لم تكن أبداً يا رسول الله صلى الله عليك وسلم فظاً أو غليظ القلب أو إرهابيا، ولم تكن سباباً أو لعاناً أو فاحشاً أو بذيئاً ، بل نهيتنا عن سوء الخلق وأمرتنا بالحياء, وقالت عنك أمنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها " كان خلقه القرآن " وكنت حليماً صبوراً رحيماً بالمؤمنين ,رحيماً بالعالمين رءوفا عادلاً لا تفرق بين فاطمة ابنتك رضي الله عنها وبين غيرها من المسلمين . نحن يا رسول الله نعيش الآن بعد مرور أربعة عشر قرناً من هجرتك ، كما أستطيع أيضاً أن أقول - ويا أسفي على ما سأقول - إن معظمنا في زمننا إلا من رحم ربي ينتمي إلى الإسلام بالميلاد ، ولدتنا أمهاتنا فوجدنا أنفسنا مسلمين ،هكذا بقدر الله ، ومعظمنا يا حبيبي يا رسول الله يقيمون الشعائر التعبدية ، إلا أنهم يقيمونها شكلا ورسما لأنها أصبحت عادة لا بحسبها عبادة !!! فالعبادة في زمننا أصبحت عادة ، فنحن نصوم رمضان ... عادة ، ونصلى الصلوات الخمس ... عادة ، ونذهب للحج والعمرة ... عادة ، وهكذا ، ولكن يبدو أن مرور أربعة عشر قرناً على بعثتك جعلتنا ننسى مقاصد الشريعة الإسلامية وحكمة الشرع الحنيف ، بل يبدو أننا نسينا الإسلام نفسه !!! عذراً يا حبيبي يا رسول الله عذراً يا من صلى الله عليه وسلم ، فإننا الآن في هذا الزمن وإن كنا كثرة إلا أننا كغثاء السيل ، لانحسن إلا السب والشتم واللعن والقول الفاحش وانتهاك الأعراض حتى أن دول العالم صغيرها وكبيرها جعلتنا أضحوكة وأخذت تستهزئ بنا . حتى أولئك العلماء يا حبيبي يا رسول الله الذين شيخوهم علينا وأطلقوا عليهم ألقابا ما أنزل الله بها من سلطان وجدنا منهم من لا يغادر القرآن تراقيهم ، ولا يصل إلى قلوبهم ، ووجدنا منهم من يتمسك بالشكليات التي لا تقدم ولا تؤخر ، ثم في حياته وسلوكه تجده أشد الخصام ، إن نظرت إليه وجدته أكثر الناس قسوة وفظاظة وتفريطاً في حق الله ، يأمر الناس بالبر وينسى نفسه !! يقول ما لا يفعل !!! ويفعل ما يغضبك يا حبيبي يا رسول الله صلى الله عليك وسلم ليُرضي نفسه الأمارة بالسوء. عفواً يا سيدي يا رسول الله لقد استطردت في الحديث دون أن أقدم نفسي ، فأنا من أمتك ، أقصد أنني من المفروض أن أكون من أمتك ، ولكنني أنظر إلى الأمة فأجدها وقد حادت عن الحق بعد أن خدروها وغيبوا وعيها ، لذلك فإنني أستطيع تعريف نفسي بأنني أنتمي إلى هذه الأمة التي من المفروض أن تكون أمتك !!