سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محطات في حياة «بنت مداح النبي».. الدكتورة عبلة الكحلاوي تمنت دخول «سياسة واقتصاد».. أصر والدها على إلحاقها بجامعة الأزهر فأطاعته.. وقالت عن الزعيم عبد الناصر بعد مقابلته: «حباه الله بكاريزما مميزة»
بابتسامتها وصوتها الرقيق الدافئ، أصابت قلوب المصريين من أقصر الطرق، منذ الظهور الأول لها، شعر المشاهد أنه يستمع إلى والدته التي تتحدث معه في أمور الدين، وتنصحه بأسلوبها الجذاب الذي لا يضاهى، استطاعت أن تجذب الشباب والفتيات إليها، وعرف الكثيرون طريقة الهداية على يديها. اتباع نهج والدها أصبحت الداعية الإسلامية الدكتورة عبلة الكحلاوي واحدة من أهم النساء في هذا المجال، بعلمها وأسلوبها البسيط، وآرائها المعتدلة، ولا يمكن الحديث عن النساء اللاتي تركن تأثيرًا قويًّا في مجال الدعوة للدين، دون أن يذكر اسمها ويوضع تحته أكثر من خط، فهي بنت «مداح النبي» محمد الكحلاوي التي سارت على نهج والدها في خدمة الدين، ولدورها الجليل، نتعرف عليها وعلى ما قدمته في هذا السبيل. مولدها ولدت في 15 ديسمبر 1948، والدها الفنان محمد الكحلاوي الذي لقب ب"مداح النبي"، وبدأ حياته الفنية مطربًا وممثلًا؛ حتى أصيب باعتلال في أحباله الصوتية وفقد القدرة على الغناء لفترة، ثم رأى شخصًا في منامه يوقظه ويقول له: "سيعود صوتك لكن لا تغني إلا للرسول صلَّى الله عليه وسلَّم"، فاستيقظ ليجد صوته قد عاد وينذره لمدح الرسول فقط ويعيش ما تبقى من حياته مداحًا للرسول. تعليمها التحقت بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر تنفيذا لرغبة والدها، وتخصصت في الشريعة الإسلامية، حيث حصلت على الماجستير عام 1974 في الفقه المقارن، ثم على الدكتوراه عام 1978 في التخصص ذاته. انتقلت إلى أكثر من موقع في مجال التدريس الجامعي، منها كلية التربية للبنات في الرياض وكلية البنات في جامعة الأزهر. وتولت رئاسة قسم الشريعة في كلية التربية في مكةالمكرمة في عام 1979، واتجهت إلى الكعبة المشرفة لتلقي دروسا يومية بعد صلاة المغرب للسيدات، وقد استمرت هذه الدروس منذ عام 1987 إلى 1989 كانت تستقبل خلالها مسلمات من سائر أنحاء العالم. بعد عودتها إلى القاهرة بدأت في إلقاء دروس يومية للسيدات في مسجد والدها الكحلاوى في البساتين وركزت في محاضراتها على إبراز الجوانب الحضارية للإسلام بجانب شرح النصوص الدينية والإجابة عن التساؤلات الفقهية. وطلبت منها السيدة ياسمين الخيام أن تلقى دروسا دينية للفنانات التائبات في مسجد والدها الشيخ محمود خليل الحصري بمحافظة 6 أكتوبر فرحبت بذلك، وكانت من بين هؤلاء الفنانات نورا وعفاف شعيب وشمس البارودي وشهيرة. تأسيس جمعية خيرية وأسست جمعية خيرية في المقطم لرعاية الأطفال الأيتام ومرضى السرطان وكبار السن من مرضى الزهايمر تحت اسم جمعية الباقيات الصالحات. قالت عن والدها في أحد الحوارات الصحفية، "أبي كان شديدًا جدًّا ويخاف علينا بصورة كبيرة، وكنا نراه يبكي ويقول لنا في عطف لا تغضبوا مني إن قسوت عليكم، أنا خايف عليكم من الدنيا ومش عاوزها تاخدكم وتغركم، ومن شدة حب أبي للرسول الكريم رفض أن يغني لعبد الناصر في إحدى الحفلات" وقال: "مداح الرسول لا يمدح أي شخص آخر أيا كان". لقاؤها بعبد الناصر قالت عن الرئيس عبد الناصر "أذكر أن ابنتي الرئيس عبد الناصر منى وهدى كانتا معي في المدرسة الثانوية، وأنني قد ذهبت إلى منزل الرئيس والتقيته لأول مرة في حياتي في عيد ميلاد ابنته منى ورأيت كيف كان شخصية حباها الله بكاريزما مميزة". وذكرت في أحد الحوارات أنها لم تكن ترغب بالالتحاق بكلية الدراسات الإسلامية، وقالت: "كنت أحلم بأن أكون سفيرة، وأن ألتحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وحصلت على مجموع يزيد على 80 % وقدمت أوراقي وتم قبولها بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، لكن وقتها كان فرع البنات بجامعة الأزهر قد افتتح، وأصر والدي على أن ألتحق بجامعة الأزهر".