«ليس هناك مانع ان يكون المسيحى عضوا فى مجمع البحوث الاسلامية «جملة قالها الدكتور عبد المنعم البرى عميد مركز الدراسات الاسلامية بجامعة الازهر والرئيس السابق لجبهة علماء الازهر تعكس مدى التسامح الدينى والفطرى بين المسلمين والمسيحيين فى مصر» البرى أوضح ل «فيتو» أن هناك مبادئ ثابتة وراسخة فى القرآن والسنة تمثل منهجا للتعامل مع المسيحيين وخريطة طريق لتعايش المسلمين معهم على الحب والتسامح ليوم الدين واهمها سماحة الدين الاسلامى وقاعدة سد الذرائع منعا للفتن لأن فيها هلاكا للطرفين معا واصفا المزايدين بأنهم يشوهون صورة الإسلام بالخروج عن اطار التسامح مع الآخرين وخاصة المسيحيين لأن القرآن وصف الرهبان والقسيسين والذين قالوا إنا نصارى بأنهم اقرب مودة الى المسلمين . «الاسلام دين سماحة ولم يجبر أحدا على دخوله بالسيف والمسيحية ساهمت فى الحضارة الاسلامية وكانت دائما جزءًا من نسيجها الثقافى، ولكن من لايقرأ التاريخ الاسلامى يجهل ذلك» هكذا قال الدكتور البرى ، مؤكدا ان الخلفاء المسلمين استعانوا بالمسيحيين فى مختلف الوظائف كالطب او الترجمة وغيرهما وهو ما يؤكد ان الاسلام مد يده للتعاون مع المسيحيين ومشاركتهم العمل العام، محذرا بشدة من اصحاب الاهواء المضللة والشرهة الى الفتنة والساعية للإلقاء بالمصريين فى هاوية الانهيار عن طريق إشعال فتنة دينية الدين منها براء . البرى اكد على حق المسيحيين فى تولى كل الوظائف المرموقة طالما توفرت شروطه واهمها الكفاءة، مؤكدا على احقية المسيحى فى عضوية مجمع البحوث الاسلامية بشرط حفظه للقرآن الكريم الى جانب شرط الكفاءة . الدكتور البرى كشف عن ملامح تسامحية كثيرة فى علاقته بالمسيحيين منها انه متواصل معهم اجتماعيا عن طريق الزيارات المتبادلة فى المسرات والمضرات وحكى ل«فيتو» ان جاراً له مسيحى ويعمل ميكانيكى تعرض لحادثة فى يوم ما وقام بزيارته فى منزله اكثر من مرة وكانت البسمة ترتسم على وجه الجار لزيارة رمز دينى له يراه يحمل أخلاقيات التسامح والمحبة للمسيحيين ويحض على مشاركتهم فى افراحهم ونكباتهم . للمسيح فى قلب د. البرى مكانة كبيرة ومحبة لا حدود لها ، حيث وصف صورته بأنها كانت ناصعة البياض صافية المنبع، ولم يمر احد فى العالمين بالظروف التى مر بها والمعجزات التى فعلها بأمر الله سبحانه وتعالى مؤكدا ان والديه اسما اخته مريم وهو ما يظهر مدى حب المسلمين جميعا للسيدة مريم العذراء من اسبار واغوار ذاكرته حكى الدكتور البرى انه حضر ذات مرة حفل افطار رمضانى اقامه المركز الارثوذوكسى بالولايات المتحدةالامريكية، واشرف عليه الانبا ديفيد، وحضره عدد من الاقباط المصريين ، وكان مشهدا رائعا لا نظير له فى روعته، ودار بيننا حديث تحدث فيه كل طرف بصراحة ،وتطرق لكل شىء بما فيه دواعى الخوف من الفتنة وقلت لهم : باسم القرآن والإسلام والنبى محمد صلى الله عليه وسلم افخر واعتز بأنى موسوى لأننى مؤمن برسالة موسى والكتاب الذى نزل عليه، وافخر واعتز باننى مسيحى لأننى مؤمن بالمسيحية وبالسيدة مريم العذراء، واصفا اللقاء بانه كان ايجابيا للغاية ورسالة مهمة لاعداء مصر فى الخارج وخلاياهم النائمة فى الداخل مفادها ان المسلمين والمسيحيين فى مصر ايد واحدة ونسيج واحد ووطن واحد، وتجمعهم قيم المحبة والتسامح على قلب رجل واحد ضد ابواق الفتنة.