أغلب مرضاى مسلمون وأحدهم أهدانى تمثالاً لمريم العذراء "لا فرق بيننا ولا تفرقنا الاحداث".. جملة قالها الدكتور رفعت كامل, استاذ زراعة الكبد بكلية الطب , جامعة عين شمس فى بداية حديثه ل "فيتو" ومرجعها قناعة شخصية بأن مصر ليس بهامسلمون ومسيحيون, لكن شعبا واحدا اسمه "المصريون". الدكتور كامل يؤكد رفضه محاولات الوقيعة بين عنصرى الأمة المصرية لأنهما نسيج واحد وكبد واحد وطرف واحد ومخزون حضارى واحد ملىء بالحب والتسامح والسلام وعمره سبعة آلاف عام, مدللا على ذلك بدفاعهما عن مصر معاً فى كل الحروب وخاصة "أكتوبر" وبأن رصاصات العدو لم تكن تفرق بينهما على اساس الدين على جبهات القتال . "مصر محروسة دائما من الفتن التى تحاك لها فى الداخل والخارج و طبيعتها التسامحية حيرت كل الذين يحاولون التآمر عليها وافشلت كل مخططاتهم واظهرتهم اقزاما امام شعب مصر العملاق" , هكذا قال الدكتور كامل رفعت واصفا منتج الفيلم المسىء للرسول بأنه حقير. مواصلا حديثه, قال الدكتور رفعت: نسيج الوطن الواحد واضح لأجيالنا ولكنه ليس كذلك بالنسبة للاجيال الحالية ولا بد أن تدرك الاجيال الحالية هذه القيمة وتلتف حولها كالبنيان المرصوص الذى يشد بعضه بعضا خاصة وان هناك من يلعبون فى ادمغة ابنائها وبافكارهم , وهؤلاء عناصر متشددة من الطرفين, والسبب الفراغ الثقافى والفكرى , والذى لابد من ملئه بالقيم الداعمة للوحدة الوطنية والحامية للمصريين من الافكار المضللة. وفى ذات السياق طالب الدكتور رفعت بإحياء مشروع شجعت على تطبيقه ثورة يناير ولكنه لم ير النور بعدها وهو مشروع الفصل فى حصة التربية الدينية بين الطلبة المسلمين والطلبة المسيحيين قائلا : يمكن ان تكون حصة الدين حصة للأخلاقيات بواقع09% للحديث عن الامانة والصدق والمحبة كقواسم مشتركة فى القرآن والانجيل , وبواقع 01% منها لتدريس القرآن والانجيل , يأخذها كل طالب منهما بمفرده , مؤكدا انه لاخلاف بين الاسلام والمسيحية فكلاهما يدعوان الى مراعاة الله فى السلوك والامانة فى العمل , مشددا علي ان الطقوس كالصلاة والصوم هدفها واحد فى الإسلام والمسيحية . الدكتور رفعت اكد ان معظم اصدقائه المقربين منه مسلمون ولكن حسه الوطنى دفعه لقول هذه الكلمات : " لا يليق القول بان لى اصدقاء مسلمين ولكن اصدقائى مصريون" . مصر وفق رؤية الدكتوررفعت ليست مثل غيرها من الدول التى سقطت فى فخ الطائفية البغيضة, ولذا هى محصنة من الفتنة فهى دولة كبيرة بحضارتها وبأصالة شعبها ورائدة بثقافتها وباقية بحضارتها والعالم كله يدرك جيدا أننا – والكلام للدكتور رفعت - صناع الحضارة واننا علمناه الحضارة وعلمناه كيف يصنعها والموروث الحضارى المصرى هو الذى يجعل الشعب المصرى مختلفا عن كل الجنسيات والشعوب الاخرى واجمل ما فيه انه موروث مستقر وراسخ فى المتعلم وغير المتعلم من المصريين . وعن حضارة الأمة المصرية, ضرب الدكتور رفعت كامل مثلا بقوله : التمس ان غير المتعلم به هذا الموروث الحضارى من خلال تعاملى مع المرضى كاستاذ لزراعة الكبد فعندما اشرح له قرارا طبيا صعبا يرد على بمنتهى الحكمة فالعلم موروث حضارى وليس مجرد شهادة , فالشهادة لا تصنع بنى آدم ولكنها تضيف له فقط وهناك ناس يحملون الدكتوراه ولكنهم لا يساوون شيئا . مشيرا الى وجود مسلمين يتبرعون باعضائهم لمسيحيين والعكس صحيح ولكن فى نطاق ضيق وعندما تكون العلاقة حميمية بينهما , مرجعا انخفاض حالات التبرع بالشك الذى يثار حول تجارة الاعضاء عند تبرع احدهما للاخر , مؤكدا فى الوقت نفسه ان حالات التبرع بالدم من هذا لذاك لا تعد ولا تحصى , كاشفا ان هناك من يتبرع بالتمويل الكامل لعمليات زاعة الكبد، وهناك مساجد و كنائس ومؤسسات خيرية منها مؤسسة مصر الخير تتبرع للعمليات دون النظر لخانة الدين. استاذ زراعة الكبد قال :إن57% من مرضاي مسلمون ويأتون للعلاج وهم يعرفون مسبقا انهم ذاهبون الى عيادتي, مشيرا الى انه اجرى عمليات زرع كبد ناجحة لقيادات سلفية، وانهم عبروا عن امتنانهم وشكرهم له باستضافته فى القاهرة الفاطمية, مواصلا: واسر لى بعضهم انهم كان متخوفين قبل اجراء العملية لكونى مسيحيا، ومازالت تربطنى بهم علاقات قوية حتى الآن, مستشهدا فى هذا الصدد بقيام شخص مسلم باهداء تمثال مريم العذراء الموجود فى عيادته له بعد شفائه من عملية زرع كبد . وعن ذكرياته مع البطريرك الراحل اكد الدكتور رفعت كامل ان علاقاته مع البابا شنودة كانت قوية وبسيطة وقال: احب البابا شنودة جدا لاسباب كثيرة لحكمته الكبيرة, مشيرا الى انه ترك فراغا كبيرا يضع مسئوليات جساما على من يأتى بعده لأن البابا شنودة وصل الى مرتبة كبيرة جدا من الحكمة.