الجيش المصرى يتعرض لمؤامرة وأخشى الانقلاب على السيسى لو فكر مرسى فى حلق لحيته سنجد تحتها وجه مبارك الكئيب «الإخوان» أكبر كنز استراتيجى لأمريكا مرسى ظهر فى الجامعة العربية مثل «المشوبش» فى الأفراح الشعبية لجمع النقطة مشروع النهضة «تحشيشة» مرسى «الثرثار» ليس إلها ولا نصف إله ولا حتى السيدة زينب الرئيس غازل أمريكا والسعودية ب «كيد النسا» فى إيران مرسى ليس إلها ولا نصف إله.. ولا حتى السيدة زينب, هكذا يسخر الدكتور عبد الحليم قنديل, رئيس تحرير «صوت الأمة» وهو يتحدث عن الرئيس, ولا عجب فالرجل الذى كان فى طليعة من حاربوا توريث مبارك ابنه الحكم رغم القبضة الحديدة لنظام المخلوع, لا يخشى دعاوى قضائية تستهدف قصف الاقلام التى تعارض الإخوان وتهديدات موتورة من دراويشها.. المزيد من الآراء والرؤى حول ما يحدث على الساحة السياسية فى مصر يكشفها قنديل ل«فيتو» فى حوار لا تنقصه المرارة! قبل ثورة يناير, قال الدكتور محمد بديع, المرشد العام لجماعة الاخوان , نصا: مبارك أب لكل المصريين ولا مانع من ترشح نجله (جمال) للرئاسة .. وقال عن الدكتور محمد مرسى ابان ترشحه للرئاسة انه لقمان العرب وعن خيرت الشاطر انه صاحب دعوة مستجابة كدعوة سعد بن ابى وقاص .. على ضوء كل هذه الشطحات سألنا عبد الحليم قنديل عن رأيه فى الرئيس مرسى الذى رشحه بديع مقارنة بمبارك فقال إن «مبارك كان صامتا فى أغلب الاحيان يقرأ خطبا مكتوبة و كأنه تمثال من الشمع, لكن مرسى ثرثار, وميال للارتجال, والفروق الشخصية بين الرجلين لا تلغى الاتحاد الموضوعى لسياسة كل منهما ,فالرئيس الحالى يحذو حذو الرئيس المخلوع النعل بالنعل « وهذا يظهر عدم منطقية كلام بديع، فلقمان حكيم قليل الكلام كثير الفائدة , ومرسى كلامه كثير ومعظمه بلا فائدة ! لكن الاخوان يزعمون أن افرازات الثورة ستحقق اهدافها, وان مرسى رئيس شعبى, وانه سيحقق ببرنامج النهضة تنمية يشعر بعوائدها كل المصريين .. كان ذلك مدخلنا لسؤال قنديل عن الفارق فى السياسات بين نظام مبارك ونظام الاخوان فقال هو:» قارن بين زيارة مرسى للصين وأى زيارة لمبارك ,ستجد وفد رجال الاعمال هو نفسه فى هذه الزيارة بالاسماء والتفاصيل , مع اختلاف بسيط فى تشكيل الفريق, فالكابتن هذه المرة كان القيادى الاخوانى حسن مالك, بينما كان أحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطنى المنحل هو القائد فى زيارة مبارك .. والفارق فى اللحية فقط, وإذا فكر مرسى فى حلق لحيته لوجدنا تحتها وجه مبارك الكئيب, وبالمناسبة مرسى مكسب كبير للأمريكان , بينما مبارك هو مثل الإخوان الاعلى, ورغم انه قهرهم إلا انهم لم يستطعوا ان ينسلخوا عنه ولذلك يقلدونه». وهذا الكلام له دلائل على أرض الواقع فهى نفسها سياسة المسكنات المباركية فى حل المشاكل , كما ان التعامل مع المتظاهرين فى عهد مبارك مستمر فى عهد مرسى بدليل قتلى ومصابى أحداث السفارة الامريكية, فضلا عن استمرار التزاوج بين المال والسلطة مع اختلاف الأسماء و تطابق رؤية الرئيسين بشأن العدالة الاجتماعية, فكلاهما يراها بمنطق البر والاحسان على الفقراء . وهكذا يستمر الحوار ويستمر الكلام عن مرسى, فالرجل الذى حل بديلا لخيرت الشاطر فى السباق الرئاسى فى وقت كان عدد من يعرفونه فى مصر محدود للغاية, تم ترشيحه من مجلس شورى الاخوان ومكتب الارشاد وعقد مؤتمرا بمقر الجماعة وأعلن الترشيح فى حضور المرشد بديع ولولا حشود الاخوان ما وصل لكرسى الرئاسة .. هذه الصورة تدفع للسؤال حول حقيقة علاقة مرسى (الرئيس) بالجماعة, فتأتى اجابة قنديل بأن : «مرسى ابن الجماعة وصورته فيها صورة «المطيع النموذجى» ففكرة الطاعة فى الجماعة أساس للترقية وهى سيرة حياته, لهذا فهو بالتأكيد (أى مرسى) معبر عن الجماعة , ولا فرق بين سياسة جماعة مبارك وسياسة جماعة مرسى فى السياسة والاقتصاد والثقافة» , وهذه الصورة تجد ما يؤكدها فى تصريحات قيادات الاخوان ومنهم الدكتور سعد الكتاتنى رئيس مجلس الشعب المنحل , وكلها تصريحات كانت كلها تقول إن الطاعة فى الجماعة تعادل الالتزام الحزبى فى الحزب الوطنى كرد منهم على منتقدى مبدأ الطاعة العمياء . وعلى مستوى العلاقات الخارجية, فقد اتهم الاخوان مبارك بأنه تعمد قطع العلاقات مع ايران لعقود بأوامر امريكية , وفى المقابل يخرج محمود حسين الامين العام للجماعة ليضع ذات الشروط مع تعديل بسيط فبدلا من تغير اسم شارع الاسلامبولى (شرط مبارك) تطالب الجماعة ايران بالتوقف عن دعمها لنظام بشار الاسد فى سوريا وإلا فلا عودة للعلاقات بين طهران والقاهرة, هذه المقارنة قادت لاستفسار عن نظرة الادارة الامريكية للرئيس مرسى وموقف الرئاسة من ايران, ليقول قنديل:«جماعة الإخوان أكبر كنز استراتيجى للامريكان, والادارة الامريكية تستريح للجماعة عن اى فصيل آخر فى مصر, فالرئيس مرسى الذى يرى نفسه زعيم اهل السنة والجماعة (كما اظهر فى ايران) تناسى خلال زيارته للصين ان بها 100 مليون مسلم سنى لا يستطيعون الاعلان عن دينهم.. بينما الجماعة تضع شروطا لعودة العلاقات مع طهران لا يبررها سوى أننا اصبحنا عبيدا للسعودية ودول الخليج, واعتقد ان الرياضوواشنطن طالبتا مرسى بعدم الذهاب لايران, فوجد نفسه فى ورطة, لهذا ذهب محاولا إظهار انه مستقل فى قراره وافتعل قصة الترضى على الصحابة نكاية فى ايران, وارضاء لواشنطنوالرياض على طريقة كيد النساء. هنا يأخذنا الحوار الى الدكتور عصام العريان (الرئيس المؤقت لحزب الحرية والعدالة) والذى قال فى غمار الانتخابات الرئاسية إن الاخوان لن يعترفوا بإسرائيل حال وصولهم للحكم, وعدم الاعتراف يعنى انها عدو و لذا سألنا قنديل ان كان قد لمس تغيرا فى سياسات مصر تجاه تل ابيب , خاصة فى خطاب مرسى فى الجامعة العربية فقال : «مرسى ظهر فى الخطاب وكأنه «المشوبش» فى افراح القرى والنجوع (على طريقة شوبش للمعلم فلان) للحصول على النقطة .. ومرسى الإخوانى تحدث عن إسرائيل قائلا (الطرف الآخر) ولم يذكرها بصفة العدو ولو لمرة واحدة فالمحصلة فى النهاية (اكفى القدرة على فمها تطلع البت لامها) الاخوان ومبارك ايد واحدة». وبنفس الطريقة يمكن رصد التناقض فى موقف الجماعة – المعلن – من واشنطن, من خلال تصريحاتهم فى عهد مبارك وما قالوه بعد تمكنهم من مصر, فقبل ثورة يناير, وصف الاخوان امريكا بالعدو الرئيسى لمصر, وجاء ذلك على لسان محمود غزلان المتحدث الرسمى للجماعة.. هذا التناقض فسره قنديل فى تعليقه على مقولة (امريكا العدو), فضحك ساخرا وقال :«لا يوجد دليل واحد على انها عدو, ولدى عشرات الادلة على ان الإخوان دمية فى يد الامريكان, منها إسراع مرسى فى سحب الآليات العسكرية من سيناء بمجرد طلب هيلارى كلينتون ذلك منه, وعلى فكرة مرسى يريد إضعاف الجيش لتحقيق رغبات أمريكا, وشهادة أقولها للتاريخ, فالفريق اول عبدالفتاح السيسى – وزير الدفاع - ليس اخوانيا ولا يحزنون وهو أفضل أعضاء المجلس العسكرى قاطبة فى مستوى الوعى كلهم كانوا «بيفكوا الخط» ولأنى أعلم أن الاخوان خطتهم هى اضعاف الجيش أخشى أن ينقلب مرسى على السيسى لأنه لا يبدو الشخص الملائم للاخوان, أما مشروع النهضة من وجهة نظرى فهو مجرد تحشيشة, والجماعة وريثة لامانة سياسات الحزب الوطنى المنحل بقيادة الوريث الذى كان جمال مبارك. الى ذلك, لم يرق لقنديل مغادرة هذا الجزء من الحوار دون مزيد من التوضح, فأشار الى أن: «فهمى هويدى, مع وصفه بالكاتب المقرب للجماعة, انتقد بشدة ( فى مقال له بجريدة الشروق) سياسة حكم الاخوان القائمة على المصلحة, وهى مصلحة الجماعة,التى تتماشى مع فكرة حكم اللصوص, فمثلا الاحكام القضائية صدرت باعادة شركة مباعة الى الدولة ولم تنفذ , وبرغم ان الضرائب التصاعدية هى البديل عن «الشحاتة» التى يقوم بها مرسى فى الخليج وخارجه, إلا اننى اتحداه ان يجرؤ على فرض هذه الضرائب واتحداه ان يرفض المعونة الامريكية .. كما ان موقفهم بشأن الفيلم المسىء للرسول يكشف ويؤكد ما اقول.. فما فعلوه لم يكن سوى (هيصة كدابة ) أما الاخونة فأمر واقع وتتم على قدم وساق بدليل استحواذهم على الصحف القومية وما يفعله الاخوان مع الاعلام مسخرة , فقد جاءوا باثنين من أكبر المطبعين وهم رئيس تحرير جريدة الأهرام «عبدالناصر سلامة»ورئيس مجلس ادارة دار الهلال «يحيى غانم.» وعن حقيقة موقف الاخوان القيادى الاخوانى من الفلول , بعدما سرقت الجماعة الثورة, ومدى قدرة المصريين على اقصائهم عن الحكم , فيشير الكاتب الصحفى الى أن :«هناك رأيا يرى انهم سيظلون 100 عام فى الحكم لانه يراهم قوة خارقة, وهو رأى خاطئ, فأرى انهم لن يستمروا اكثر من خمس سنوات على الاكثر, فقد تحولوا الى قوة اقتصادية هائلة ذات نزعات تجارية ولديهم عشرات الآلاف من المتفرغين الذين يتقاضون مرتبات شهرية, ومن يدفع يتحكم, وكلها امور يدركها الشعب وتعجل بسقوطهم, وبالمناسبة الاخوان جماعة طبقية لا دينية كما يروجون, فكبار قيادات الاخوان وعلى رأسهم خيرت الشاطر وحسن مالك ينتمون الى اغنى طبقة فى مصر شأنهم شأن رموز الوطنى المنحل, ومع ذلك أرى الإخوان مجرد اسطورة زائفة , فقد اصبحوا منبوذين من الشعب الذى يعى انه لا عداء بين الاخوان وبين الفلول, فأعضاء امانة السياسات بالمنحل اصبحوا مستشارين للرئيس مرسى.. الاخوان والفلول ايد واحدة.» قنديل الذى لم يغب عن وجهه الغضب المتخفى خلف ابتسامته الساخرة, علق على مشهد شباب الاخوان وهم يستقبلون مرسى استقبال الفاتح عقب عودته من إيران وصاروا يقارنون بينه وبين عبد الناصر ويقولون انه قادر على إعادة تجربة الزعيم الراحل, فقال:«مرسى لا يستطيع ,لانه ابن السياسة النقيضة، والسياسة اختيارات ، واختيار الاخوان السياسى يتركز فى التبعية للامريكان ورأسمالية المحاسيب وخير دليل على ذلك هو تقليدهم لمبارك باللجوء لقرض صندوق النقد الدولى, فمصر فى عهد مرسى مازالت تحكم من البيت الأبيض كما كان الوضع فى عهد مبارك».