بمناسبة وضع المحكمة الجنائية، أسبابا لأحكامها القدرية، في موقعة الجمل التاريخية، وبعد أن كادت أن تنسينا معركة الدستور، دم الشهداء المهدور، نذكر لكم هذه الحكاية المستقبلية، لعلكم تدركون كيف كانت تدار هذه البلاد المهلبية، فقد جلس الطفل الأمريكي ,من أصل مصري ,ميدو الرايق,وبثيابه يتعايق, يطالع كتابا تاريخيا عن بلده الأم مصر, في مكتبة الكونجرس الأمريكي,التي تضم علوم كل عصر, سنة 4000 ميلادية , ليطالع فصل الثورة المصرية ,التي حدثت في الألفية الثانية الميلادية ,من كتاب « الهبرتي «: « ثم كان أن اجتمع بعض شذاذ الآفاق من الصائعين والصائعات ، الذين يدعون أنفسهم زورا بالناشطين السياسيين والناشطات، يتظاهرون بكل قلة أدب في عيد الشرطة المصرية، فما كان منها إلا أن عاملتهم على طريقتها الخاصة بالطبطبة على أقفيتهم بكل حنية، وعاملتهم معاملة الشقق السكنية بكل اعتزاز، وهجمت عليهم بقنابل الغاز، فكان أن كبر الأمر في أدمغتهم القذرة، وقالوا إننا- والعياذ بالله- في ثورة، يتطاولون على صاحب الحضرة المباركية ، ويطلقون على خالص رجالاته لفظ الحرامية، فكان أن خطب بهم خطبة المحبة، فجعل بعضهم من الحبة قبة، ثم رأى بعض الرجال المخلصين للحزب الوطني، والرئيس الشرعي، ووريثه جمال المباركي وماما سوزان يا ولدي، أن يلموا الدور في عشرة بلدي، فأرسلوا الخيل والبغال والجمال والحمير, الي ميدان التحرير، فانهال المخربون عليهم ضربا وسحلا بكل هبل، وأسموها بموقعة الجمل، وصارت لهذا الأمر التافه البسيط قضية، تتداولها صحف العالم بكرة وعشية، إلى أن صدر حكم القضاء العادل النزيه بالبراءة للجميع، ليصرخ الصائعون الضائعون عندها: « بيع ... بيع، الثورة ... يا بديع ». فلما رأيت بأم عيني كل هذا التهييس، فررت بنفسي ومالي إلى باريس، وكتبت هذا الكتاب النفيس ,وجعلته للتاريخ ,لأصنع من الشربات فسيخا , وأسميته- تيمنا بتلك الفترة - «تاريخ الهبرتي» .