«الوطن جمعنا قبل الدين ، وكلنا مسلمون ومسيحيون شركاء فى الدفاع عنه، والحروب ضد الغزاة ارتوت ارضه بدمائنا الطاهرة، والقرآن الكريم أنصف مريم، والإنجيل بشرنا بالإسلام» هكذا بدأ الدكتور مسلم شلتوت - استاذ بحوث الشمس والفضاء بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية نائب رئيس الاتحاد العربى للعلوم والفلك- حديثه ل «فيتو» حول عراقة مصر فى المحبة والتسامح والعيش المشترك منذ فجر التاريخ وحتى الآن. الدكتور شلتوت قال: إن ملامحنا لا تفرق بين مسلم ومسيحى، وكلنا ملامحنا مصرية، مستدللا على ذلك بجزم محصل تذاكر استرالى فى ترام مترو بمدينة فيكتوريا الاسترالية بأنه مصرى لكونه شبيها بالمسيحيين المصريين المتواجدين فى استراليا ، وبقول بابا الروم الارثوذوكس له بمقر الكاتدرائية بالاسكندرية انه قريب فى الشبه من البابا شنودة الثالث، عندما ذهب لمقابلته بصحبة زميلة يونانية فى عام 2010 ، كانت قد حضرت الى مصر للمشاركة فى المؤتمر الدولى الاول للقبطيات الذى اقيم بمكتبة الاسكندرية عام 2010 العالمة الفلكية اليونانية طلبت من الدكتور شلتوت الذهاب لتلك المقابلة، بعد ان لمست عن قرب تسامحه الدينى وقناعته التامة بأن المصريين مسلمين ومسيحيين نسيج واحد وصفات وراثية واحدة وهى المقابلة التى نظر خلالها البابا الى العالمة اليونانية وقال لها مبتسما : البروفسير شلتوت شكله شكل البابا شنودة ورد عليه شلتوت قائلا : «انا مسلم ولست مسيحيا» فرد عليه البابا : «كلكم مصريون مسلمون ومسيحيون وملامحكم متشابهة» « الاختلاط بين المسلمين والقبط بعد الفتح الاسلامى، وانصهار الطرفين فى الدفاع المشترك عن الوطن الواحد، خلال الهجمات الاستعمارية التى تعرضت لها مصر قديمها وحديثها، وخاصة حروب 56 و 67 و 73 ، هى التى وحدت ال «دى ان ايه «لكل المصريين» على حد قول شلتوت وطبعته بخصائص واحدة ومتماثلة مستشهدا على ذلك بأنه مسلم مصرى بكل الخصائص القومية لمصر، والطابع القومى برغم امتداد سلالته لآل البيت قاصدا بذلك قدرة مصر على تمصير من دخلها وعاش فيها ليكون مصريا بصرف النظر عن ديانته وعرقه. مصر فى نظر الدكتور شلتوت لا فرق فيها أبدا بين مسلم ومسيحى، وله على ذلك شواهد حياتية منها مشاركته فى حرب الاستنزاف التى سبقت حرب اكتوبر، واقتسامه رغيف الخبز الناشف مع رقيب وقائد سرية مسيحيين فى جو من الود والتسامح والتآخى لنصرة الوطن قائلا: انه لم ولن ينسى بسالة اخوانه المسيحيين فى الدفاع عن كرامة مصر الحبيبة وترابها وأضاف: روح الوطنية التى لا تفرق بيننا على جبهات القتال والنابعة من العشق للوطن لابد وان تستمر فى مرحلة الاستقرار والبناء وبنفس الروح تحت شعار الدين لله والوطن للجميع. الفتنة الطائفية يراها الدكتور شلتوت ورما سرطانيا زرعه الحكام الطغاة لتحقيق اهداف سياسية خاصة بهم، محذرا المصريين جميعا من النفخ فى بوق الفتنة الطائفية قائلا: الوطن سبق الدين ولا يحق لاحد ان يقصى احدا اغلبية كانت او اقلية مؤكدا ان القواسم المشتركة للمصريين قادرة على سحق الذين يخلقون اسبابا لتهييج مشاعر المصريين تحت منصة الدين. كثيرمن القواسم المشتركة تجمعنا منها اعتراف الاسلام بالمسيح اعترافا كاملا والقران الكريم كاكبر مقدس كرم وقدس السيدة مريم والدة المسيح هكذا استدل الدكتور شلتوت على ان الاسلام يدعونا الى التسامح مثلما يدعونا الانجيل الى المحبة مؤكدا ان المسلمين والمسيحيين موحدون بالله فإله المسلمين واحد واله المسيحيين واحد بقولهم بسم الاب الابن الروح القدس اله واحد موضحا ان المسيحيين يقسمونه الى ثلاثة اقانيم ولكنهم فى النهاية اله واحد. شهادة المستشرقين الغربيين تكفى على سماحة الاسلام هكذا قال الدكتور شلتوت مستشهدا بقولهم إن العرب من اعظم الفاتحين لأنهم عندما فتحوا! مصرعاملوا اهلها القبط بعد هزيمة الجيش البيزنطى احسن معاملة من الهازم للمهزوم وهى معاملة حسنة لم يسبقها ولم يشهد التاريخ مثلها. الدكتور مسلم شلتوت ساق ادلة كثيرة على سماحة الاسلام منها وقوف الخليفة عمر بن الخطاب مع سيدة مسيحية مصرية وابنها كانا قد اعترضا على قرار عمرو بن العاص والى مصر وفاتحها بهدم منزل لهما وانتهت القصة بعدم هدم المنزل والقصاص من الوالى بتطييب خاطر الشاب القبطى المصرى. الدكتور شلتوت انهى حديثه قائلا: مدرس مسيحى من عائلة « فرح » هو الذى سعى واستخرج لى شهادة الميلاد وادخلنى مدرسة الزقازيق وذلك بقرية السناجرة مركز ابو حماد شرقية عام 1954 وكان عمرى وقتها ثمانى سنوات مستطردا : المدرس المسيحى رزقه الله بسبع بنات واعتبرنى ابنه وبعد وفاته ووفاة زوجته ظلت علاقة بناته بشقيقاتى فى الزقازيق على خيرا ما يرام وكأنهن عائلة واحدة حتى الآن.