الدكتورة فينيس لم تنس أبدا خفة دم البابا شنودة حتى فى دروس الموعظة وخاصة فى خطبه الكبيرة ليلة الاعياد ففيها كان يكشف عن روح المرح والدعابة ويقول نكات تنال إعجاب كل من حوله مشيرة الى انه صاحب تقليد افطار رمضان المحبة وصاحب تسميته بافطار العائلة لايمانه بان المصريين مسلمين ومسيحيين عائلة واحدة. فى دلالة على روحه المرحة وعلمه الغزير قالت الدكتورة فينيس ذهبت اكثر من مرة مع كثير من المسلمين من رموز الدولة ورؤساء الأحزاب للمقر الباباوى بالكاتدرائية لتهنئة البابا شنودة بليلة الأعياد وفى كل مرة كان البابا الراحل يفتح باب الحوار متسائلا: فى اى قضية تريدون أن تتحدثوا؟ مؤكدة انه كان يتحدث فى البيئة والتكنولوجيا والبحث العلمى تارة وعن قضايا قومية تارة اخرى واصفة البابا بانه كان قامة دينية ووطنية وكان مثقفا مؤمنا بقيمة الثقافة فى تنوير المجتمع بدليل حرصه على فتح المكتبة الكبيرة لتثقيف الجميع. «الرب موجود وإذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب» جملتان كانتا وبحسب تأكيدات الدكتورة فينيس لسان حال البابا الراحل فى إطفاء نار الفتنة الطائفية كلما هبت رياحها وذلك لحرصه الشديد على عدم تأجيج المشاعر الغاضبة من اجل مصر وبدافع حبه لها. الدكتورة فينيس أكدت ان شخصيات عامة مسلمة عبرت عن إعجابها بالبابا الراحل بشكل عجز امامه المسيحيون ومنهم الدكتور حمدى زقزوق وزير الأوقاف الأسبق والدكتور مصطفى الفقى والدكتور على السمان رئيس لجنة حوار الأديان مدللة على سماحة مصر ومخزونها الحضارى بأن سيدة مسلمة أرضعت البابا شنودة بعد وفاة والدته وهو رضيع. الدين إسلام ومسيحية والمصريون مسلمون ومسيحيون وفق رؤية الدكتورة فينيس ابرياء من الفتن الطائفية لأنها كانت من افتعال النظام الحاكم فى فترتى حكم السادات ومبارك لاشغال المواطنين عن القضايا العامة ومثالب الحكم الديكتاتورى وكان يقوم بتغذيتها بسطاء ودعاة بإيعاز من السلطة التى كانت تضع الفتنة على الرف لاستخدامها وقتما تشاء لتحقيق هدفها الخبيث بدليل أن نظام مبارك لم يلتفت الى كل التقارير التي أكدت على ان قانون العبادة الموحد هو الحل الامثل للمشاكل المترتبة على بناء الكنائس والذى كان البابا الراحل يحلم بصدوره قبل رحيله. الدكتورة فينيس قالت إن هناك قواسم مشتركة بين الإسلام والمسيحية أهمها العمل والمحبة والسلام والتعاون ويمكن ترجمتها فى مناهج كتب التربية الدينية عن طريق جمع آيات القران والانجيل المتعلقة بهذه القواسم المشتركة ليعرف كل واحد منا الآخر بطريقة علمية تؤتى ثمارها فى حياتنا العلمية. عدم تدريس الحقبة القبطية فى كتب التاريخ بمراحل التعليم فى مصر احد الأمور التى تطالب الدكتورة فينيس باعادة النظر فيها خاصة وان الحقبة القبطية جزء من التراث الحضارى لمصر ودراستها فيه فوائد للشباب منها التعرف على الفن القبطى بأشكاله المختلفة ودوره فى البناء الحضارى فضلا عن رغبة الدكتورة فينيس فى اتاحة تدريس اللغة القبطية كما تفعل مكتبة الاسكندرية مع الراغبين فى دراستها. الدكتورة فينيس كامل لا ترى ان هناك قيودا على دخول محمد للكنيسة ومينا للجامع شريطة ان يكون هناك حب وتسامح وحوار بين المصريين يعزز من ايمانهم بانهم نسيج واحد أصله فى السماء وبان الدين لله والوطن للجميع كاشفة فى هذا الاطار عن جمعية اصدقاء الموسيقى وهى جمعية اسسها اقباط ثلثاها مسلمون والثلث الآخر مسيحيون وأعضاؤها معنيون بسماع الموسيقى الكلاسيكية والكورال ولم يشعر احد منهما بأى فرق مع الآخر بفضل القواسم المشتركة بين المسلمين والمسيحيين. مشهد تسامحى محفور فى ذاكرة الدكتورة فينيس كامل وهو قيام المسلمين فى المركز القومى للبحوث فى عيد المسيحيين بإعداد اللحوم المشوية فى المعامل وتقديمها لإخوانهم المسيحيين وهو مشهد ممتد من خلال صداقات جيدة لها مع مسلمين مخلصين أوفياء ومتسامحين ومنهم ثلاثة كانوا يقولون لها تعبيرا عن روح التسامح «انا مسلم ارثوزكسى انا مسيحى كاثوليكى وهكذا». بادرة امل كشفت عنها الدكتور فينيس تتمثل فى وجود نخبة كبيرة لا تحب التعصب وتؤمن بان كلا منا له دور يكمله مع الاخر قائلة ان الصداقة شىء والمعتقد شىء اخر ولا مانع من اختلاط ابنائى فى المدرسة والنادى مع ابناء الدين الآخر فالقدوة معلقة بالرموز ليسير فى فلكها الشباب. الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية مفترى عليه وفق رؤية الدكتورة فينيس بخصوص زيارته غير الرسمية للمسجد الاقصى مؤكدة انه لا يستحق ما تعرض له من نقد جارح وادعاءات باطلة خاصة وانه رمز دينى مهم مشيرة الى انه لم يخالف القانون والشريعة مستدلة فى ذلك بان الرسول صلى الله عليه وسلم زار المسجد الاقصى قبل انتشار الاسلام فى اشارة منها الى رحلة الاسراء والمعراج التى تحدث عنها القرآن الكريم.