دأثار الإعلان الدستوري الجديد الذي أصدره الرئيس مرسي موجة عارمة من الغضب الشعبي، وأجمعت على رفضه كل القوى المدنية والليبرالية، التي وقفت في مواجهة الرئيس ومؤيديه من أحزاب الإسلام السياسي.. وكان من بين قادة الاعتراضات الدكتور أحمد البرعي - نائب رئيس حزب الدستور - الذي تحدث ل «فيتو» عن الأوضاع الحالية في مصر. في البداية، أكد البرعي أن ما فعله الرئيس محمد مرسي مؤخرا يعد خروجًا عن الصواب، مشيرًا إلى أن القوى السياسية لن ترضى إلا بأن يعود إلى صوابه في القرارات الخاطئة التي أصدرها الخميس الماضي .. وأضاف: «لن يقبل أحد أن يكون على رأس حكم مصر ديكتاتور جديد يستبد في حكمها، ويعيد السياسات القمعية من جديد، في ظل تحصين ضد الرقابة القضائية»، مشيرا إلى أن القوى السياسية مستمرة ضد الظلم والاستبداد، وأنه لن يهدأ الجميع حتى إسقاط الإعلان الدستوري، موضحًا أن القوى السياسية لن تمل من الضغط على الرئيس وجماعة الإخوان للخروج من هذه الأزمة . وشدد البرعي على أن قرارات مرسي بإقالة النائب العام تدعو للعصيان المدني والانقلاب على الحكم، موضحًا أنه خرج مع العديد من القوى السياسية والقضائية للاعتراض على ذلك خوفًا على سمعة وهيبة القضاء ، وقال إن سياسات مرسي الآن تعمل على زيادة الانقسامات داخل الشارع المصري، وتمثل انتقاصًا من كرامة القضاء المصري، لافتًا إلى أن الأوضاع التي تشهدها مصر الآن من تصاعد في الأحداث السياسية نتيجة وجود عدة فصائل يسعى كل منها للسيطرة على الساحة منفردًا .. وتابع: «مصر تمر بمرحلة صعبة جدًا، ولا أحد يستطيع أن يجزم متى ستنتهي، وبالتالى نحن في مرحلة ترتيب البيت، وهذا لا يتم من طرف واحد بل يجب أن يتم من جميع الأطراف، خاصة في الملفات الشائكة كالدستور والجمعية التأسيسية». وأوضح أن حزبه يعترض على الجمعية التأسيسية، ويطالب بحلها، مؤكدًا أنها باطلة بحكم أنها لم تتوافر فيها الخبرات اللازمة للخروج بدستور يحمي حقوق المصريين، وأن تحصين الرئيس لها جاء خوفًا من تكرار ما حدث مع التشكيل الأول الذي كان باطلًا برأي النخب وأمر القضاء. وحذر البرعي من استمرار أعمال التأسيسية وإصدار دستور دون توافق القوى السياسية، مؤكدًا أن استمرار التأسيسية يحمل البلد الكثير من الأعباء التي تنذر بكارثة لا يحمد عقباها. وعن عودة المنسحبين للتأسيسية من جديد، قال البرعي: «لو عادوا سيكون بشروط، وهو ما يعني أنهم يقفون معنا في نفس الموقف؛ لأنهم طالبوا بتعديل تشكيل اللجنة التأسيسية، وهذا يدل على شعورهم بخلل في تركيبة اللجنة،وهو السبب الرئيسي في هجومنا على اللجنة». وأكد البرعي أن حكومة هشام قنديل غير قادرة على قيادة مصر في هذه الفترة الصعبة، وأنها تفتقد للبعدين الاجتماعي والسياسي، وهو ما يجعلها عاجزة عن علاج المشاكل التي تعصف بمصر الآن . وبشأن حالة الاستقطاب التي تسيطر على المجتمع حاليًا، أوضح البرعي أن الحياة السياسية بدأت تتشكل، وأن الاستقطاب أمر طبيعي جدًا في أعقاب ثورة قامت بعد فراغ سياسي طويل في ظل حكم رجل وحزب واحد. وأشار إلى أن حزب الدستور سيستعد للانتخابات بصورة نهائية فور الانتهاء من الدستور الجديد، لافتًا إلى أن الدستور سيجتمع مع الأحزاب الأخرى لوضع التصور النهائي للتحالفات أو اتخاذ قرار بخوض الانتخابات بصورة فردية. وتحدث البرعي عن الهجوم الذي يتعرض له الدكتور محمد البرادعي بأنه أمر طبيعي من خصومه، مشيرًا إلى أن الحزب سيثبت مدى شعبية الرجل في أقرب فرصة .