الأزمة بين مصر والسعودية الناجمة عن قضية المحامى أحمد الجيزاوي وملابساتها وتقاعس الخارجية المصرية قبل الثورة وبعدها عن حماية المصريين فى الخارج دفعت الدكتور عمار على حسن المتخصص فى علم الاجتماع السياسي وتنظيمات الإسلام السياسي لتوجيه انتقادات للخارجية أشبه بطلقات الرصاص ، قوبلت بامتعاض واستهجان من سفراء ودبلوماسيين وجدوا فيها تطاولا وتجاوزا واهانة ودخلوا معه فى اشتباك ساخن. د. عمار على حسن : سفراؤنا «تجار شنطة » الدكتور عمار على حسن مدير مركز دراسات وأبحاث الشرق الأوسط بوكالة أنباء الشرق الاوسط شن حملة شعواء على الخارجية المصرية ووصف السفراء بأنهم يشبهون تجار الشنطة قبل الثورة وبعدها وقال إنهم لا يهتمون لأمر المصريين فى الخارج ويتقاعسون عن مهام وظيفتهم في حماية الجاليات المصرية. سفراء مصر من وجهة نظر الدكتور عمار يولون وجوههم شطر قبلة المجد الذاتى فى جمع الثروات وتناسوا تاريخ مصر ودورها واصبحوا معنيين فقط بحمل حقائب دبلوماسية تحصنهم من التفتيش فى المطارات على غرار حقائب العاملين في مجال البيزنس. حماية المصريين في الخارج أحد أهم وظائف الدبلوماسي التى يتم تدريسها فى الاكاديميات المعنية بتدريس العلوم السياسية وخاصة الدبلوماسية ويعرفها الدارس لألف باء دبلوماسية ولكن السطحية الناجمة عن عدم وجود افق سياسى او اى قدرة على المناورة ارتكازا على ماهية مصر فى القرية الكونية هى التى أوصلت الخارجية المصرية إلى الوضع المؤسف فيما يتعلق بحماية المصريين بالخارج والعهدة هنا على الدكتور عمار. (أحد المشاكل الأساسية التي جعلت الخارجية المصرية مغلوب على امرها هى التعويل على اهل الثقة والدائرة المقربة من السلطة طوال الفترة الطويلة التى حكمها الرئيس المخلوع على حساب الكفاءات) إلى هنا انتهى كلام الدكتور عمار مدللا على تقاعس الخارجية عن حماية المصريين بالخارج بوجود أعداد كثيرة لمواطنين مصريين تعرضوا للظلم فى دول اخرى ولم تقم تجاههم السفارات بأي دور وليس فقط المحامى أحمد الجيزاوي المحبوس حاليا فى السعودية. السفير جمال بيومى : تشويه وتجاوزات مرفوضة السفير الدكتور جمال بيومى مساعد وزير الخارجية الاسبق ورئيس برنامج دعم المشاركة المصرية الأوروبية بوزارة التعاون الدولي رفض كلام الدكتور عمار واصفا اتهامات الأخير للخارجية المصرية بأنها تشويه للسفراء مؤكدا على أن «المحسوبية والوساطة» لا مجال لهما في تعيينهم مستشهدا فى ذلك بوجود قواعد صارمة لاختيار اعضاء السلك الدبلوماسى قائلا : لو كانت هناك وساطة لكان منتقدو الخارجية الآن هم الأولى بالتعيين فيها نافيا تهمة التقصير مبررا ذلك بعجز فى السفراء بواقع 380 سفارة وبنقص فى الميزانية مشيرا إلى أن الخارجية مفرخة للكفاءات الوطنية من امثال كمال حسن والدكتور نبيل العربي. (لا أحد يسلم من التشويه والتطاول عليه بما في ذلك المجلس العسكري وبالتالي لست استغرب ما يقوله الدكتور عمار أو اى احد غيره) هكذا قال السفير جمال بيومى نافيا تهمة الفساد عن الخارجية المصرية أو وصف سفراءها بأنهم تجار شنطة موضحا انه لايمكن التعميم على حالة فردية لسفير واحد كان يعمل بالسلك الدبلوماسى بالخارج وتحولت حقيبته الدبلوماسية الى شنطة وتم فصله فورا . السفراء والقناصل المصريين ليسوا من أصحاب الكعب العالي وفق كلام السفير جمال بيومي لأن الملحق الدبلوماسي المصري يتقاضى 700 جنيه اى اقل من الحد الادنى للاجور ولم يتساوى اجره مع اجر الكناس وذلك بسبب الظروف المالية الخانقة التى يعمل فى ظلها السفراء والدبلوماسيون. واصفا اتهامات الدكتور عمار بانها هراء ولا اساس لها من الصحة وبانها تطاول على الرموز يتخذ من الثورة سلاحا لنسف الثوابت . د.هشام بشير : «الخارجية» مدرسة للوطنية.. عمار لا يعرفها فى رده على الاتهامات الموجهة للخارجية نفى الدكتور هشام بشير عضو المجلس المصرى للعلاقات الخارجية الاتهامات واصفا الخارجية بأنها مدرسة الوطنية على مر التاريخ مؤكدا ان الاتهامات إهانة لها وتقليل من شأنها في توقيت حساس يستوجب تكاتف كل الجهود للبناء لا الهدم قائلا إن الخارجية المصرية تنال حاليا احترام العالم كله مذكرا الدكتور عمار بالدكتور يوسف بطرس غالى ابن الخارجية المصرية الذى وصل لمنصب الامين العام للامم المتحدة لافتا انتباه الدكتور عمار إلى ضرورة أن يعرف اى فصيل يهاجم قبل الهجوم عليه بلا سند بالكلام عن «الشنطة». السفير أحمد إسماعيل : سهام طائشة وكلام لا يليق السفير الدكتور محمد أحمد إسماعيل مساعد وزير الخارجية رفض النيل من وطنية جهاز وزارة الخارجية وسفرائه فى بداية تعليقه على كلام الدكتور عمار واصفا السفراء المصريين بالخارج بانهم وطنيون مخلصون رافضا استغلال ثورة يناير فى تشويه الشرفاء مؤكدا ان السفراء معها وليسوا ضدها أو معادين لها. وصف الدبلوماسيين المصريين فى الخارج بانهم تجار شنطة كلام لا يليق ولا يستحق الرد على قائله أو كاتبه, هكذا قال السفير محمد إسماعيل وشفتاه تنبس بابتسامة ساخرة معربا بها عن عدم رضاه عن مدى التجاوز فى حق الخارجية مطالبا منتقديها بأن يعودوا بالذاكرة وبأن يفتشوا فى سجلاتها ليروا بأم أعينهم كم النماذج المخلصة فى حب مصر والوطن من امثال حافظ اسماعيل واشرف غربال والدكتور محمد ابراهيم كامل ونبيل العربى ورضا شحاتة واخرين كثيرين من الوطنيين حتى النخاع. فى ختام كلامه قال السفير اسماعيل انه فى ظل الثورة صار الكل يطلق الاتهامات جزافا دون اى سند وفى جميع الاتجاهات مؤكدا رفضه لاتهام السفراء بانهم من انصار النظام البائد واصفا الاتهامات بانها سهام طائشة وسقوط فى بئر التجاوز من أناس غير منصفين. السفير أحمد الببلاوى : حديث خرافة على غرار السفير جمال بيومي رفض السفير أحمد نبيل الببلاوى اتهامات الدكتور عمار ووصفها بادعاءات كاذبة هدفها النيل من اعرق سلك دبلوماسى عرفته البشرية مؤكدا ان السفراء المصريين ليسوا تجار شنط ولا معادين للثورة ولا محافظين على نظام مبارك . اتهامات الدكتور عمار فيها تعميم ولا تستحق الرد وهو لا يدرى ان من يعمل فى السلك الدبلوماسى المصرى يدرس ويتربى لمدة عامين فى المعهد الدبلوماسى لزرع بذرة الدبلوماسية الصالحة فيه وترسيخ حب الوطن ومهمة الدفاع عن مصالحه فى الخارج هكذا قال الببلاوى مشيرا الى ان الخارجية لها مواقف يفتخر بها الجميع على مدار أكثر من 80 عاما . السفير أحمد الببلاوى انتقد بشدة توجيه الاتهامات لكل الرموز الوطنية دون ضابط ورابط كانتقاد الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والمجلس العسكرى والحكومة متناسيا انها انتقادات فى بعض الأمور لها ما يبررها. فى ختام حديثه قال : تربينا فى الخارجية على احترام الكبير للصغير واتهامات الدكتور عمار وغيره فيها تطاول واهانة للدبلوماسية وجلد للذات بلا مبرر ومضيعة لميراث بالمجان على يد المتطاولين مؤكدا أن ما يحدث لا يستقيم مع اخلاقياتنا ولا مع الثورة المصرية مشددا على ضرورة عدم التعميم الخاطىء على فردية فى مجال يعمل فيه بشر وليس ملائكة.