يا حبيبي يا رسول الله، أتوجه إليك بخطابي هذا، ففي زمننا و واقعنا رأيت من يرفع شعار الإسلام ثم يمارس القتل والتنكيل والكذب والخداع، لا يأبه للدماء، ولا يُعظم الحرمات، ولا يتجنب المحرمات، ثم يستمر في رفع الشعار حتى يوهم البسطاء انه من رجال الله الذين يريدون تطبيق شريعته، وما كان رفع الشعار يغني عنهم من الله شيئا، فالله ينظر الى الأفعال «إن الله لا ينظر الى صوركم وأموالكم ولكن ينظر الى قلوبكم وأعمالكم» فليقل من يرفع الشعار ما يحب فالكلام قد ينطلي على البسطاء أصحاب المشاعر الجياشة الذين تطغى مشاعرهم على عقولهم فلا تترك لها مجالا للتفكير، لم يفكر أصحاب المشاعر التي لم يضبطها العقل يا رسول الله في الفارق بين الدين والتدين، الإسلام والمسلم، منهجك يا سيدي يا حبيب الله ومنهج هؤلاء. لم تكن أبداً يا رسول الله صلى الله عليك وسلم فظاً أو غليظ القلب أو ارهابيا، ولم تكن سباباً أو لعاناً أو فاحشاً أو بذيئاً، بل نهيتنا عن سوء الخلق وأمرتنا بالحياء، وقالت عنك أمنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها «كان خلقه القرآن» وكنت حليماً صبوراً رحيماً بالمؤمنين ورحيماً بالعالمين رؤوفاً عادلاً لا تفرق بين فاطمة ابنتك رضي الله عنها وبين غيرها من المسلمين. نحن يا رسول الله نعيش الآن بعد مرور أربعة عشر قرناً من هجرتك، كما أستطيع أيضاً ان أقول،، ويا آسفي على ما سأقول،، ان معظمنا في زمننا الا من رحم ربي ينتمي الى الإسلام بالميلاد، ولدتنا أمهاتنا فوجدنا أنفسنا مسلمين، هكذا بقدر الله، ومعظمنا يا حبيبي يا رسول الله يقيمون الشعائر التعبدية، الا أنهم يقيمونها شكلا ورسما لأنها أصبحت عادة لا بحسبها عبادة!!! فالعبادة في زمننا أصبحت عادة، فنحن نصوم رمضان…عادة، ونصلي الصلوات الخمس…عادة، ونذهب للحج والعمرة…عادة، وهكذا، ولكن يبدو ان مرور أربعة عشر قرناً على بعثتك جعلتنا ننسى مقاصد الشريعة الإسلامية وحكمة الشرع الحنيف، بل يبدو أننا نسينا الإسلام نفسه!!! عذراً يا حبيبي يا رسول الله عذراً يا من صلى الله عليه وسلم، فاننا الآن في هذا الزمن وان كنا كثرة إلا أننا كغثاء السيل، لانحسن إلا السب والشتم واللعن والقول الفاحش وانتهاك الأعراض. حتى أولئك العلماء يا حبيبي يا رسول الله الذين شَيخوهم علينا وأطلقوا عليهم ألقاباً ما أنزل الله بها من سلطان وجدنا منهم من لا يغادر القرآن تراقيهم، ولا يصل الى قلوبهم، ووجدنا منهم من يتمسك بالشكليات التي لا تقدم ولا تؤخر، ثم في حياته وسلوكه تجده أشد الخصام، ان نظرت اليه وجدته أكثر الناس قسوة وفظاظة وتفريطاً في حق الله، يأمر الناس بالبر وينسى نفسه!! يقول ما لا يفعل!!! ويفعل ما يغضبك يا حبيبي يا رسول الله صلى الله عليك وسلم ليُرضي نفسه الأمارة بالسوء، ويرضي مشاعر المتعصبين، وزعماء الفتنة. عفواً يا سيدي يا رسول الله لقد استطردت في الحديث دون أن أقدم نفسي، فأنا أنتمي إلى هذه الأمة التي من المفروض أن تكون أمتك!!.