة: من المعروف أن الولاياتالمتحدة ظلت متمسكة بمبارك رئيسًا لمصر حتى اللحظة الأخيرة، ولم تقرر التخلى عنه نهائيًا إلا بعد أن أدركت أنه سقط شعبيًا، وأنه لن يكون بمقدور أى قوة على وجه الأرض أن تُبقِى عليه فى السلطة، ولأن إسرائيل كانت ترى فى مبارك كنزًا استراتيجيًا يصعب تعويضه فمن المؤكد أنها لعبت دورًا مهمًا فى حث الولاياتالمتحدة على التمسك به حتى اللحظة الأخيرة. وأكمل قائلاً: لو كانت يد الولاياتالمتحدة حرة طليقة فى تحديد مستقبل النظام السياسى فى مرحلة ما بعد الثورة المصرية، لاختارت بديلاً مدعوماً من المؤسسة العسكرية ومستعداً لممارسة سياسة خارجية لا تختلف كثيراً عن تلك التى التزم بها مبارك، وهو ما حاولته بالفعل، غير أنها سرعان ما اكتشفت أن الطريق ليس معبَّداً. ورغم أن المساحة المتاحة لمقاله اليومى قاربت على الانتهاء إلا أنه – نافعة بالطبع- أبى أن يقدم لقرائه ما يفسر عنوان "استخدام الإخوان لإجهاض الثورة "، حيث اكتفى بتقديم التبريرات والنتائج والافتراضات أيضًا، حيث أنهى المقال بقوله: وسواء كان الانفراد بالسلطة قراراً اتخذته الجماعة بمفردها، أو أُوحى إليها به، لاستدراجها نحو مصيدة، فلا جدال فى أنه كان قراراً خاطئاً، وبات عليها الآن أن تشرع فوراً فى تصحيحه قبل فوات الأوان إذا ما أرادت محاصرة آثاره الكارثية قبل أن تخرج عن نطاق السيطرة. ولأننا والدكتور "حسن نافعة" تربطنا علاقة جيدة – معظم الأوقات- فلا يسعنا سوى تذكيره – فمن الممكن أن تنفعه الذكرى- بالمقولة الشهيرة لوزير الداخلية الأسبق، وأحد ساكنى " بورتو طرة حاليًا" حبيب العادلى عندما سئل عن مراقبة المصريين: "اللى يخاف ما يتكلمش".