عيد العمال الليبرالي    رئيس «إسكان النواب»: توجد 2.5 مليون حالة مخالفة بناء قبل 2019    أسعار النفط تسجل أكبر تراجع أسبوعي في 3 أشهر    بالصور.. وزير الشباب والرياضة يتفقد معسكر "يلا كامب" بمدينة دهب    بعد «اتفاقية التكييف».. محافظ بني سويف: تحوّلنا إلى مدينة صناعية كبيرة    إدخال 349 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة من معبري رفح وكرم أبو سالم    البيت الأبيض: بايدن يستقبل العاهل الأردني الأسبوع المقبل    موريتانيا.. أقدم معارض يدعم الرئيس الغزواني في الانتخابات المقبلة    أخبار الأهلي : عاجل .. استبعاد 11 لاعبا من قائمة الأهلي أمام الجونة    بحضور 25 مدربًا.. اتحاد الكرة يُعلن موعد الدورات التدريبية للرخصة «A»    تير شتيجن على موعد مع رقم تاريخي أمام جيرونا    التحقيقات تكشف سبب مقتل شاب علي يد جزار ونجله في السلام    تحرير 12 محضرا تموينيا خلال حملة مكبرة في البحيرة    مروة ناجي تتألق ونجوم الموسيقى العربية ينتزعون الإعجاب على المسرح الكبير | صور    آمال ماهر تتألق بأجمل أغانيها في جدة | صور    قصر أثري للبيع مقابل 10 يورو بشرط واحد.. كان يسكنه رئيس وزراء بلجيكي سابق    فريدة سيف النصر ترد على اتهامات توترها للفنانين داخل لوكيشن "العتاولة"    هند صبري وابنتها يقلدان مشهد من «نيللي وشريهان»    «يباع أمام المساجد».. أحمد كريمة يهاجم العلاج ببول الإبل: حالة واحدة فقط بعهد الرسول (فيديو)    5 فئات ممنوعة من تناول الرنجة في شم النسيم    لعنة تخطي الهلال مستمرة.. العين يخسر نهائي كأس الرابطة من الوحدة    عمرو أديب ل مصطفى بكري: التعديل الوزاري إمتى؟.. والأخير يرد    فريق طبي يستخرج مصباحا كهربائيا من رئة طفل    الوزراء: منظومة الشكاوى الحكومية تلقت 2679 شكوى بمخالفات مخابز    قتلا الخفير وسرقا المصنع.. المؤبد لعاطل ومسجل خطر في القاهرة    بعد غيبوبة 10 أيام.. وفاة عروس مطوبس تفجع القلوب في كفر الشيخ    "قطّعت جارتها وأطعمتها لكلاب السكك".. جريمة قتل بشعة تهز الفيوم    وظائف وزارة العمل 2024.. بالتعاون مع شركات القطاع الخاص    كيف يعاقب قانون العمل المنشآت الممنتعة عن توفير اشتراطات السلامة المهنية؟    بعد محور جرجا على النيل.. محور يربط «طريق شرق العوينات» و«جنوب الداخلة - منفلوط» بطول 300 كم لربط الصعيد بالوادي الجديد    أخبار الأقصر اليوم.. تفاصيل لقاء قائد قطاع المنطقة الجنوبية لإدارة التراخيص والتفتيش ونائب المحافظ    بمشاركة كوكا، ألانيا سبور يتعادل مع أنقرة 1-1 في الدوري التركي    أنشيلوتي يؤكد مشاركة نجم ريال مدريد أمام قادش    أجمل دعاء ليوم الجمعة.. أكثر من الصلاة على سيدنا النبي    ردا على بيان الاهلي.. الكومي يكشف تفاصيل ما سوف يحدث في أزمة الشيبي والشحات    طب الفيوم تحصد لقب الطالبة المثالية على مستوى الجامعات المصرية    حسام موافي يوجه نصائح للطلاب قبل امتحانات الثانوية العامة (فيديو)    المؤتمر الدولي لكلية الألسن بجامعة الأقصر يعلن توصيات دورته الثالثة    المحكمة الجنائية الدولية عن التهديدات ضد مسئوليها: يجب أن تتوقف وقد تشكل أيضا جريمة    ضبط ربع طن فسيخ فاسد في دمياط    بالصور| انطلاق 10 قوافل دعوية    خدمة الساعات الكبرى وصلاة الغروب ورتبة إنزال المصلوب ببعض كنائس الروم الكاثوليك بالقاهرة|صور    رئيس قوى عاملة النواب يهنئ الأقباط بعيد القيامة    في تكريم اسمه |رانيا فريد شوقي: أشرف عبد الغفور أستاذ قدير ..خاص    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة    تنفيذ إزالة فورية لتعدٍّ بالبناء المخالف بمركز ومدينة الإسماعيلية    بواسطة إبراهيم سعيد.. أفشة يكشف لأول مرة تفاصيل أزمته مع كولر    المقاومة الفلسطينية تقصف تجمعا لجنود الاحتلال بمحور نتساريم    المنتدى الاقتصادي العالمي يُروج عبر منصاته الرقمية لبرنامج «نُوَفّي» وجهود مصر في التحول للطاقة المتجددة    سوسن بدر تعلق على تكريمها من مهرجان بردية لسينما الومضة    بيان عاجل من المصدرين الأتراك بشأن الخسارة الناجمة عن تعليق التجارة مع إسرائيل    ضبط 2000 لتر سولار قبل بيعها بالسوق السوداء في الغربية    التعليم العالي: مشروع الجينوم يهدف إلى رسم خريطة جينية مرجعية للشعب المصري    سموتريتش: "حماس" تبحث عن اتفاق دفاعي مع أمريكا    «الإفتاء» تحذر من التحدث في أمور الطب بغير علم: إفساد في الأرض    إصابة 6 أشخاص في مشاجرة بسوهاج    الفلسطينيون في الضفة الغربية يتعرضون لحملة مداهمات شرسة وهجوم المستوطنين    الغدة الدرقية بين النشاط والخمول، ندوة تثقيفية في مكتبة مصر الجديدة غدا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سنةٌ فيسبوكِيَّةٌ !
نشر في نقطة ضوء يوم 13 - 02 - 2012

أحمدُ الله كثيراً على أنني (أدركتُ) الفيس بوك، وأزعمُ أنني من مجيديه، وقد أفدتُ منه كثيراً، كإنسان يحرص - قدر الإمكان - على التواصل الاجتماعي، وكمشتغل بالكتابة؛ وقد أنقذني من هجمات موجات الاكتئاب، على النقيض مما يدعي به أطباءٌ نفسيون من أنه يحفزها. ويقومُ هذا المقال على فكرةٍ، توسَّمتُ فيها الطرافة، وهي أن أسترجع أحداث ثورة 25 يناير، وقد مرت سنة على انطلاقها، بمراجعة مُرْسَلاتي، أو (البوسطات – Posts)، التي شاعت تسميتها (ستاتاس) – Status – لأنها انعكاس مباشر للأفكار، في صفحتى بهذا المحفل الدينامي البديع، على مدار سنة فيسبوكية، من 25 يناير 2011، إلى 25 يناير 2012. وبالطبع، فثمة الكثير من الشئون والإشارات المضمخة ب (الذاتية)، لن أمسها، فهي لا تهم القارئ، وإنما سأعالج ما اعتقدت في موضوعيته، ويتصل بالثورة التي كان الفيس بوك ميدانها الأمامي !.
في الساعة الواحدة والثلث، ظهر يوم الثلاثاء 25 يناير 2011، أرسلت أخبرُ أصدقاء الفيس بوك بأن العدد رقم 557 من جريدة (القاهرة)، الصادر صباح ذلك اليوم، فيه - على صفحته الأخيرة – مقالي المعنون "رسالة النار .. الاحتجاج احتراقاً !"، وفيه أقول، إن حادثة (محمد البوعزيزي)، الجامعي العاطل، بائع الخضروات الجائل في بلدة (سيدي بو زيد) التونسية، لن تكون نهاية مسلسل حوادث الاحتجاج بإحراق الذات. وينتهي المقال بتساؤل : ترى، من سيكون مرسل الرسالة التالية ؟.
وفي الثاني من فبراير، أرسلتُ أقولُ : كنا نعاني جنرالاً واحداً، فأصبحوا ثلاثة !. وعلقت صديقتي الشاعرة (هبة يونس) : من هؤلاء الثلاثة ؟. وتعجبت من سؤالها، ولكني أجبتها : مبارك وسليمان وشفيق !. ودعوتُ في الرابع من فبراير إلى (الكف عن عادة تاريخية مذمومة : تقديس الحاكم). وتعبيراً عن الدهشة التي عشناها أمام هذا الحدث المداهم المفاجئ، كان يجب أن ألاحظ، بتاريخ 5 فبراير: (معنى ما حدث، ويحدث، وسيحدث، هو أن النظام المنهار كان هشاً جداً .. كان مخوَّخاً !)، وأن أودع الحزب الوطني، إلى غير رجعة : (الحزب الوطني .. باي .. باي !). في اليوم التالي، أرسلت دعوة إلى محاكمة شعبية للفساد والمفسدين، وقلت : قد تكون الحكومة جادة في ملاحقة الفساد والمفسدين جنائياً، ولكن خبرتنا مريرة ببطء الإجراءات القانونية، وأحوال المحاكم والقضاء في مصر، مع سطوة رأس المال وقدرته على تجييش المحامين من محترفي إنقاذ المفسدين، وممن يجيدون البحث عن ثغرات في نصوص القوانين، على نحو ما جسده عادل إمام في أحد شرائطه .. شكوك تاريخية يغذيها زمن طويل من افتقاد الثقة؛ فلا ينبغي أن يحول ذلك دون إجراء محاكمة سياسية شعبية لرموز النظام المنهار.
وفي 7 فبراير، طلبت من الثوار أن يضيفوا إلى مطالب الثورة تنظيف الصحف المملوكة للدولة من أذيال لجنة السياسات وعملاء وزارة الداخلية .. نريد استرداد هذه الصحف!. ونوهتُ، في اليوم ذاته، إلى مقالي المنشور في موقع (ميديل إيست أون لاين)، وعنوانه : 1968 .. عندما ثار شباب العالم. وفي اليوم التالي، كانت دعوتي إلى ما أسميته "ثورة الإسبراي" (عرفت فيما بعد بالجرافيتي، وانتشرت الرسومات وصيحات الاحتجاج على الجدران – من فضلك، راجع دراستنا عن جداريات الإسكندرية في عدد ديسمبر 2011 من مجلة إبداع)؛ وتلخصت الدعوة في كلمات : أنبوبة إسبراي لكل مواطن نملأ بها جدران مدننا - نكتب كلمة واحد : لا نريدك معنا ..!. وفي اليوم ذاته، تحدثت للشباب، متخوفاً : يا شباب .. أرفضوا الآباء !. وكنت أتمنى لو كان للحركة الثورية الشبابية في ميدان التحرير القدرة على تحقيق ذلك؛ ولكن الآباء التهموا حركة الشباب، وأقصوهم خارج المشهد. وفي الخامسة والنصف من يوم 11 فبراير، كان لي رأي : خطأ تاريخي لعبد الناصر، تعيين السادات نائباً، وخطأ تاريخي أفدح للسادات : تعيين حسني نائباً .. متى تنتهي أخطاؤنا التاريخية ؟. وكان هذا الرأي نقطة أساسية في مقالي : (عمرٌ ضاعَ)، الذي كتبته يوم 14 فبراير، ونشر بعد ذلك في (اخبار الأدب).
ويستوقفني، في 17 فبراير، شريط فيديو، مع تعليق بسيط : طرحت عائلة طفلة يابانية ذات خمسة أعوام، اسمها "نينا"، على اليوتيوب، شريط فيديو لها وهي تتحدث لوالدها، وتشرح له ما يحدث في مصر، وتقول ببساطة وبراءة إن المظاهرات والاحتجاجات مستمرة في ميدان التحرير، وسط القاهرة، منذ أسابيع، بهدف إسقاط نظام الحكم، إلا أن مبارك يخيب أمل شعبه ويرفض التنحي !. شريط آخر تداوله الفيسبوكيون في نفس الوقت، لرئيس الوزراء، الأسبق، الفريق أحمد شفيق، في حوار ساخن جداً على الهواء امتد لأربع ساعات، وأداره ريم ماجد ويسري فوده، واستضاف: د. أحمد كمال أبو المجد، ود.عمرو حمزاوي، ونجيب ساويرس، والروائي علاء الأسواني، والإعلامي حمدي قنديل. وكان لهذا الحوار تأثيره في ما تلى من تطور متسارع للأحداث.
ومن أهم (بوسطات) مارس :
- أتيلييه الإسكندرية ينظم أول حدث ثقافي بعد ثورة 25 يناير، ويستلهم روحها، في مؤتمر عنوانه : ثقافة المستقبل/مستقبل الثقافة؛ ويتخذ شعارا له كلنة (كايروس) اليونانية، ومعناها (اللحظة المواتية)، التي إن لم تقتنص ضاعت، وضاع معها كل شيئ.
- إشارة وردت في موقع شركات تجارية عربية بالإنترنت إلى أن المتهمين علاء وجمال مبارك تلقيا 5% من قيمة عقد تصدير الغاز المصري لإسرائيل.
- شريط فيديو لأحد المتأسلمين السياسيين، أثار موجة استياء بقولته عن (غزوة الصناديق)، وتبجحه بأن (البلد أصبحت بلدنا )!.
- شروط تأسيس الأحزاب مجحفة للشباب والفقراء المتطلعين للمشاركة في الحياة السياسية، فهم لا يتحملون تكاليف إثبات صحة توقيعات المؤسسين ونشر أشمائهم في صحيفتين كبيرتين. لماذا لا يتم ذلك في موقع بالإنترنت، تحدده الإدارة المسئولة، وتعطي حق الدخول إليه لوكيل المؤسسين، نظير رسم معقول، لينشر الأسماء بهذه الطريقة العصرية، التي كانت أداة الشباب أصحاب الثورة، حتى لا يحرموا ثمار جهودهم.
ومن محصول شهر أبريل :
- خبرٌ مستفز منشور في موقع (ياهو) بتاريخ 4 أبريل، عن عزم أحد الممثلين البدء في تصوير فيلم يحكي السيرة الذاتية لمبارك !.
- بيان مستفز، صادر في 13 أبريل عن مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، يبدي فيه الأمناء (استغرابهم) لاحتفاظ سوزان ثابت ب 143 مليون دولار من أموال المكتبة في حسابها الشخصي.
تعليق : لماذا لم يتقدم (أمناء) المكتبة ببلاغ للنائب العام عن عملية السطو التي تمت على أرصدة المكتبة، بدلاً من اكتفائهم بالاستغراب، وحرصهم الغريب على تجديد الثقة بمدير سكت على سرقة أموال المكتبة ؟
تعليق : فإن كان ما تم قد حدث في غفلة من المدير، فالغفلة لا تليق بنائب رئيس البنك الدولي السابق في مسألة مالية - أرجو من المجلس العسكري الموقر أن يتدخل ويوكل المراجعة الكاملة لمجمل أحوال المكتبة للجنة عدلية فنية متخصصة .
تعليق : هل يمكنكم تصديق رجل له خبرة دولية بالشأن المالي، ومسئول عن مؤسسة ثقافية عظيمة، عندما يقول أنه لم يكن يعلم شيئا عن فساد سلطوي ظل يضرب أرصدة مؤسسته سنوات طويلة ؟ .. كيف نصدق ؟. يا ناس .. لا نريد أن نعود إلى الصمت على من يفترضون فينا الغباء، وينتظرون منا السكوت .. سيعودون بنا إلى الوراء، ما داموا قابعين في أماكنهم، يرقدون على بيض يفقس مزيدا من الفساد !.
تعليق : خدم (العيلة المباركية) منتشرون في مواقع كثيرة .. يرتدون أقنعة، ويتجملون، ويظهرون غير ما يبطنون؛ وبعضهم يحرق الأرض تحت أرجل الثورة، على أمل أن يعود أصحاب النعمة، ويعودون هم للخدمة.
- الحوار الجاري الآن بقيادة (الجمل) يتجاهل المثقفين خارج أضواء القاهرة، وهو بذلك سادرٌ في خطيئة النظام السابق .. لم نسمع في الدائرة المختارة إلاَّ الأفكار ذاتها، التي يرددها أصحابها هنا وهناك ويملأون الدنيا بها ضجيجا، فكأن مصر تتلخص في حلقة لا تتغير من مثقفي القاهرة .. من حقنا في الأقاليم أن نشارك ..
أوردت رويترز من أديس أبابا في 19 أبريل : اثيوبيا تبقي مصر بمعزل فيما يتعلق بسد على نهر النيل. قال وزير الموارد المائية الاثيوبي ان بلاده لم تبلغ مصر عزمها بناء سد ضخم على نهر النيل وان البلدين لم يبحثا القضية على الرغم من مخاوف من نشوب نزاع بينهما.
تعليق : أقترح اتهاما إضافيا لمبارك وعصابته : إهمال مسألة نهر النيل والموارد المائية، فهو أخطر من مجرد إهدار أموال، مهما بلغ حجمها، لأنه إهدارٌ للحياة وللمستقبل في مصر، وعواقبه وخيمة، لا يعلم مداها إلا الله. هذا بلاغ للناس .. وللنائب العام.
- خبر: عن موقع ميدل ايست أونلاين : (جائزة النيل) تجرف جائزة مبارك. مجلس الوزراء المصري يستجيب لمطالب المثقفين ويلغي أكبر جائزة في البلاد تحمل اسم الرئيس المخلوع ويعوضها بأخرى تليق بكرامة مصر.
تعليق : هذا خبر طيب، وثمرة من ثمار يناير. فملعون من يعاود هذا السلوك القبيح ويخلع اسم الحاكم على جوائز مصر ومشروعاتها، فلا فضل لأحد في إنجازات، وإنما الفضل كله للشعب. بل إنني لأدعو إلى التخلص من مظهر قبيح آخر، هو فرض صورة الحاكم علينا في الدواوين الرسمية والميادين .. لا نريد فرعونا أو إلها أو نصف إله، وإنما مصريا كفؤاً، نختاره ليقود فريق العمل زمناً، ثم يمضي لحاله، مشكورا محترما.
ومن أهم ما شغلني في مايو، تكوين مجموعة في الفيس بوك أسميتها (مطاردو الفساد)، تمنيت لو يتوفر عليها فريق من الأصدقاء المتحمسين، فلم يستجب كثيرون. ومن القضايا التي أثرتها، عمولات السلاح. أرسلت في آخر مايو :
- هناك مسألة مسكوت عنها وعليها .. لم يقترب منها أحد .. وها أنا أفتح على نفسي عش الدبابير وأقترب منها : صفقات الأسلحة لمصر، وعمولاتها ؟ .. من استفاد من هذه العمولات، التي هي في كثير من الأحيان سرقات مقننة .. من نهب عرقنا ودماء شهدائنا ؟ .. إفتحوا لنا الملفات وإلا كنتم من الشياطين الخرس !.
وفي الرابع من يونية، نشرت جريدة المساء تفاصيل محاولة الاحتيال والتدليس التي قامت بها سوزان ثابت للاستيلاء على قصر العروبة (بالمستندات..قصة شراء سوزان مبارك قصر العروبة وتوكيل التنازل عنه)، ومن المثير للريب أن يتم التعتيم على هذا الخبر، وتتخاذل الدولة عن محاسبة المحتالة !.
تعليق : إلى الذين لا يزالون يتعاطفون مع (العائلة الناهبة) .. ما رأيكم ؟ .. عملية نصب (مشفية) .. (ما تخرش الميه) .. ولا أجدعها نصاب محترف .. يا ريت نعرف مين مهندس هذه العملية ؟ .. أعتقد أنه يحمل صفة وزير. عملية نصب واحتيال مقرونة بتزوير في أوراق رسمية. يا رب سلحفاتنا القضائية تشد حيلها شوية !
تعليق ثان : تخيلوا معي .. امرأة أعطوا لها لقب السيدة الأولى. تحولت إلى ناشطة اجتماعية وسياسية وثقافية وشخصية مجتمعات دولية، وكانت حريصة على تثقيف الناس من خلال مشروع للقراءة .. ثم .. تقوم بعملية نصب واحتيال وتزوير لتأخذ قصرا من قصور الدولة، وتنشر الفساد في كل موقع تحل به .. أي تركيبة نفسية شيطانية هذه ؟
واستوقفني في أخبار يونية أيضاً أن (بن اليعازر)، وزير الدفاع والصناعة الإسرائيلى الأسبق، والعضو الحالى بالكنيست الإسرائيلى، والمسئول عن قتل الأسرى المصريين فى حرب 67، قال : بكيت على مبارك.. وحذرته من الثورة فقال : لسنا تونس ) !.
كما استوقفني في الثاني من يوليو خبر يقول : (كشفت الشرطة البريطانية «سكوتلانديارد» أن علاء مبارك نجل الرئيس المخلوع ضبط في مطار هيثرو الانجليزي «عام2010» وهو ينقل قطعة أثرية ذهبية مغلفة بالبلاستيك في حقائبه الدبلوماسية في قضية شهيرة يعرفها كل السياسيين البريطانيين). وأتمنى أن يتم تعقب أعمال نهب الآثار، وأعتقد أننا سنضبط سرقات لا حصر لها، من هذا النوع.
وفي يوليو أيضاً، نشر موقع ميدل ايست أونلاين : مفكر تونسي يدعو إلى إلغاء الشريعة الإسلامية !. المفكر هو محمد الطالبي، ويرى أن الشريعة ليست تنزيلاً من الله بل هي أمر اخترعته ديكتاتورية الفقهاء. وننتقل إلى الكويت، لتفاجئنا امرأة عربية كويتية برأي لافت للنظر أيضاً، إذ اقترحت استعادة نظام الجواري إرضاء لمجتمعها الذكوري، ثم عادت واقترحت البحث في تصنيع خمر إسلامية !-
وفي 11 يوليو، أورد 3 بوسطات متتالية :
- الثورة فرس جامح، ونحن نفرض عليها أن تسير متعكزة؛
وهي فكر مختلف، ونحن نجره جرا إلى قوالب مجمدة تصنعها أمخاخ ضربها قصور الشرايين.
- ارتكب الشباب خطأً تاريخيا بأن تخلوا عن ثورتهم، وسلموها للآباء القتلة !
- إلى كل الشاكين والمتشككين والباكين والناحبين والناعبين والمولولين والمتحسرين .. برغم كل شيئ، مصر تعيش بعضاً من أروع وأبهى أيامها .. أيام ثورة .. والقادم أحلى
وفي العشرين من يوليو، أجد من يشاركني الرأي في ممر التنمية الذي يروج له الدكتور فاروق الباز. مقال علمي مهم منشور في الاهرام اليوم – صفحة قضايا واراء – عنوانه : تنمية وتعمير الصحراء المصرية.. ومالا يدركه الباز . يعارض ممر فاروق الباز. وفي العدد ذاته خبر يقول : ميناء (السخنة) يستقبل 3 حاويات من يابانية ملوثة بالإشعاع !
تعليق : بلاغ للنائب العام - يدل وصول هذه الشحنة من المخلفات اليابانية المشعة على أنها عملية اعتيادية - ويدفعنا ما رأيناه من تضخم حجم الفساد وطبيعته السرطانية إلى التشكك في وجود عمليات أخرى مماثلة، يدفع ثمنها الفادح مواطنون أبرياء في بلادنا .. فهل نرى استجابة بمراجعة أنشطة استيراد مثل هذه الحاويات، وسجلات الشركات التي شاركت فيها، أم نستمر في التغاضي وكأن الأمر يحدث في كوكب آخر ؟
وفي أهرام 24 يوليو مقال للشاعر الكبير فاروق شوشة يحاول الكشف عن لغز القناصة قتلة شهداء الثورة، عنوانه : في معضلة القناصة !. علقت عليه في موقع الأهرام : (مقال مهم جدا لفاروق شوشة عن احتمال أن يكون القناصة قتلة شهداء الثورة فرق خاصة من الحرس الجمهوري، وأنا في تعليقي على المقال أضيف احتمالا آخر ورد في شهادة الأديب عبده جبير المنشورة في العدد الحالي من جريدة أخبار الأدب – رجاء مشاركة الأصدقاء في الحوار وتشيير الموضوع).
في اليوم التالي، مدفوعا بالدعوة لمطاردة الفساد، كانت ال(ستاتاس) : سؤال برئ جداً، والله العظيم، ولصالح الجميع، وانتصاراً للشفافية (اللي تعبت معانا)، هو : هل يمكن إعلان إقرارات الذمة المالية لكل (رجالات) الدولة، الآن ؟. مشكلتنا مع (رجالات) الزمن المستأصل أن الثروات كانت تتضخم في الخفاء، وأن اللصوص كانوا يتسترون على بعضهم .. فهل لدينا الشجاعة لنظهر ما لدينا (ع المكشوف)، أم أن بيننا من لا يزال يستحب الظلام ؟!. هل أنتظر من يجيب على سؤالي ؟
وقد بدأت في 31 يوليو تسجيل مشاهد تخيلتها ستتحقق في المستقبل القريب، وأطلقت عليها مشاهد ظلامية، تجسد مواقف منتظرة للفاشية الدينية، منها :
- مشهد مستقبلي (1) : رجل يمشي مع زوجته في الشارع، وهي سافرة الوجه .. سيارة فاخرة تقترب، عليها شعار ديني عظيم - ينزل منها أربعة ملتحين أشداء، في سراويل قصيرة، يمسكون بخيزرانات، ينهالون بها على الزوج؛ يتجمع بعض الناس (مجرد حب استطلاع)، يصيح أحد الملتحين قصير السروال : ليبرالي نجس !
- مشهد مستقبلي (2) : قناة (السماحة) الفضائية تذيع، حصريا، في منتصف نهار الغد حفل تقطيع أيدي وأرجل. يعقب الحفل دائرة حوار، ويعلق عليها أفقه المحللين. لا تفوتكم. قمة الإثارة!
- مشهد مستقبلي (3) : عربات خاصة للملتحين بالمترو، مكيفة الهواء، وأخرى، بلا هواء، لغير الملتحين من الليبراليين وأشباههم !
- مشهد مستقبلي (4) : العلاوات الاجتماعية مقصورة على من استبدلوا الزي الإفرنكي الأعجمي بالجلباب القصير وأطلقوا اللحى. قرار جمهوري.
- مشهد مستقبلي (5) : إلغاء مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، ليحل محله (دائرة الاستخارات القومية) !
- مشهد مستقبلي (6) : بالرغم من أن أجهزة تكبير الصوت من (المحدثات)، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، وإمعانا في العمل على أن يموت الليبراليون وأشباههم بغيظهم، تقرر تزويد كل مسجد وزاوية، حتى وإن تلاصقت جدرانها، بمزيد من المكبرات، ونفضلها مجسمة (ستريو)، على أن ترفع درجة الصوت فيها إلى أقصى درجة، على أن تتاح لكل من يريد أن يطلق صيحات الحق من خلالها، مهما قيل عن قبح صوته، فإن صوتا قبيحا يرفع الأذان لهو أفضل عند الله من صوت أي ليبرالي متخرج في الكونسرفتوار.
- مشهد مستقبلي (7) : العائلات المصرية الليبرالية تحرص على توفير الحماية لبناتها خارج البيت، وأحيانا داخله، بعد تفشي حوادث (السبي)، بعد إعلان فتوى جواز سبي الحريم الليبرالي، وقد نشطت فرق السبي في الآونة الأخيرة، حتى أن سوقاً لعمليات بيع وشراء السبايا الليبراليات قد راجت في الآونة الأخيرة، وبعد أن كانت تجرى معاملاتها سراً، ينتظر أن تسمح لها الحكومة بالتداول في البورصة.
- مشهد مستقبلي (8) : تتجه النية إلى مراجعة خطط أبحاث اكاديمية البحث العلمي والمراكز البحثية التابعة لها، وجميع مراكز البحث العلمي النوعية في أرض الكنانة، لتطوير السياسة البحثية، وتوجيهها إلى مجالات أصيلة، تأكيدا لصحيح الموروث، مثل : البحث في الاختلافات النوعية لأبوال النياق، لمعرفة الخواص الدوائية لبول كل نوع منها؛ ودراسة التأثيرات السيكوفيزيقية للرقية والعلاجات الروحية ومطاردة الجان.
- مشهد مستقبلي ظلامي (9) : يتردد في أروقة سادة الحكم الجدد أن النية تتجه لإصدار مرسوم رئاسي يحدد، أولاً، معالم الليبرالي؛ وثانياً، يوضح الإجراءات التي يجب أن تتبع لاعتباره (مرتداً)، ثم يخير بين أن يقام عليه الحد، أو يغادر إلى أيٍّ من بلاد الكفرة الملاحدة.
- توجيه ظلامي من المستقبل المصري المنظور : "على عناصرنا المتمسكة بعرى الدين القويم تدمير أي واجهة محل ملابس زجاجية فيها (أصنام) المانيكانات، فإن كانت البضاعة المعروضة ملابس داخلية، فالإحراق أولى بها"!
في الرابع من أغسطس، جمح خيال أحد المحامين في محاكمة رموز النظام المنهار، فاستجبت لذلك وقلت : لا يجب أن نهون من شأن فكرة المحامي الذي شكك في وجود مبارك، وطالب بإثبات شخصيته جينياً. كل شيئ جائز. أعد دراسة عن السي آي إيه، وأصابعها تلعب في كل شبر، من القطب إلى القطب، وعملاؤها متنوعون، من جامعي القمامة إلى رؤساء الجمهوريات.ماذا سنخسر إن حللنا ال (دنا) لمبارك وأسرته ؟.
في 19 أغسطس : (أخاف أن يبدأ الجيل الجديد في تغيير صورة علاقة المودة تجاه الجيش، فتنقلب جفاء، كحالنا مع البوليس، إن تكرر بطش المحاكم العسكرية بالشباب. إبحثوا عن صيغة مختلفة للتعامل مع الشباب، مستقبل مصر، فكلنا في خندق واحد، ولنتحمل ضغوط هذه الأيام الصعبة، إلى أن تمر على خير).
بدأت في 24 أغسطس تسجيل أفكار لكتاب أفكر في وضعه، هو الكتاب السود لحكم مبارك، من هذه الأفكار :
- من جنايات مبارك العديدة على هذا الوطن إهماله لخطط تنمية سيناء، كأنه تخاذل عنها عامداً متعمداً؛ ولو كانت تلك الخطط سارت في مسارها الطبيعي لاختلف الوضع الآن
- في الكتاب الأسود لمبارك : أنه أفقرَ المصريين، وكان وزراؤه يتبجحون بمعدلات نمو وهمية، لا تذهب عائداتها إلى عامة الشعب، وإنما تصب في خزائن الحاشية وطبقة من الخدم خلقها النظام.
- في الكتاب الأسود لمبارك إساءته إدارة موارد مصر البشرية، أغلى وأهم مواردها على الإطلاق، بل لقد كان لا يتورع عن إبداء الضيق بتعداد المصريين المتزايد، مبديا امتعاضه من مطالبهم التي يعجز وإداراته المترهلة، عن تلبية مطالبهم، والغذاء في مقدمتها؛ وأصل المشكلة أن قدراته الذهنية قصرت عن التعامل مع هذه الأعداد المتزايدة، ومعظمها متعلم، أو مدرب تدريبا جيدا، على أنها موارد، في زمن يتكالب فيه العالم على الموارد، سواء كانت طبيعية أو بشرية. واكتفى بإطلاقهم في أسواق العمل العربية، ليستفيد من تحويلاتهم النقدية.
- في الكتاب الأسود لمبارك، تغييبه للشفافية، وحرصه على حجب الحقائق عن الشعب، والسكوت عن وعلى جرائم ومخازي، بحجة المحافظة على عنصر (الاستقرار)، فكان كمريض بخراج ضخم، مملوء بصديد نتن، يخفيه، إما خوفا من (جراحة)، أو استهانة بالخراج الذي تستشري سمومه في سائر الجسم.
- في الكتاب الأسود لمبارك إطلاقه أفراد أسرته الثلاثة، على نحو لم يحدث من قبل، حتى في أسر الملوك، ليمارسوا انشطة وأدوارا ليست لهم، يساعدهم في ذلك جيش جرار من الانتهازيين وممن تتوفر لديهم أخلاقيات ومهارات الخدم، فتدخلوا في شئون كثيرة، أفسدوها، وتهيأت لهم فرص ما كانوا ليحلموا بها لو أن السادات اختار نائبا آخر غير مبارك، فتضخمت ذواتهم، ومنهوباتهم، وأرصدتهم، وعقاراتهم؛ واتسع سقف تطلعاتهم إلى تمديد النفوذ بفكرة التوريث.
- في الكتاب الأسود لمبارك، أنه في سبيل تمهيد الطريق للمنتفعين من أسرته وفريق رجال الأعمال الجشعين المحيط بهم، تهاون في علاقة مصر بالكيان الصهيوني، بل لعله تحالف معه، مستخدماً إياه كخيال مآتة، يرهب ببطشه وقوته أي صوت يرتفع مطالباً بمراجعة علاقتنا به، وانطلق المنتفعون يغترفون من نتائج هذه العلاقة المهينة، التي تشل يد وفكر الحكومة الآن عن اتخاذ أي رد فعل إيجابي ضد تطاولات الكيان الصهيوني علينا. أليس في ذلك السلوك شبهة (عمالة) من رجل (ألصقت) به صفة (صاحب الضربة الجوية) ؟
- سخرية الرئيس مبارك من ضحايا العبارة السلام 98
في الخامس من أكتوبر، أعلق على خبر اكتمال الخريطة الجينية للفئران : (إكتمال "جينوم" الفئران !. خدمتنا الفئران طويلا كحيوانات تجارب؛ و اكتمال جينومها يعني امتداد خدمتها لنا إلى مجال تجريب جديدة في الهندسة الوراثية و العلاج الوراثي. العلم يتقدم، والإنسانية مقبلة على نقلات يستحيل التنبؤ بها في المستقبل المنظور. ألا تستحق الفئران منا الشكر ؟. شكراً للفئران !).
وأتساءل في منتصف أكتوبر : إن كنا عاجزين عن (رفع) الحد الأدنى للأجور، لعدم وجود تمويل حقيقي، فلماذا سكوتنا عن وضع سقف لها ؟!. أسأل وأنا أعرفُ الإجابة .. فالسقف سيدُكُّ رقابَ كثير من كبار موظفي الدولة، وكثير من الهيئات، بأجورهم المستفزة؛ وهم متخذو القرار. فأرجو ألاَّ يضج أحدٌ من المطالب الفئوية، فهي مطالبة بجانب من العدالة الاجتماعية، التي أسقطنا النظام السابق لأنه أهدرها.
وأعود، في اليوم ذاته، لأتساءل، مستدعياً روح رواية (السمان والخريف)، لنجيب محفوظ : كم (عيسى الدباغ) لدينا في مصر الآن ؟
عيسى الدباغ، الوفدى الذي ألغت الثورة حزبه وحطمت مستقبله السياسى وقضت على امتيازاته.
لم أكن مستريحاً لنهاية (السمان والخريف)، حيث ألبس محفوظ عيسى الدباغ حالة من التصالح مع الذات، ومع الثورة، ومع واقع مصر الجديد. كان ذلك مفتعلاً. ولا أعتقد أن (الدباغين) الجدد يمكن أن يتصالحوا، فهم طافحون بالغيظ والكراهية للشعب الذي أسقطهم وأزاحهم.
وفي 24 أكتوبر، ألتفت لحادثة لها دلالتها : (في حادثة الرأسمالي المصري الذي قام بتعلية سور فيلته، لفت نظري أن خفراءه أطلقوا اعيرة من أسلحة آلية. هل أجهزة الأمن المصري منتبهة لما يمكن أن يكون لدي أمثال ذلك الرأسمالي من أسلحة ؟. وما مصدرها ؟. وهل أصبح تسليح الخفراء بنادق آلية ؟. والسؤال الأساسي : هل تستطيع الإدارات الأمنية - أصلاً - الاقتراب من امبراطوريات مثل هؤلاء الأشخاص ؟).
وفي 26 أكتوبر، وإزاء إحساس متضخم باختلاط الحابل بالنابل في المشهد المصري، أقول : (يشترك في الانزعاج مما يجري في مصر الآن كل من : الذين لا يرون إلاَّ تحت أقدامهم؛ والذين (يرون) جيداً .. وأهم ما يرونه مكاسب شخصية تحققت بآلية التوزيع المختلة التي استخدمها نظام مبارك لتكريس طابور يعمل من أجله، عند الضرورة. والناحيتان طبيعيتان في الصراع الدائر، بجناحيه : الحرية السياسية، والعدالة الاجتماعية). وفي السياق ذاته، كانت (ستاتاس) يوم 29 أكتوبر : (أعود إلى رأي أثبتُّه هنا منذ شهور قليلة، وهو أن الثورة كشفت سوء أداء فئتين يفترض أن يقودا جموع الشعب : الإعلاميين، والحقوقيين (محامين وقضاة) - الإعلاميون لامعون تحت الأضواء، ومعظمهم فارغ، متضخم الذات، يفتقر للنزاهة، ويتصارعون ويفرضون علينا الانشغال بنزاعاتهم المهنية، ومعظمها غبي. والحقوقيون، ها أنتم ترونهم يتبادلون (فرش الملاءات) لبعضهم، على نحو ينتقص من هيبة لهم، مرغوها في أوحال نزاعات مهنية، و(شرشحات) نطالعها منهم صباح مساء في الصحف والتليفزيون. عيب يا .... أساتذة ؟؟!!).
وأعود في 31 أكتوبر فأسجل رأياً يرصد غياب الدافع إلى تحقيق العدالة الاجتماعية : (من كلمات السر الحاكمة فيما يجري الآن من جدل حول الثورة : (تضارب المصالح)، بين الشخصي والعام. فكثيرون جداً حققوا مكاسب كبيرة، بجهودهم، مستفيدين من مناخ عام لا يراعي عدالة توزيع الثروة الوطنية. فلما جاء (المحكُّ) - الثورة - تحرك الضعف الإنساني، وعلا وجيبُ ال (أنا) .. وكان الصراع بين المكاسب التي تحققت، مهما كانت أسباب وأساليب تحققها، ومشاركة المجتمع في تحقيق عدالة اجتماعية، تنال، أول ما تنال، من هذه المكاسب، وأبسطها : سقف المدخولات. قلبي مع من يعانون هذه المعضلة).
وفي السياق ذاته، كانت فكرتي التي سجلتها بعد بضعة أيام : (من المسكوت عنه وعليه هذه الأيام أن أحداً لا يفكر في الاقتراب من امتيازات وأوجه دعم ضخمة جداً، يستفيد منها رأسماليون انتفعوا من فساد النظام السابق، من ضرائب وفروقات أسعار الطاقة، ولا أحد يفكر في مراجعة أسعار الأراضي المنهوبة للأفراد والشركات، وبعض بنود إنفاق جهات (سيادية) - أرجو شطب هذه الكلمة المقرفة من مفردات اللغة العربية - ومن كل هذه الأشياء يمكن أن يتوفر ما يحل مشاكل التفاوتات الاجتماعية. فلماذا لا يتحرك أحد ؟. أعرف الإجابة، وهي، لأن معظم من يقدرون على التحرك، من شخصيات فاعلة في الساحة هذه الأيام، (مستفيدون) على المستوى الشخصي، فمخصصاتهم المنتفخة لا تزال سارية).
في 6 نوفمبر : صعقني خبرٌ قرأتُه بالأمس : سوزان مبارك اعتمدت في شهر (مايو) الماضي - بعد ثلاثة أشهر فقط من الثورة - قرار مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية بالتمديد لسراج الدين، مدة ولاية جديدة !
أرجو ألاَّ يكون الخبرُ صحيحاً، وإلاَّ يتأكد لي أننا نعبث.
في فجر اليوم التالي، تملكتني حالة تذكر، فسجلت منها : (ذهبنا، ونحن طلبة، نشتكي للمعيد الشاب "أحمد زويل" أن الامتحانات في الساعة الثانية بعد الظهر، حيث حرارة سرادقات اللجان لا تطاق. رد علينا : "المستعد يمتحن حتى في كونك إتش سي إل" !. يقصد في حمض الهيدروكلوريك المركز. ولم أنس هذا التعبير، فكنت دائما لا أذهب إلى أي كونك إتش سي إل إلا وأنا مستعد !. (من تداعيات ساعات الفجر).
وبلغ بي الضيق، مساء 24 نوفمبر، مبلغه، وأنا أشاهد وجوهاً متكررة في أحد المكلمات الفضائية، فكتبت : (من ضيوف برامج المكلمة الدائمين ضابط مباحث أمن دولة سابق (أسمعه في هذه اللحظات في برنامج توك شو مشهور)، وضابط مخابرات سابق، يحملان الآن صفة خبراء أمنيين، وكانوا ، مع غيرهم، من (كلاب السلطة) في عهد مبارك؛ ويفرضهم علينا الإعلام الآن، متجملين، يستغلون (طيبة) وضعف ذاكرة الناس. وليتهم يقدمون لنا شيئا ذا بال، وإنما يعيدون إنتاج أفكار مستهلكة، قرفنا منها، ومنهم).
وفي اليوم نفسه، قلت، كأنني أصيح : (لماذا الإصرار على نغمة أن ميدان التحرير ليس هو كل مصر ؟. وهل القاهرة هي كل مصر ؟. وهل القوات المسلحة هي كل مصر ؟ وهل الرأس هي كل الجسم ؟. وهل لدي من يتشككون في قيمة ميدان التحرير إحصائيات تؤكد تشككهم ؟. وهل يستحق هذا الميدان العبقري، بعد كل ما تحقق فيه، أن نشكك في شرعيته ؟).
ونشرت المصري اليوم في هذا اليوم خبراً، نصه : استشهدت، مساء الثلاثاء، رانيا فؤاد، الطبيبة بالمستشفى الميدانى بميدان التحرير، نتيجة اختناقها بالغاز المسيل للدموع الذى أطلقته قوات الأمن المركزى ضد المتظاهرين فى الاشتباكات التى استمرت حتى ظهر ، الأربعاء. وبعد أيام قليلة، وفي 29 نوفمبر، نشرت (بوابة الأهرام الإلكترونية) خبر : بالمستندات موظفون بجمارك السويس يرفضون تسلم 7 أطنان قنابل غاز من أمريكا للداخلية !، علقت عليه : جسر بحري من غازات الدموع لنجدة الداخلية المصرية ضد الشعب المصري .. يذكرنا بالجسر الجوي الأمريكي لإسرائيل في 73 .. ! .. أي عار ... !
تعليق آخر : بلاغ للنائب العام .. من فضلك .. اتخذ إجراءاتك في هذه الواقعة .. فقط !!
طبيبة، على أرض مصرية، وسط القاهرة، تمارس حقها الطبيعي كمواطنة بالتواجد في أي مكان على أرض بلادها (الحرة !) .. وتقوم (متطوعة) بمساعدة أبناء وطنها، يتم اغتيالها بسلاح كيماوي، استورده وزير الداخلية، وأمر باستخدامه واحد من جيش اللواءات العاملين معه، ليصيب هذه المواطنة المصرية العظيمة، ويسلب حياتها، وهي تبدأها !. أنا أتهم وزير الداخلية وأتباعه بقتل الشهيدة رانيا، بسلاح محرم دولياً، قتلاً عمدياً.
فاض بي الكيل في 25 نوفمبر من ظاهرة يرتفع صوتها من حين لآخر، فعبرت بالعامية : مستغرب إن ما فيش حد فكر إننا - في الظروف دي - نرجع للملكية - في وجود (الملك) - العيل - أحمد فؤاد - لا أستبعد أن يظهر شلة تافهين - زي شلة آسفين يا زفت - ويطلعوا علينا بشعار : آسفين يا جلالتو !
في الثاني من ديسمبر كان من رأيي أنه : (يخطئ من يعتقد أن دولة دينية ستكون اختيارا مناسبا للشعب المصري، وجانب كبير منه ناله حظٌ وافر من الإفقار والتدهور العام بفضل حكم مبارك المخلوع؛ فإن لم تفلح (الأغلبية الجديدة) في حل مشاكله (وأشك في أنها ستفعل، فلا قدرات ولا خبرات لديها)، فإن حالة (الانقياد الديني) ستتراجع أمام استمرار ضغوط الفقر والتدهور، وستكون مصحوبة بخيبة أمل كبيرة، وربما انتهت إلى مضاعفات خطيرة). وربما كان وراء هذا الرأي امتعاضي الشديد من شريك فيديو لمتأسلم سياسي سلفي، يقول فيه : إن وجه المرأة كفرجها !. وزاد طين ذلك الشريط بلة أن تعليقا قد صاحبه، يقول : يمتنع عن المشاهدة غير المسلمين لإنه شيخنا ونحن فقط من له الحق في إنتفاد فتواه وأرائه الدينيه نقدأً بناءً (!).
وبعد أن قرأت دراسة عنوانها (مصر هبة الحبشة !)، في مجلة الكلمة الإلكترونية، التي يرأس تحريرها الدكتور صبري حافظ، رأيت أن ألفت النظر إلى هذه الدراسة المهمة : دراسة مهمة جداَ، أدعوكم لقراءتها، فهي تكشف أبعاداً خطيرة لشأن يتصل بصميم وجودنا كمصريين، وهو مياه نهر النيل، التي بدونها لا حياة لمصر.
ورصدت في 7 ديسمبر : علامة مبهجة - واحد من آلاف الشباب الموهوبين في بلادي - لا يكاد يعرفه أحد، بينما لا عبو الكرة التافهون، والمغنون الناهقون البشعون، يستأثرون بالأضواء، والأموال !. هيثم دسوقي - مخترع مصري شاب - شاهدوا الفيلم لتحصلوا على جرعة انتعاش !
وفي 9 ديسمبر، انتشرت نكتة مدوية، فقد صرح واحد اسمه (الشحات) بأن مستوى نجيب محفوظ الفني ضعيف و لغته ركيكة. تخيلوا !. ما توقفت أمامه هو : كيف سمح لنفسه أن يقضي (كل هذا الوقت) في قراءة (كل) إنتاج أديبنا العالمي الخالد، ليخرج إلينا بهذه المقولة القاطعة المانعة ؟!.
وفي العشرين من ديسمبر، ساءني، ككل المصريين، منظر سحل الفتاة وتعريتها على أسفلت ميدان التحرير : "لا ينبغي أن نغض الطرف عن هذه الصورة البغيضة.
مهما كانت (جريمة) هذه الشابة (المصرية) العزلاء، فإنها لا تستحق من هذه الفصيلة (المدججة) بمعدات القتال، من (مغاوير) جيش وطنها، أن ينتهكوا آدميتها ويعروها على هذا النحو المخزي. أطالب بمحاسبة هؤلاء العصبة من الهمج الذين لا يستحقون شرف الانتساب للجندية المصرية. يمكن للتحقيقات والاستخبارات العسكرية ذات القدرات الرهيبة أن تأتي بهم. فإن لم يحدث، وإن لم نقتص لهذه الفتاة المنتهكة، التي هي أعلى شرفاً، وأزكي وطنية من أشباه الرجال الذين اجتمعوا على إيذائها .. إن لم يحدث ذلك، ستظل الرجولة المصرية مخدوشة، وسنكفر بأشياء كثيرة !".
وجلب الاستياء من ذلك السلوك الهمجي تداعيات أخرى، منها : (يجب أن تتسع الدعوة لإنهاء حكم العسكريين لتشمل إنهاء حالة (عسكرة الدولة).
عشرات الآلاف من الضباط السابقين، جيشا وشرطة، يحتلون وظائف مدنية كبيرة، بلا أي مؤهلات. كل ما كان مطلوبا منهم أن يكونوا (عصياً غليظة)، تحقق (الضبط والربط) في مؤسسات الدولة .. فاستشروا في كل مكان).
وفي آخر أيام السنة، كتبت معلقاً : (أسوأ خبر سمعته في نهاية 2011 (إنتخاب) سراج الدين نائباً لمدير المجمع العلمي المصري، في تحدىٍ سافر لمشاعر المصريين، كأن هناك من يكافئه على دعمه المباشر للنظام المباركي والعائلة المخلوعة .. كأن الذين اختاروه مغيبون، لا يدركون أن ثورة قامت على بعد أمتار منهم، وأن ألسنة نيرانها قد طالتهم !).
وفي 11 يناير، أستمر في مراقبة وتأمل مجريات الأمور، وأكتب : (مقالي الجديد عن نوع من (القراد)، لا يعيش إلاَّ في آذان الخفافيش. عيشة تطفل. تفسد الأذن التي يصيبها القراد، فلا تقوم بوظيفتها الحيوية للخفاش؛ فهو (يرى) بأذنيه، عن طريق تحسس الأصوات التي تحيط به. ولا يصيب القراد غير أذن واحدة، فقط، ويترك الأخرى سليمة. ليس ذلك حباً في العائل، ولكن (الطفيل) - الحويط - يدرك أن ضياع الأذن الثانية يعني موت عائله، وموته هو بالتالي.
جانب من مشاكلنا الحالية أن قراداً كثيراً نما وازدهر في أذن النظام السابق.
ولا يزال هذا القراد يناضل من أجل المحافظة على (الأذن الثانية) سليمة .. ليس من أجل سواد عيون النظام، ولكن حرصاً من القراد على مصالحه وحياته.
فإلى الجحيم بالخفافيش، وبكل أنواع القراد !).
وأكتب ستاتاس ثانياً : (كنا نزور، في طفولتنا، أقارب لنا في الرياف. وكنت أرفض ركوب الحمار، وهي متعة كان يتعارك عليها أخوتي. وسألني قريب ريفي عن السبب، فقلت، ببساطة (حرام). ويبدو أنني كنت رومانتيكياً (من يومي). فضحك الرجل وقال: دي ركايب .. لازم تتركب وإلا تزعل مننا !. فصدقته، وركبت الحمار، حتى لا يزعل مني !.
للأسف الشديد، أستطيع أن أرى كثيرا من الناس، عبر أحداث سنة الثورة، لا تستطيع أن تنسى أنها .. ركايب !. وكانت (زعلانه)، لأن الثورة جاءت لتحررها من راكبيها .. فهي تريدهم .. ولا تزال !).
في الرابع عشر من يناير، أطلقت مجموعة جديدة في الفيس بوك، أسميتها (حكومة ظل)، هدفها المشاركة في إعادة بناء الوطن، واستعادة ملامحه، بالأفكار الجديدة، وفي تجرد شديد، وهي مجموعة نشطة، وساحة حوارات مفيدة.
وأنهي هذا العرض بنص تهكمي وصلني في بريدي الإلكتروني، فنشرته بالفيس بوك، يقول :
آه منكو يا مصريين !
يعني حصل ايه، يعني، لما الواد الغلبان علاء مبارك اتجوز من هيدي، بنت رجل الأعمال مجدي راسخ، اللي اشتغل مع رجل الأعمال محمد نصير، صاحب "فودافون" ؟
و هاستفيد ايه، أنا يا مواطن يامصري يا غلبان، يعني، لما اعرف ان مرات راسخ هي (ميرفت قدري)، وجدها هو ابن خال عثمان أحمد عثمان؛ واخت مرات علاء متجوزة شريف البنا، ابن محمد البنا، بتاع مجلس الشعب ؟
ايه اللي انت استفدته، كمواطن، لما عرفت - يعني - ان بنت الجنزوري تكون متجوزة من واحد اسمه مصطفى حيزة، وشغال مدير اعمال حسين سالم ؟
وايه يعني لما مرات سيادة الشفيق فريق، نزيهة الجمال، تبقي عمة خديجة الجمال، مرات جمال مبارك ؟. مالنا احنا ؟ .. إنشالله ياكلوا بعض !
وايه اللي حصل - يعني - في الدنيا، لما يكون زهير جرانه إبن خالة محمد منصور والمغربى وأحمد عز ؟ .. خربت الدنيا ؟.
وعادي جدا، في رأيي المتواضع، إن منير ثابت، اخو سوزان مبارك، يبقي جوز خالة انس الفقي ؟ .. موش كل واحد له خالة .. والخالة لازم تكون متجوزة ؟
طيب، وإيه يعنى لما سري صيام، رئيس محمكة النقض، يبقي ابو سري صيام، رئيس البورصة ؟. سنة الحياة .. كل إبن له أب !. ومنير فخري عبد النور، وزير السياحة، يبقي ابن خالة يوسف بطرس غالي، ربنا يسهل لهم .
والصدف ياما بتحصل - يعني - دي اكيد صدفة بحتة، ان اخت رشيد اتجوزت امين رياسة الجمهورية، اللي في نفس الوقت، اخو قنصل مصر في امريكا. الدنيا أصبحت قرية صغيرة .. تكنولوجيا الاتصالات اتقدمت !.
ويشاء ربك ان احمد فاضل، رئيس قناة السويس، إللى الناس عايزه تأممها من تاني (!!)، مجوز ابنه لبنت عمر سليمان. بالرفاء والبنين. الدنيا شبكة !
اتقو الله بقي وسيبو الناس في حالها. انت ايش عرفك الناس دي كافحت قد ايه علشان تتجوز بعض ؟!
يا ساتر منكو يا مصريين !


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.